اسماعيل الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 12:08
المحور:
الادب والفن
أصطحبُ أوراقي...
أجلسُ على رقعةِ موتٍ بطيء
بعيداً عن حراس الملكِ، بيدي ذبالةَ ضوءٍ
في النفسِ الأخير...
قريباً من تخومِ رمالِ المنافي
لم أسمعْ صوتَ السُرفِ
اسمعُ شخيرَ الموتى
وجثثٌ هامدةٌ كالشمعِ المحترقِ
احترقَ النخلُ خلفي
وأنا والنخلُ، نصرخُ بوجهِ الريحِ
وحنجرتي توقفها
مسافات الاحتراق
وقرمزيةُ الشفقِ
لا أملكُ مسافاتي
أنتَ تملكني
وتصادرُ أشيائي
تزرعُ أشجارَ الدفلى
وترميني بقعر الجبِ، ليس فيه امتدادٌ آخر
يوسف...
النهاية لك
الفجرُ جاءَ يحملُ ملايين الكتبِ
يوسف...
إقرأ كل الكتبِ
سلةَ خبزٍ أنتَ
الكلُ يأكلُ منها
وكلُ الأسماءِ من بقاعِ الحزنِ، أمواج البحرِ
يوسف...
أبناءك يطوقها الخوفُ
لن تبرحَ من كرسي الاستجوابِ
يوسف...
أنتَ لا تكذب
أنتَ أصدقُ ما في الكونِ
أخوتك...
تأبطوا خناجرهم
وعلى شفتيك كلماتُ الوجدِ
يوسف...
لا يهمهم دمكَ المستباح
دمُك أطهرُ من سراقِ الفرحِ وأصحابِ الخوذِ البيضاء
يوسف...
الخرافةُ زمنٌ
وأنتَ في الزمن عطرٌ وسحاب
يوسف...
أغرقونا...
زنادقاً
بنادقاً
خناجراً
فكان الطريقُ شراعاً وقلبكَ رخام
عينيك لم تسافر
ولن تخون العراق
يوسف...
تعرف بأنهم قتلوا أهلك
وتسربوا تحت الظلام
يوسف...
نحن أقربُ إليك من حبلِ مشنقةٍ
مازال إلينا وسام
حروفك لم تُقرأ
قرأناها
صوتك لم يسمع سمعناه
عيدُكَ لم يأتِ اتيناه
طوبى لأذارٍ
من دمانا سقيناه
#اسماعيل_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟