|
مواسم الجنون
اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)
الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 11:41
المحور:
الادب والفن
قبلَ أنْ يسرقَ منكِ ضفائرَ القصيدة ِ بقاياهُ....رسائلهُ. لاتلمسي الغيمة َ الهاربةْ ولا تخومَ الليالي الباردةْ ظلّي مسجونةً في ضحكةِ الأمس ِ اهربي إلى حيثُ تكونُ النجومُ والقمرُ جسراً على نهر العناقْ. لنْ ينسى حيرتكِ وثوبها القُرمزي تضفرُتلعثمها ولاصدرك ِ النافر يتأبطُ البابَ خجولا... يعدُّ آهاتِهِ، غبيٌّ هو... حينَ لمْ يقدر المسافة بين العشق وشوقكِ... سفرٌ تأوبُ به ِ مواسمُ الجنونِ وزهرةٍ ... هديتهُ الأولى كانت قبل عشرين عاما.. كمْ هي الرعشةُ حتى تصوغَ القصائدَ في دمهِ..؟!! قلبٌ ينبضُ..مراهقٌ هو الشوقُ جسدٌ تعّرى في إقحوان ِ الضوءِ نهدان ِ عاريان ِ إلاَّ من بقايا خجلتي... أصابعي تدفىءُ موانىءَ العابرين إلى كينونة ِ الرعشة. علَّيةٌ.. احتوتنا عاشقينْ. ورحنا نكتبُ قصائدَ ستبقى للزمانْ. عيونٌ،وحيرةٌ وبوابةٌ للبوحِ لانعرفُ دروبها... وسؤالٌ مات على شُطآنِ الهمسة ِ العابرةِ *** مَنْ يشتهيكِ مُراهقاً... عاشقاً... وناياً يعزفُ ألحانهُ التي صادرتها ليالينا الساهرةْ؟ مرايا همساتكِ توقظُ خيالات ِ المدى.. وتستحمُ ببقايا الروح ِ كطفلة ٍ عاشقةْ.. ايقظي تاريخَ عُشقنا لأنك ِ مواسمُ الحصاد لفمي... **** شتَّانَ بينَ أنْ أُدعُوك اليوم للرقص في وداع الحروف وكنتُ بينَ يديكِ عشقاً...أسمرَ شتَّان بين غباوة اليوم ِ وانشطارِ أمسنا عينيكِ كانت مواسمي...أضعتها واحترقتْ رسائلُ العاشقينَ الساخرةْ. والكونُ لايحتوي أنفاسكِ الطاهرةْ صبّي خمواً رفضتها حينَ كنتُ بلازوقٍ أجوبُ البحارَ صبّي على فمي تراتيلنا البائســــــــةْ فلستُ بعدَ اليوم ِ أرفضُ أنْ أرقصَ بلا قلبي على أنغام معزوفتك ِ المهاجرة. تعالي نُغني معاً تحتوينا الدروبُ والليالي الماطرةْ يحتوينا الشتاءُ ضباباً مسافرَ يحتوينا الربيعُ زهرةً متناثرةْ تحتوينا جميع الفصول قاموسها الساخر.... أو أن تكتبي على دروب الحبِ بأنكِ العاشقةَ المهاجرةْ... تعالي نعبرُ إلى ضفاف ِ الضوءِ والقبلة الغامرةْ لاترفضي سُفن احضرتها مرافئاً للحُبِّ والعشقِ لاتظني رغمَّ المسافةِ واحتراقِ ملايينِ القوافلِ في دمي انني نسيتُكِ ياقمري عاشقاً ومسافرَ.. **** لأنكِ زهرُ الخُزامى انثري جدائل الليل على سهرة ِ تناثرت فيها مواسمُ العاشقينْ امعني في بقايا أمنية ٍ توحَّدي مع انشودتي حرفاً ...وطائراً..يجوبُ براري الروحْ. اهمسي أنّى لكِ، والعني خجلتي وثوبكِ الساترَ.. تعالي نُعرّي أرواحنا من خوفها ونصوغ بقايا معزوفة ٍ ثائرةْ خمورٌ هي المسافةُ بين نشوة ِ اللقاءِ وزوارق غربتنا... فكيفَ التقيكِ قبل مواسم الهجرة المقبلةْ..؟!! وأنا بلا زوادتي أو قصيدتي الساجرةْ عصفورةٌ تغردُ في مياسم العتمة... هلْ لازلتِ صبية ً.. وأنا الخجولُ على أعتابِ شوقكِ؟!! هلْ لازلتِ كما كُنت ِ يوم التقينا عاشقين..؟!! قمرٌ أنت ِ على ضفافِ القصائد.... قمرٌ أنت ِ في سمائيَّ لكِ آخرَ رسائلي... فقطارُ العُمر ِ لمْ يأت ِمحطتنا.. ولا المسافرون مرّوا إلى اتجاهات ريحنا تعالي أضمُّكِ عشقاً ولهفة.. وأنت تريني في آخر فصول الحيرة أسوّي بقايا خجلتي.. تعالي فأنا في آخر اشتعالِ البيادرِ تعالي لأنك ِ صورةَ الحبِّ الممنوع ِ من الصرفِ في ضروب قواعد الإعراب لأنكِ كل شيءٍ في بحيرة القصيدةِ تعالي ولنترك الستائر للريح تسوّي هجرتها إلى حيثُ تشتهي.. ***** مرني بالأمسِ طيفُكِ فاحتوتني الغرفةُ عابرا.. مرني بعضاً من نثارِ جوعكِ للقُبلة فأدلقتُ على أصابعي ماءً من عيونٍ ساهرةْ بكى العاشقُ ومضى.. وبقيتِ أنتِ في دمهِ تجرينَ إلى فضاءاته الرحبة أنشودةً (فيروز لمْ تُغادر مواسمي) والمطرُ لازال يدمدمُ وأنا بين حُطامي أُناجيكِ من وراء اللحظة الفاصلة مابين الشهقة والضياعْ من يعشقُ مواسم البنفسج المبلل بالدموع...غيركِ!! ومن يُشعلُ في بيادري آهة الرعود والمطر..غيركِ؟ فأنا(بانوسُ)1 القصيدةِ حينَ أشتاقُ صفاءَ الذاكرةْ وأنا(الخابورُ)2 أروي للعابرينَ قصتي لا...لاتكبري ياحبيبة الروح قبل أن أولد مرة ثانية وحينها لو كُنتِ ابنةَ الثمانين عاماً فعندي لازلت مراهقة **** مابينَ دمي وبرازخ الشوقِ تلك المسافةُ اعبريها خوفاً ...ولاتتأخري لمنْ أنمقُ القصيدةَ وأنتِ في آخر القافلة!! لِمنْ أتلو أناشيدي وأنتِ آخرُ العازفين كينونتي!! لِمنْ أُرتبُ جدائلَ العُشقِ والثمُّ طيوفها التي صيرتني عاشقاً ومهاجرا.؟!! قولي ياقمري هلْ لازلتِ تفكرينَ كيفَ نُطيلُ لقاءاتنا؟!! والشوقُ مواسمٌ لانقطفُ ثماره المتناثرةْ؟!! **** أمريكا.نيوجرسي .نورث بركن.1990 1= بانوس: إحدى أجمل ينابيع الخابور 2= الخابور أكبر أنهار الجزيرة السورية.
#اسحق_قومي (هاشتاغ)
Ishak_Alkomi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا للعشق العتيق ما حُييتُ
-
رسالة إلى الحلاّج لم ْتُقرأْ بعدْ
-
قصيدة يابن الجزيرة أسرج خيول العزِّ
-
لماذا سرقوا نصف القمر؟
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|