أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 12:22
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
السيد وزير الدفاع الإسرائيلي، إرتعت وأنا أقضي أجازة نصف العام في مصر مع زوجتي منال وأطفالي الثلاثة عندما حملت لي وكالات الأنباء خبر قراركم قتل قادة حماس في غزة،وفي مقدمتهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الأستاذ إسماعيل هنيه. قلت أو سيفعلونها مرة ثالثة؟ المقصود رجال المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المعادون للسلام العربي - الإسرائيلي. لقد قتلوا المرحوم إتسحاق رابين لأنه صمم على توقيع السلام مع فلسطين وسوريا معاً لتدشين ميلاد شرق أوسط جديداً،وقتلوا المرحوم الشيخ أحمد ياسين،مرشد حماس الروحي،متى؟ بعدما صرح لأول مرة بأنه يقبل بقيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967. وهذا يعني التخلي ضمنياً عن ميثاق حماس المطالب بتحرير فلسطين كلها من البحر إلى النهر. فوراً صفته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خوفاً من إعتداله ،وبالنتيجة خوفاً من السلام مع قيادة فلسطينية موحدة ومعتدلة . ولم تفكر في تصفيته قبل ذلك.وها هي ذات المؤسسة الأمنية المعادية للسلام إغتنمت الفرصة التي قدمتها لها عصابات القسام، بصواريخها المضحكة المبكية، لتصفية إسماعيل هنيه الذي يعمل على مصالحة الرئيس محمود عباس لتوفير أكثر الفرص لتوقيع السلام الفلسطيني الإسرائيلي قبل نهاية هذا العام. أنت تعرف ذلك بلا شك. وإليك ما صرح به للقدس العربي بتاريخ 15/1/2008 الأستاذ غازي حمد، أحد قادة حماس ومستشار الرئيس هنيه : " الحقيقة أن رئيس الوزراء كان سعيداً بحكومة الوحدة الوطنية وآمن دوماً باستمرارها،وكان على علاقة طيبة مع نائبه عزام الأحمد،رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي... أنا أقول أن لا خيارات كثيرة أمامنا، هناك خيار واحد فقط،الحوار الوطني الشامل" مع الرئيس محمود عباس". تعرفون أن السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة أبو مازن ضد المسرحية المهزلة-المأساة التي تمثلها عصابات القسام للتشويش على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ووقعتها. ولا شك أن الرئيس هنيه متفقاً مع الرئيس عباس ... ولكن ما باليد حيلة أمام عبث عصابات القسام،المتحالفة موضوعياً مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي تقدم لها الذريعة لنسف مفاوضات السلام التي يخشاها الطرفان معاً .
قتل إسماعيل هنيه هو قتل للسلام ... رجاء لا تقدم على هذه الجريمة النكراء التي ستحاكمك عليها الأجيال القادمة الإسرائيلية المحبة للسلام ...لأن الحرب الدائمة التي خططت لها المؤسسة الأمنية هي شقاء دائم للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني معاً. بل ولكل شعوب الشرق الأوسط التي هدت حيلها الحروب.
عامل في مطعم بيتزا
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟