أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد خضير سلطان - مسرحية (موندراما)هنا في سماء كانيا مالا (1)















المزيد.....


مسرحية (موندراما)هنا في سماء كانيا مالا (1)


محمد خضير سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 12:08
المحور: الادب والفن
    



الزمان: الاربعينيات من القرن العشرين.
المكان: قرية عراقية كوردســــــــتانية.


(المنظر)
(يوحي المكان بالرغم من صغر مساحته بالسمو مثل حيز من سفح اوجانب من سهل وسط سلسلة جبال عالية ، تتناثر فيه الاشياء القريبة من بعضها بتنظيم معين، حجارة صلدة ناتئة القسمات، مقطع من جذع شجرة هرمة، جذورها نافرة ،سور حجري بنصف دائرة، يحيط بماء النبع ،كتب عليه ( نبع كانيا مالا)،بندقية قديمة معلقة وشاخص بعيد للتصويب، قطعة على شكل سهم ، مكتوب عليها الطريق الى الموصل، مجاميع من لوحات معلقة من اليشاميغ الحمر والرمادية،
تلف كل هذه الاشياء او تخرج منها حبال متطاولة، محيطة هنا ، ونازلة من هناك، وتبدو وكأنها تكميم مرسوم بدقة وينتشر في كل الانحاء.)

(يظهر عزو في شخصية الراوي التي يتناوب بها مع شخصيته المحورية، يمسك مجموعة من يشاميغ حمر ورمادية مرفرفة ويقول:)
منذ دهور والدنيا لم تتغير في قرية سواري، مازلنا على مقربة من الكهف، كهف الظلام، قمحنا معفر بدم القاتل والقتيل، وقلوبنا مفعمة بمشيئة الاعراق والمحتد والقبيلة، نهار وليل متعاقبان، دائران في فلك يشبه نفسة،،،،،،، ليست لنا سماء ، فقط بعض السحب ، نبددها في وحشة الازمان، (2) نحن المستحمون بمياه نبع كانيا مالا، ايامنا متساوية، سنوننا متساوية، عقارب الساعات حتى لو جيىء بها الى قريتنا لا تدق على معاصمنا،زمننا عدم ، نور وظلام ...لم يتغير شيىء ، مياه كانيا مالا تتدفق منذ الازمان دون ان نستشعر معنى لتدفقها، الجبال هي نفس الجبال، حتى دمائنا القتيلة لم تتغير، يموت قتلانا ونبحث عن القتلة في فلك دائر من القتل والانتقام، فصارت مشيئة الدم مثل النهم الى الاكل والحاجة الى الماء عند الظمأ، مثل الحب والكراهية والحياة والموت والبقاء والفناء، لاشيىء يفصل بينهما، لا ابعاد زمن، تشعرنا بان لنا القدرة على تحديد من نحب ومن نكره،من نحن بين المعمورة، ليس لدينا الفكرة بنوع الحياة التي نحياها، اذن كيف نحدد موقفنا من العالم ، كيف ندرك موقعنا من العالم من اجل ان نبرهن على وجودنا سلما او قتالا،سوف ينبرون في القتال بان شعب كانيا مالا وحشيا ومازال في الادوار الاولى من التطور البشري ،وبذلك يبررون ابادتنا واستمرار القتل والتهجير وحرق القرى وتهديم المنازل، اننا في الدرجة الدنيا من الاحترام البشري، اما في السلم فنحن منسيون بلا وجود، اذن علينا نحن شعب كانيا مالا ان نثبت وجودنا ، ان نصوب افكارنا قبل ان نصوب ماسورات بنادقنا، ان نكتشف سماءنا القريبة، ونقول : هنا في سماء كانيا مالا...........
منذ دهور ونحن نشرب من مياه كانيا مالا ونستحم من مياه كانيا مالا ونغسل موتانا ومواليدنا من مياه كانيا مالا، في قرية سواري الوادعة، لاشيىء سوى سجل الاموات والولادات لدى شيخ القرية الجليل، كانت مياه نبع كانيا مالا، دائرة، سادرة لاتدرك ان تسقي الاشجار او تروي ظمأ الاطيار، وكنا سادرين ايضا ، وندور مع المياه بلا خيار،
اذا نفدت او جفت مياه كانيا مالا، ليس لنا خيار سوى ان نموت او نهرب في الارجاء، ولكننا الآن لانستطيع في العالم الجديد ان نهرب، نعم اين نهرب فالعالم لم يعد لمن يركض في البرية ويقطع المفاوز والفيافي بحثا عن مستقر، نعم العالم لم يعد ملكا لانهائيا ، يمرح الأله في جنباته بل اقتسموه شبرا شبرا ومن لم يجد موضعا لقدمه ، يضيع ( بقوة قليلا) فيا سماء كانيا مالا ، جدي موضعا لاقدامنا.. نجد موضعا لافكارنا ، حينذاك ، ينكشف مدى التصويب للقتل او السلم وحماية أنفسنا.
يا سماء كانيا مالا نحن بانتظار ريبه ر(3) رسول العالم منا لكي نتعرف الى انفسنا.
( يظهر عزو و بصوت خفيض ويعلو رويدا، يرفع حبال ويتعثر بحبال آخرى)،
يعلم الناس في كانيا مالا بان الاغوات تآمروا على قتل ابي، وكانوا يسعون الى الاستيلاء على حجارة المطاحن التي هي رزق الناس، ولكن هل كان ابي يدافع عن رزق الناس ام حجارة المطاحن ، رزقه ، وهل نستطيع القضاء على الاغوات، أنريد القضاء عليهم حقا ام الثأر لقتل ابي.
( صوت حه لى ):
تلك هي القضية ياعزو الغالي..اننا في زمان جديد لاندركه.. ادركه من اجلي، انا الدائرة مع مياه نبع كانيا مالا، والباحثة بناظري عن سمائها، وحذار ان تغدو شبحا وانت تحارب الاشباح
( تكررها حه لى عدة مرات حتى يغيب الصوت).( 4)
(الراوي يتابع):
حه لى من يحبك لايغدو شبحا.. مات العاشق مه م في حبسه من اجل حبيبته زين اما عزو فلايريد سماء كانيا مالا ان يكرر موت مه م ، نريد ان يكون مه م آخر السجناء العشاق،ونريدك ان لا تكوني مسكينة، مغلوبة على امرك مثل زين، كان العشاق يوغلون في عشقهم ويمسون اشباحا حينما لم ينالوا حبيباتهم، ثم يغدون من حيث لا يدرون قصصا مسلية للطغاة وترياقا للحالمين الكسالى، اما انت يا حه لى الجميلة كسفوح خضراء ،فلا خيار سواك ، ليس سوى شعرك المسترسل مثل مياه النبع ، ليس لنا كلنا سوى ان ننظر من عل الى قامتك السامقة بين الاودية مثل شجرة السبيندار( 5)،حه لى وجهك كالبدر فوق قريتنا وعيناك اغنية الجبال ومصائر الناس، اذ يشحب البدر/وجهك ، تذوي افياء الكروم ويغيض ماء النبع... حه لى انت صورة زماننا الفاصل بعد ان يحل ريبه ر، الشمس لاتشرق كعادتها منذ دهور لأنها منذ الآن ، تشرق مصحوبة بيقظتك في الارجاء ،بين السفوح والاودية وعلى انهمار الثلج ، صرت اليد التي تعزق شتلات كياننا الجديد،حه لى انت وسيطنا مع العالم، وانت الهنا في سماء النبع ، تكلمي في افواهنا ماتشائين، لك الحدس ولنا النطق باسمك ايتها الفارعة عبر الجبال..................................................
(عزو)
تعاليم الام ام تعاليم الحبيبة؟
الراوي
تعاليم الحبيبة الآن هي تعاليم الام غدا ، ستصير الحبيبة اما كبيرة.................................
(عزو في مشهد مغاير)
كل الاشياء والكائنات في قريتنا الصغيرة، تعلن حدادها على مقتلك الغادر يا ابي،( يستدرك) لا لست ابي فقط ، كنت ابي حيا ولكنك صرت ابا للجميع بعد موتك،
( يستخدم الراوي يشماغ احمر واسع في حركات متتابعة ويقول)
بموتك ايها الاب نعيد ابتكار الحياة، موتك مايشبه الحد الفاصل بين زمان وزمان آخر، موتك بداية الطريق الى سماء النبع(يواجه الجمهور ويتكلم سريعا اسرع من قرع طبول مصاحب لكلامه) ،امرعادي ان يقتل احد ما في القرية،وفي ليلة ظلماء، ان تسيل دماء جراء نزاع او مداهمة لصوص او لاي سبب آخر فما ان تمر الايام والشهور واحيانا السنون حتى تتسلق الدماء القتيلة قمم الغضب، تفور دماء الانتقام وتشرئب بحثا عن القاتل لتلاقيه نفس المصير فالقاتل هو قتيل مؤجل، القاتل يأخذ دور القتيل ولكن آه (يصرخ بقوة عندما يخرس قرع الطبول) اذا كان القاتل غريبا عن القرية،،،،،،،،،،،،،،،،، انه يقتلنا جميعا، عند ذاك ستواجه القرية العالم، نعم فكل شيى خارج قريتنا عالم غريب جدا، نحن على الحافة من واد سحيق،نحن بانتظار ريبه ر.
( يلقي اليشماغ الاحمر الواسع كانبساط السهل وسط الجبال )
(عزو ينشد)
صاحت امي في جنازة ابي، ويل للمتواطئين مع الغريب،( بصوت اعلى) ويل للمتواطئين فهم قتلة ايضا بل اشد.....
(يلتقط في حركة سريعة اليشماغ الاحمر ، يرفع طرفيه فيما يلامس الطرفان الآخران الارض ولكن ايتها الام ( كأنه يخاطب الام) لابد من مواجهة القاتل الحقيقي هناك في سماء الآخرين الغرباء( يشير الى ما وراء علامة باب الموصل، وهي لوحة على شكل سهم على يسار او يمين المسرح)،
(يستمر عزو في حركة جديدة )
تفرست عينا امي في الوجوه التي يختلط على ملامحها الحزن والغضب، وصرخت نادبة: انظروا لي واستمعوا جيدا لما اقوله... لن نقيم مراسيم حداد وعزاء للفقيد الغالي، فان عزاء القتيل بالانتقام له، لن نبكي او نحزن بل اننا ننتظر ان نفرح وندق على الطبل ونعزف على الزورنا في القبض على القاتل، لا لن يتزوج عزو من حبيبته حه لى ولن تقام مراسيم العرس ما لم تأخذوا بثأر فقيدنا المغدور،لاشيىء سوى القبض على الريح بين الوديان..................(يكرر بتوجع العبارة الآخيرة).
( صوت حه لى)
لاتغدو شبحا وانت تحارب الاشباح!!!
(يتجه ثم يختفي وراء جدار نصف دائري يحيط بالنبع وينشد)
لن يفيض ماء نبع كانيا مالا بعد اليوم وسوف يغيض في بركته ويجف ، آه وسوف يشح على شفاه ظمآنة في قرية سواري الوادعة،(يصرخ بقوة) ولكن رايات الانتقام لاترفرف على اعالي الجبال الواجمة التي تلف على قممها رمادا اسود، لا ترفرف على شجرة التوت الجرداء من الكمد،،،حتى حجارة المطاحن تبعث صلادتها على حزن عميق مصحوب بالحسرة على مقتل الاب باسلحة الغرباء.
(يتناول في حركة اليشماغ الفضفاض)، نحتاج الى نحزن قليلا قبل ان نعلن رايات الانتقام( يصرخ) اناديك.........................
افصحي يا حبيبة عزو، ياحبيبة النبع وعزو وقرية سواري الوادعة، القي تعاليم الحبيبة بدلا من تعاليم الام............................
( صوت حه لى )
ها حبيبي عزو، ايها الغالي، اذا كان مقتل فقيدنا هو الحد الفاصل بين زمان وزمان آخر، اذن علينا ان لا نعطل الحياة الى مابعد الانتقام، من المستحيل ان يغيض ماء النبع، مستحيل ان تتعطل الحياة، علينا ان نقيم اعراسنا وابتهاجنا بالخصب، انت تعلم بان قاتل ابيك هو مؤامرة اغوات وصراع اغوات ، والقاتل غريب عنا وضائع بين العالم واذا توقفت الحياة بتعاليم الام ، سوف تنقطع ينابيع العيش وتذوي اعشاب الامل.........
(عزوبصوت هادىء)
نعم من تعاليم الام الى تعاليم الحبيبة... ها حبيبتي بك نعرف الحد الفاصل بين زمنين لاستمرار الحياة.
(يبدو وكأنه يتحدث الى امه)،
يا امي عبثا نزعم التجلد والصبر،
( يتحول الى الراوي)
عبثا نزعم التجلد ونحن نرى اوراق شجرة التوت مثقلة بالوجوم، عبثا نكتم حزننا... ونحن نرى شجرة السبيندار تقطر حزنا،لم لا تكون احدى معاركنا الخاسرة ومنها ننشد الظفر مادام في الحرب الطويلة متسع لجولات آخرى ومادامت قضيتنا عادلة، اذن الحزن والحداد جزء من استعادات القتال ، نحتاج اليه لكي نقوي عزائمنا،وندرك به بصيرتنا، لكم يحتاج المقاتل الى الحزن..............
( صوت حه لى ينغم عبارة الراوي الاخيرة ولكنها تخاطب عزو)
علينا ان نصوب افكارنا قبل ان نصوب ماسورات البنادق، علينا ان ندرك موقع الشاخص من سمائه( ويسترسل الصوت)علينا ان نعرف من هو القاتل الحقيقي قبل ان ندع مشيئة الدم تمضي على رسلها بلا زمن بشري، علينا ان ندرك ماهي الاسلحة الجديدة، ماهو اسلوب القتل الجديد لكي نتفادى قتلنا، علينا ان نعرف ما هي الوحشية الجديدة للانسان.
(موسيقا صادرة من اعلى الجبل)
( تستمر حه لى بتعاليمها الى حبيبها عزو)
عبثا لانقيم الحداد على الفقيد، عبثا لن نحزن، عبثا لن نقيم اعراسنا.... لانحدد موقعنا من السماء ما لم ندرك الطرق التي تؤدي الينا .
( يقف قبالة العلامة المكتوب عليها باب الموصل).
(يعلق حزام البندقية على الحائط)
حسنا يا عزو الغالي...دع مشيئة الام واسعى الى مشيئة الحقول والسفوح واغنية الجبال، دع مشيئة الام واقبل على اللقاء بي في الارجاء، بعد ان يتحقق حلم الريبه ر، هناك اذ تتضح الكلمات في الاغنية وتتضح الاغنية في اللحن، ويتضح اللحن في الانسان، ويتضح الانسان في السفوح والجبال.

(عزو)
حه لى ايتها الغالية افصحي لي عن هذه الاغنية، كل شيىء اعرفه عن السفوح والحقول والجبال ولكن لاشيىء ندرك عن اغنية للسفوح والحقول والجبال سوى الاغاني القديمة التي اجتررناها طويلا،من دهر لدهر، كان يغنيها بالم الفقراء ويستمع اليها بسرور الاغوات.
حه لى ايتها الغالية.... بالرغم من ارادتنا الا اننا لانستطيع تغيير مشيئة الام المسيطرة، اذا قالت ، يصغي الاخ الاكبر ، ويذعن الرجال لكلمتها الابدية وتجري مياه كانيا مالا على نبض قلبها.
(ينكسر بشدة ويلف على جسمه الحبال)، كنا نحلم ياحه لي ، من اين لي ان اقيم عرسي المرتهن بالقدر، من اين تاتيني القدرة ان اصد الاشباح عن شجرة، خير لي ان الحق صديقي مه م وخير لك ان تكوني زين المسكينة المغلوبة على امرها، واكون العاشق السجين الميت في حبسه، لا استطيع ان احارب انهمار الثلج على بيتي، لاتدفأ بوهمي واموت ، لاتدفأ بوهمي واموت، لاتدفأ بوهمي واموت........................................
( يجثو ويطرق وجهه ملتفا بالحبال وصوت حه لى يتسلل الى مسامعه)
ها انت تغدو ترياقا للحالمين الكسالى، ها انت تغدو شبحا ، يختفي سراعا على وهج مشاعل الاغوات والبكوات والشيوخ، ها انت تغدو حكاية عائدة من زمن الدهور البطىء الذي لا يتغير، وها انت تسفح جهدك وتنضم الى رايات الانتقام وتعود الى الكهف بعد ان جاء النور...ها انت تدور سادرا مثل مياه كانيا مالا.. لاخيار لديك ،هل ينزل بك السفح ام يصعد بخطاك الىالاعلى، المهم ليست خطاك التي ترتقي انما خطى السفح والمنحنى.............تذكر اذا كان زمنك سائبا قديما فان زمن الآخرين محسوب وليس لديك مكان فيه، تذكر ماذا لو نفدت او جفت مياه كانيا مالا ، زمان كنت تهرب في الوديان والسهول، الآن ماذا تفعل بعد ان تستوقفك خرائط العالم.... تدفأ بوهمك ومت، وليكن في علمك انك آخر حكايات العشاق العائدة من الكهف، آخر حكاية عشق تتكرر في زمن متكرر، لأن سماء كانيا مالا لابد ان تجد موقعها من العالم، هذا القدر اكبر من مشيئة الام ورايات الانتقام ومنك..................................................
( يظل عزو جاثيا ملتفا بالحبال ولكن صوته الذي يأتي من الخارج يستعيد هذا المقطع)
لا خيار سواك ،مللنا تعاليم الكهوف، ليس سوى شعرك المسترسل مثل مياه النبع ، ليس لنا كلنا سوى ان ننظر من عل الى قامتك السامقة بين الاودية مثل شجرة السبيندار،حه لى وجهك كالبدر فوق قريتنا وعيناك اغنية الجبال ومصائر الناس، اذ يشحب البدر/وجهك ، تذوي افياء الكروم ويغيض ماء النبع... حه لى انت صورة زماننا الفاصل، الشمس لاتشرق كعادتها منذ دهور لأنها منذ الآن ، تشرق مصحوبة بيقظتك في الارجاء ،بين السفوح والاودية وعلى انهمار الثلج ، صرت اليد التي تعزق شتلات كياننا الجديد،حه لى انت وسيطنا مع العالم ، تكلمي في افواهنا ماتشائين، لك الحدس ولنا النطق باسمك ايتها الفارعة عبر الجبال.......................
لنا النطق باسمك ايتها الفارعة عبر الجبال ، ايتها الفارعة عبر الجبال،، ايتها الفارعة..........
ايتها الفارعة، افصحي عما لانعرفه ابدا بدونك........................................................
( حه لى تعاود النداء)
عزو ياحبيبي، انهض من انكسارك، من الطبيعي ان تمر بهذا الانكسار العابر ايها الاعز، ليس من السهل ان تنتقل بسرعة من تعاليم الام الى وصايا الحبيبة،منذ دهور والدنيا لم تتغير، قمحنا معفر بدم القاتل والقتيل، وقلوبنا مفعمة بمشيئة الاعراق والمحتد والقبيلة، لااكثر من نهار وليل متعاقبان، دائران في فلك يشبه نفسة، آه عزو حبيبي ...............................................
، نحن المستحمون بمياه نبع كانيا مالا، ايامنا متساوية، سنوننا متساوية، عقارب الساعات حتى لو جيىء بها الى قريتنا لا تدق،زمننا عدم ، نور وظلام ...لم يتغير شيىء ، مياه كانيا مالا تتدفق منذ الازمان دون ان نستشعر معنى لتدفقها، الجبال هي نفس الجبال، حتى دمائنا القتيلة لم تتغير، يموت قتلانا ونبحث عن القتلة في فلك دائر من القتل والانتقام، فصارت مشيئة الدم مثل النهم الى الاكل والحاجة الى الماء عند الظمأ، مثل الحب والكراهية والحياة والموت والبقاء والفناء، لاشيىء يفصل بينهما، لا ابعاد زمن تشعرنا بان لنا القدرة على تحديد من نحب ومن نكره،من نحن بين المعمورة؟ ليس لدينا الفكرة بنوع الحياة التي نحياها، اذن كيف نحدد موقفنا من العالم الغريب عنا قبل ان نقاتله في البحث عن قاتل ابينا ؟ واذا اجهزنا عليه ونلنا منه قبل ان ندرك موقعنا من العالم ،سوف ينبرون بان شعب كانيا مالا وحشيا ومازال في الادوار الاولى من التطور البشري ،وبذلك يبررون ابادتنا واستمرار القتل والتهجير وحرق القرى وتهديم المنازل، اننا في الدرجة الدنيا من الاحترام البشري، اذن علينا نحن شعب نبع كانيا مالا ان نصوب افكارنا قبل ان نصوب ماسورات بنادقنا، علينا ان نصوب افكارنا قبل ان نصوب ماسورات البنادق،علينا ان نعرف من هو القاتل الحقيقي قبل ان ندع مشيئة الدم تمضي على رسلها بلا زمن بشري، علينا ان ندرك ماهي الاسلحة الجديدة، ماهو اسلوب القتل الجديد لكي نتفادى قتلنا، علينا ان نعرف ما هي الوحشية الجديدة للانسان، علينا ان نعرف ما هي الوحشية الجديدة للانسان، ان نعرف الوحشية الجديدة للانسان، اسلوب القتل الاخير.........................
(ينهض عزو ويصرخ) ايتها الفارعة افصحي عما لا نعرفه ابدا بدونك،لنا النطق باسمك افصحي باسم نبع كانيا مالا،
(صوت حه لى يجيب)
عند الفجر من ليال قريبة، سيصل رجلان الى نبع كانيا مالا حاملين على كتفيهما بندقيتين، ولن يعرفهما احد لأن ملابسهما لاتدل على انهما من هذه القبيلة او تلك،وبالرغم من ان لا احد يتبينهما الا ان لااحد يشك بانهما غريبان،هما منا حتما، وهذه اول رسالة يبعثانها للناظر اليهما فما اكثر ما نتبين القادمين من طرز سراويلهم وقمصانهم الذي يتقن تمييزها اهل القبائل المحيطة بنبع كانيا مالا الا ان هذين الرجلين لبسا السراويل والقمصان والاحزمة ولفة يشماغ الرأس بطريقة لاتنتمي الى قبيلة بملامح معينة لكنها تبعث على الاحساس بانهما ينتميان الى كل القبائل ، وعند اقترابهما من النبع، يسألان امرأة ثم يواصلان طريقهما الى الدكة تحت شجرة التوت.
(عزو يسأل)
ومن هؤلاء؟
(تجيب حه لى بسرعة)
رسل ريبه ر الى كانيا مالا ومخططو مكاننا في سماء العالم.
(يسأل عزو)
ولماذا يموهان ملابسهما؟
(تجيب)
بحثا عن هوية اكبر...يريد ريبه ر تأسيس مجلس كبير!!!
الراوي: اصل تاريخ المجالس في العالم، بدأ من اتحاد القبائل!!!!
يا قبائل كانيا مالا اتحدي.........
(يسال مرة آخرى)
وهل نتزيا برسل ريبه ر وندع مايميزنا بين القبائل؟
(حه لى تجيب)
لا ولكن لندع مايميزنا بين القبائل لما يميز القبائل بين العالم ، لسنا وحدنا في هذا الكون.. ويريد ريبه ر ان يتضح قميصنا للعالم وننتقل من فكرة القبائل الى المجموعات البشرية الحديثة وقيم العدالة والحرية والمساواة لاتستطيع القبائل المطالبة بها اذا لم تتوحد في قميص يمثلها امام السماء الجديدة..قل لي من انت، ستأخذ بعض حقوقك حتى نتأكد من وجودك ، عالم اشباح، وحشية جديدة، فلابد من وجود حقيقي لكي لا تكون شبحا.
الراوي: سيجىء ريبه ر ليطوي رايات الانتقام القبلية لأنها جزء من العالم القديم البالي، سيجى ليساعدنا على رفع الاغلال من بين ايدينا، سيجىء ليدلنا على حدود سمائنا مع الآخرين بعد ان امست جغرافية السماء اساس العيش المشترك لكل المجموعات البشرية، سيجىء ريبه ر ليحدد موضعنا من الارض والعالم وماكنا لولاه ان نخطو هذه الخطوة المهمة في تاريخنا الحديث بل ان تاريخنا الحديث يبدأ بخطوة ريبه ر نحو التوحيد.
(حه لى تنشد)
سيجىء ريبه ر وقبل ان يلتقي موكبه القوم في كانيا مالا، سيقابل امرأة، قد خرجت لتوها بغتة من خلف سور الحقل ووضعت طفلها المغلول القدمين في طريقه وامام ابصاره........وسوف تتثاقل خطى المستقبلين حين يرون المرأة، ترمي طفلها المغلول القدمين امام انظار ريبه ر وسوف ينتظرون قليلا حتى يترجل ريبه ر من دابته ويقطع بخنجره اغلال الطفل،،،، وسوف ينتظرون في ما بعد ايضا كيف سينهض هذا الطفل المشلول ويمشي بين الحقل حتى يصل الى ماء النبع....
الراوي:
من هو ريبه ر،هل هو القادم من المستقبل، لا، أي مستقبل وكانيا مالا زمنها ، يدور مثل صفائح النواعير، هل هو المنحدر من القرون الماضية، لا، أي ماض وحقول كانيا مالا لم يدجن نبتها بعد الا بادوات بسيطة،، من هو اذن... انه المرشد الاول في زمنه، سيد لحظة يحياها شعب كانيا مالا، زار الاقوام القريبة والبعيدة ليتعرف الى نفسه وخبر الصراعات الجديدة القائمة على مستوى تطور المجتمعات ، رأى ان المجتمعات تتطور بواسطة تحول الطبقات، في كانيا مالا لاتوجد طبقات، فهل تنتظر الناس حرب الطبقات لكي تتحرر، هذا هو ريبه ر، دفع القبائل الى الوصول الى الحاضر بالرغم من كمون العلاقات الطبقية، واول شيىء فعله هو الوحدة والقاء رايات الانتقام، اول شيىء فعله هو تغيير ارادة قرية سواري الوادعة، اول شيىء فعله تعطيل تعاليم الام واطلاق تعاليم الحبيبة، اول شيىء فعله اقامة عرس عزو وحه لى ليسمع قرع طبوله العالم.
تتعالى موسيقى هادرة توحي بمجيىء ريبه ر وتوحي بالختام)



هوامش
(1) النص معد عن رواية القرية للكاتب محمد سليم سواري وترجمة سامي الحاج ، دار سبيرز للطباعة والنشر في دهوك 2007 .
(2) يقول ادونيس في كتابه الشعري الاشياء الواضحة الغامضة، ليست لي سماء، فقط بعض السحب ابددها في وحشتي.
(3) ريبه ر: المرشد.
(4) عبارة لنيتشه يقول انسي الحاج في كتابه الشعري الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع ، انحني اليك واقفا في اعلى الجبال.
(5) يقول انسي الحاج في كتابه الشعري الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع ، انحني اليك واقفا في اعلى الجبالمه
(6) م وزين، حكاية فولكلورية كوردية، لم ينل العاشق مه م حبيبته زين وتموت عليه كمدا لأنه قضى في سجنه واعترضته المؤامرات والدسائس.



#محمد_خضير_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلماني العراقي بين الوظيفة الادارية والابتكارية
- حول البث العام في الاعلام العراقي/ اثر البناء التنظيمي على ا ...
- ما الضرورة ليكون الديمقراطي اسلاميا / مناقشة مع المفكر ضياء ...
- رؤية في شارع المتنبي/ متحف تعاد مسرحته لحياة حقيقية
- في ظل المنظومة الجديدة من المتغير العراقي/ ماهي آفاق تشكيل ا ...
- صحيفة الصباح العراقية/ من فراغ الزاير حتى تركات الشبوط(2)
- صحيفة الصباح العراقية/ من فراغ الزاير حتى تركات الشبوط(1)
- الراحل مهدي علي الراضي في روايته الاخيرة/ العودة الى ربيع لم ...
- حول وحدة الخطاب الديمقراطي للاعلام العراقي/الدور التكاملي لل ...
- مرقاة الدخول الى سومر
- شهادة قصصية، العين والآثر
- السؤال الثقافي العراقي بعد اربع سنين من انهيار الطغيان
- الى هيئة الحكام للاعلام العراقي..مشاركة فعالة لمركز معالجة ا ...
- بعد اربع سنين من انهيار الطغيان المشكلة العراقية في الحل
- في العراق الزمن كبنية مفقودة
- اللغة والارهاب
- بين النظام العربي والمجتمع العراقي ثنائية الانقسام الثقافي و ...
- فكرة مسرح الحياة وسط جلبة الموت/ طقس الصلاة في طاحونة حرب
- تنازل الدولة عن الاعلام
- ما الذي لا يحدث لكي لا ننتبه /الى الشاعر الراحل خال حمرين


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد خضير سلطان - مسرحية (موندراما)هنا في سماء كانيا مالا (1)