أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز العرباوي - تركيا تكرس الحريات الفردية لمواطنيها :














المزيد.....


تركيا تكرس الحريات الفردية لمواطنيها :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 06:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل من حق الطالبات في تركيا أن يلجن الجامعات من أجل الدراسة والتحصيل سواء كن يرتدين الحجاب أم لا ؟ أم أن حقهن هذا يذهب أدراج الرياح في حالة كن يرتدينه ويخترن الحجاب زياً من أزيائهن ؟ وهل الحرية الفردية والشخصية تنتفي هنا عندما يظهر ما يخالف ثقافة سائدة وعرفاً وقانوناً سنه أتانورك منذ عقود ومازال الكثيرون يطالبون بالاحتفاظ به والحفاظ على هذا القانون الجائر ضد حقوق النساء في تركيا المقتنعات بارتدائه الحجاب وعدم التخلي عنه ؟ وكيف يريد هؤلاء المداحون لهذه القوانين التي تحظر ارتداء الحجاب في الجامعات التركية وهم يعلمون اليوم أن رئيس الدولة وحكومتها يسيرها حزب إسلامي اسمه العدالة والتنمية ويؤمن إيماناً مطلقاً بأن الحجاب واجب ديني وشرعي ؟ .

لقد أثارت هذه الدعوات والانتقادات على قلتها والتي طالبت بسحب مشروع قانون كانت قد تقدمت به الحكومة إلى البرلمان لرفع المنع والحظر على ارتداء الحجاب بالجامعات والمدارس ، الكثير من ردود الفعل الداخلية والتي من خلالها تمكن المنادون بهذا المشروع من كسب مساندة شعبية وسياسية لمشروعهم الحضاري الذي يدخل في باب الحريات الفردية والدينية . فما دام لا أحد يفرض على المرأة في تركيا ارتداء الحجاب في الشارع أو في المدارس والجامعات فمن الأولى التخلي عن مسألة منع ارتدائه ايضاً ، وبالتالي تنتفي صفة الكيل بمكيالين مع النساء في هذه المسألة بالخصوص .

لن ندخل هنا في مسألة شرعية الحجاب من عدمها في الإسلام ، ورغم اقتناعنا المطلق بقيمته الدينية والاجتماعية للمرأة بالخصوص داخل المجتمع المسلم ، بحيث أن الحجاب هو أداة لحمايتها من العديد من الأمور التي قد تلحقها من الجنس الآخر ، أي الرجل ، كالتحرش بها والاعتداء على حرمتها وشرفها في حال سفورها ، فإننا هنا لا يمكننا أن نطالب المرأة بارتدائه تحت الإكراه وجعله وسيلة من وسائل الضغط عليها للتعايش معها داخل المجتمع ، فنحن قد نبين لها الأمور التي يمكنها من خلالها نهج حياتها بعيدا عن المشاكل والمنغصات الاجتماعية ولا يمكننا في نفس الوقت أن نفرض عليها هذا النهج . وبالتالي ، فإننا نذهب إلى تبني الحرية الفردية التي لا تفسد المجتمع ولا تفسد أخلاقه المحمية بالقوانين الدينية والوضعية . فارتداء الحجاب من عدمه يجب أن يكون مسألة شخصية تدخل في باب الحرية الشخصية والفردية لدى المرأة في التعاطي مع الدين الذي تلتزم به في حياتها ، وبالتالي لا يمكن لأي أحد أن يفرضه أو يمنعه تحت أي صفة كانت أو عنوان سياسي أو ديني أو أخلاقي كان . والحكمة الدينية والاجتماعية تفرض على السلطة السياسية في أي بلد أن تعمل على تكريس هذه الحرية في التعاطي مع تعاليم الدين المنتشر في البلد تحت شعار " لا إكراه في الدين " وتحت عنوان الحرية الفردية التي لا تنافي الأخلاق الاجتماعية والدينية في شيء . وما فعلته السلطة السياسية في تركيا مؤخرا يجعلنا نؤمن إيماناً مطلقاً بأنها تصرفت بحكمة سياسية أبعدت عنها الشبهات التي كانت تحوم حولها .

لعل الدافع المهم الذي جعل حكومة تركيا تتبنى هذا الطرح القيم هو دافع أخلاقي بامتياز لا تشوبه شائبة ، وبالتالي لا يمكننا أن نشك قيد أنملة في حسن نيتها من خلال تحقيق الحد الأدنى من الحريات الدينية والسياسية والاجتماعية داخل المجتمع التركي . فبالإضافة إلى التحسن الاقتصادي الذي شاركت فيه الحكومة التركية الحالية بزعامة حزب العدالة والتنمية منذ ترؤسها لها ، استطاعت اليوم أن تؤسس لرؤية سياسية واجتماعية وثقافية جديدة ، وهذا لايعني أن تجربة هذا الحزب في الحكم تجربة ناجحة لحد الآن . ونحن هنا لسنا بصدد تمجيد السلطة السياسية في تركيا أو البحث عن منفعة أو مصلحة عند حزب العدالة والتنمية بل هدفنا هو قول ونقل الحقيقة كما نراها ، ونحن نرى ونسمع أن تركيا تشق طريقها إلى مستقبل زاهر على يد حكومة وسلطة يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي ....



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحلام المستحيلة
- ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة : منع روايات محمد ...
- بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :
- عندما يكتب العرب تاريخهم : شعر :
- التلميذ القروي وعلاقته بالمنظومة التربوية المغربية :
- الحكومة المشؤومة وديمقراطية الهمة :
- أبو تريكة يتفوق على حكامنا العرب :
- الأمية العربية ودور الحكومات :
- الجرائم الانتخابية في التشريع المغربي عند الأستاذ يوسف وهابي ...
- أهل الهوى :
- موت القراءة في زمن الكتاب :
- في حاجة إلى كاتب مقتدر :
- عندما يصبح بعض مثقفينا أبواقا للظلم :
- ثقافة المسؤولية السياسية :
- ثقافتنا السجينة :
- النقد الذاتي عند نخبنا المثقفة :
- التقدم عندهم والتخلف عندنا :
- العقل العربي من العقل الزراعي إلى العقل الصناعي :
- عن المؤسسة الدينية مرة أخرى : الأزهر نموذجا :
- لا تبخسوها حقها ...!! :


المزيد.....




- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز العرباوي - تركيا تكرس الحريات الفردية لمواطنيها :