|
الصراع على السلطة
علاء نايف الجبارين
الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 12:23
المحور:
القضية الفلسطينية
لا يختلف اثنان من المتابعين للوضع الفلسطيني إن هناك صراع محموم بين مراكز قوة مختلفة، وحتى في داخل كل تكتل، فا ألازمه التي تلت وصول حماس للسلطة أظهرت الكثير من المواقف والرغبة من أطراف متعددة للعب دور في هذه المرحلة ويقابل هذا الأمر إصرار من أصحاب القرار السباقين بالاحتفاظ بسطوتهم لن نخوض في النزاع الدموي بين حركه حماس و حركه فتح ولكن يجب التنويه أن هذا الانحدار كشف عن الصراعات الداخلية لكل طرف منهم فلكل زلزال توابعه كما هو معروف. حركه حماس منقسمة الآن بين مؤيد للانقلاب ويمثل هذا الرأي قيادات الحركة في الخارج وآخرون رافضون لهذا السلوك والمستندين في نظرتهم للواقع الفلسطيني الداخلي،حتى وان حاولت حماس إخفاء هذا الأمر لكن المتابع لتصريحات المسئولين في حماس سيدرك مدى التباين في المواقف أما على الجانب الأخر والمتمثل بالسلطة الوطنية فبدأت تطفو على السطح التنافر بين مؤسستي الرئاسة والمتمثلة بالرئيس محمود عباس القيادي في حركة فتح ورئاسة الوزراء بقيادة سلام فياض رجل الاقتصاد المستقل والقادم بدعم أمريكي واضح القيادة الفتحاوية لم يعجبها سلوك سلام فياض في إدارة المؤسسات الفلسطينية فهم يتهمونه بإقصاء حركتهم عن مراكز النفوذ ومحاولته السيطرة عليها لوحده،وكذلك ما ترشح من نيته إنشاء حزب سياسي مستقل يكون منافسا لحركة فتح مستندا على قوته التي اكتسبها بوجوده في رئاسة الوزراء والتي استطاع من خلالها أن يظهر للعدو والصديق جدارته في إدارة الأزمات وبالتالي هم في الوقت ذاته يدركون أهمية فياض في رئاسة الوزراء فالرجل محط ثقة الدول المانحة ولعب دور مهم في إقناعهم بضرورة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني،واستطاع أيضا تحصيل الضرائب الفلسطينية المستحقة عند الاسرائيلين والاهم من هذا كله يعتبر فياض المرشح القوي لواشنطن والمقبول من الاسرئيلين لخلافة أبو مازن الذي أعلن انه لن يترشح لدوره أخرى للرئاسة فياض نجح في كسب ثقة الامريكين والاسرائيلين من خلال الإصلاحات التي قام بها خاصة فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية وكذلك فرض القانون في مدينه نابلس والتي كانت بداية لتتبعها المدن الفلسطينية الأخرى وبالتالي تفوق على محمد دحلان الذي فشل في تحجيم حركه حماس ومنع سيطرتها على قطاع غزة فياض يجد قبولا من الجميع وحتى على مستوى حركه حماس ففياض حاول أن يتجنب الصدام المباشر مع الحركة واكتفى بابو مازن في المقدمة وبقي هو رجل ألدولة المنفذ للأوامر وبالتالي فان أي اتفاق بينه وبين حماس وهو رجل الامريكين سيفتح الباب أمامهم لبوابه البيت الأبيض وسيكون هذا الأمر على حساب أبو مازن وحركة فتح أما على المستوى الشعبي وعلى الرغم من القرار الأخير الذي يعتبر مجحفا بحق المواطنين إلا انه يعتبر الشخصية النزيه والتي يثق بها للتصرف بإدارة شؤونهم وهنا نعود إلى موقف حركه فتح من سلام فياض والتساؤل الذي يطرح نفسه هل تقبل حركه فتح أن تسمح لفياض بسحب البساط منها بكل هذه السهولة مع وجود مقومات تساعده للقيام بهذا الأمر بعكس حركة حماس فالرجل له تأييد من الداخل والخارج وينظر إليه بأنه المخلص لهذه المرحلة ؟
يمكن رصد بعض الخلافات التي وقعت بين الرئاسة ورئاسة الوزراء والتي من خلالها نرى شدة التنافس بينهما والطموح لدى فياض بتهميش القيادة الفلسطينية ومن أهم الأمور المختلف عليها ما يتعلق بقضية المعبر فأبو مازن يريد اداره المعبر وفق الاتفاقيات التي وقعها دحلان مع الجانب الإسرائيلي وان تكون إدارتها من قبل جهاز امن الرئاسة التابع له مقابل دعوات من رئاسة الوزراء أن يتم تولى الأمر من قبلها أن هذا التنافس له مبرراته فأبو مازن لن يتخلى عن إدارة المعابر لأنها تعبر عن مدى قوته ونفوذه ولن يسمح لفياض المدعوم من الجميع أن يأخذ صلاحياته ونضيف أيضا إشكالية ما يسمى ببراءة ألذمة والتي أثارتها رئاسة الوزراء و وقف الجميع ضد هذا القرار ومن خلفهم الرئاسة الفلسطينية والتي اكتفت بان تكون الوسيط بين الحكومة والنقابات الفلسطينية ومجرد أن يكون الرئيس وسيطا فان ذلك يعني عدم رضا وأيضا قدرة على منع تنفيذه فماذا سيكون مستقبل القضية الفلسطينية ومن سيحكم في المستقبل هل الفصائل التاريخية والتي عاثت بأمن وسلامة المواطنين الفساد والقتل أم هم المستقلين والذين اكتسبوا مصداقية وأيضا دعم دولي وأيضا هل هذا يعني إن الاحتلال الاسرئيلي ومن خلفه الامريكين سيلجؤو إلى اسلوب أخر في تصفيه القضية الفلسطينية من خلال التركيز على النشاط الاقتصادي ؟ أم أن القوة ستبقى منحصرة بين نفس الأطراف وسيعمل الجميع على رفض المستقلين ومحاربتهم وبكل السبل وان كان الأمر على حساب الشعب في سبيل التخلص منهم يمكن الوصول لهذه المرحلة بطريقة واحدة فقط وهي التوافق بين حركتي فتح وحماس ومعالجة جميع الإشكاليات التي وقعت مع محاسبه المتورطين في حالات القتل والفساد مع التوضيح والتأكيد أن المشروع الوطني لن يكون إلا من خلالهم، والتوافق لتقليص دور المستقلين الذي وصول من بوابة صراعهم والبقاء في دوامه الخلاف سيقوى مركزهم على حسابهم
#علاء_نايف_الجبارين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من سيحكم غزة
-
غزستان
-
مناضلو فلسطين الشيوعين
-
الرئيس في ضيافتنا
-
إلى قمر هذه السطور
-
وداعا فرنسا
-
الجزيره الناطقه باسم الشعوب
-
فلسطيني العراق بين الموت والشتات
-
هذه استراتيجيتهم
-
خروفنا وعلاقته بالسياسه
-
موت في جنازه مصوره
-
بين حماس وفتح هل ستكمن مأساتنا
-
العراق والنووي الاسرائيلي
-
مساء كلمات مبعثره في الحب والوداع
-
من يحفظ امن العراق
-
ماذا لو حكمت امريكا
-
ماذا لو حربا اهليه
-
مليشيا الحب
-
من اغتال بيير الجميل
-
فدراليه الحكيم ورغبه العراقين
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|