أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - ظروف المرأة الإقتصادية














المزيد.....

ظروف المرأة الإقتصادية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 10:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إننا حين نحاول تفسير التاريخ نقول: أنه تاريخ مادي ويختلف معنا أهل الرأي الشرعي بذلك وينكرون المادية التاريخية , ولكنهم حين يتعاملون مع ظروفهم فإنهم يفسرون نشاطاتهم بأنها بسبب الظروف وإستحقاقات المرحلة الراهنة التي يتحدثون عنها .
وحين يحتلف معنا الشيوخ والمتدينون حول تفسير التاريخ ونطلب منهم مثلا أن يفسروا لنا ظاهرة :عدم سماح النبي محمد لصحابته بقتال قريش وهم في مكة وسماحه لهم بقتالهم بعد ثلاثة عشرة عاما في المدينة بقتال أهل مكة سيقولون لنا : إن ظروف النبي كانت صعبة إقتصاديا وصعبة من حيث التعبئة النظامية للجيش , ولا يدركون هنا أنهم يقدمون لنا نقدا ماديا للتاريخ .
وهذا ليس موضوعنا فهو موضوع آخر ولكن موضوعنا هنا هو عمل المرأة والظروف التاريخية والإقتصادية للمرأة وعملها .
ولكني أردت أن أدلل على على طريقة فهمنا للتاريخ وبين مسألة قراءة التاريخ وتفسير الظواهر وبين فهمنا المسبق للدين وشرائعه .
فالظروف الإقتصادية تلعب بمستوى التحول في المفاهيم الإجتماعية والذي كانت ممارسته عيبا نعده اليوم عملا بطوليا وتضحية , فعمل المرأة كان عيبا بسبب الإكتفاء الذاتي للعائلات التي تعمل داخل نطاق الأسرة والقبيلة , أما اليوم فإنه يعد واجبا على المرأة أن تعمل وتساعد زوجها في كسب لقمة الخبز .

وكان الإختلاط بين الجنسين يعتبر مثلا عيبا أخلاقيا ودينيا أما اليوم فإنه يعتبر طبيعيا , فلا يستطيع شيخ الدين المحرم إطلاقا لموضوع الإختلاط أن يحرم الإختلاط على نفسه وزوجته حين يحاول أن يركب الباص أو الطائرة فلا توجد باصات نقل للذكور أو خاصة بالذكور وباصات خاصة بالنساء ومع ذلك يتجاهل الشيخ المحرم لموضوع الإختلاط بين الجنسين ويركب هو وزوجته الباص من مدينة لمدينة ومن المعروف أن عدد المسافرين الإناث في باصات النقل هو أقل من عدد الذكور وهذه النسب في القرى أكثر منها في المدينة مع أنها تقترب في المدينة من نسبتها في القرية في بعض الأوقات .


تتغير عادات الناس وتقاليدهم بتغير ظروفهم الإقتصادية فقد كانت المرأة في القرى ممنوعة من العمل نظرا لأن العمل عيب ولكنها كانت تعمل ضمن النطاق العائلي نظرا لأن ظروف العمل متعبة للرجل وحده فبسبب التعب والإرهاق من أعمال الفلاحة كانت بعض أو غالبية العائلات تسمح للمرأة في العمل ولكن ضمن شروط وقواعد العلاقات الإجتماعية المنصوص عليها في العقد الإجتماعي غير المسجل أو المكتوب .

وبعد أن تطورت وسائل الإنتاج المعرفي وأنشأة المصانع والش ركات والمصحات الطبيعية والمستشفيات والحجر الصحي إنتشرت مع هذه الظاهرة ظاهرة عمل المرأة ضمن شروط أنثوية ربما لم يكن أحد يجيدها غير المرأة فقط لا غير وكانت هذه الوضيفة هي : الممرضات .

وكان عمل الممرضة يعتبر عيبا لأنه أصلا لا يرقى لمستوى نهنة التمريض نفسها فكانت الممرضة بمثابة الشغالة أو الفراشة في المستشفيات , وهذا الشيء كان يعد عيبا مهنيا ليس للمرأة بسبب مثلا عمل المرأة ولكنه عيب بسبب المسمى الوضيفي المتدني في سلم الوضائف الحكومية على الإطلاق .
ولكن حين تطور العلم وأصبحت مهنة التمريض _مثلا_ علما أصبح عمل المرأة كممرضة فيه كثير من الفن والإتقان لشروط المهنة , ومنذ أن أصبح التمريض علما تغيرت نظرة الناس لمهنة المرأة الممرضة عاما بعد عام على حسب ظر وف تطور المهنة وقواعد أصولها .

ولم تخرج المرأة للعمل في الدول العربية بدافع حرية التنقل والعمل فقد كان خروجها للعمل بسبب تدهور الأوضاع الإقتصادية للعائلة التي تعمل بها المرأة ولم يكن عمل المرأة مطلبا نسويا بل كان مطلبا إقتصاديا بسبب تدني مستوى المعيشة والدخل المحدود وهو أقل من المتوسط في العادة .
وبعد أن تغيرت الظروف وتبدلت الأوضاع أصبحت المرأة العربية لا تبحث عن العمل بسبب تدني مستوى المعيشة بل على العكس من ذلك فالنساء العربيات أصبحن يعملن بدون أي ضغط إقتصادي وبالتالي تبدلت الظروف الأخلاقية للمهنة وشروطها وأصبحت المرأة تعمل لأنها تريد أن تخرج من منزلها سواسية بالرجال.
ومن هنا تغيرت نظرت المجتمع للمرأة التي تعمل فمن واجب المرأة أن تعمل ولكن ليس من حقها أن تخلع الرجل أو تضربه أو تحدد شروطا لإستمرار الحياة الزوجية .
وكانت تلك الظروف الإقتصادية تلعب بمزاج الناس والمجتمع والمهنة فالظروف الإقتصادية أجبرت العائلات على التنازل التام عن ثقافة العيب وسمحت الظروف للمرأة أن تعمل بدل أن تتجه للدعارة مثلا لكسب لقمة الخبز .
ومن هنا يدخل الدين لكي يطوع النصوص الدينية على حسب ما كانت تمليه عليهم الظروف الإقتصادية وهذا ليس كفرا وليس خيانة للدين بل شفقة من المتدينين على الأوضاع الإقتصادية السيئة للناس ولكافة الشرائح الإجتماعية المتضررة إقتصاديا ولربما أن الحكومات العربية تلعب أو كانت تلعب وما زالت دورا بارزا لتطويع النص الديني لظروف أعمال المرأة .
ومعظم العائلات التي ترأسها النساء اليوم هن ممن فقدن أزواجهن فأجبرتهن الظروف الإجتماعية وموت رب الأسرة على رآسة العائلة , ورئاسة العائلة هنا ليس مطلبا من مطالب المرأة الجندر بل مطلبا أملته على الجميع الظروف الإقتصادية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن مع العلمانية ولا تبالي
- الموت والحياة : من يد الخالق إلى يد الخلق
- من أكثر قدرة على علم الغيب ؟
- القرآن واللهجة العامية
- لقمة الجنس قبل لقمة الخبز
- عيد الحب والقمع الصوفي
- فقدان الجنس يؤدي إلى عمليات إرهابية
- فقدان البكارة للأنثى وممارستها للجنس قبل الزواج يحل المشكلة ...
- الثقافة بلغة الإقتصاد1
- رائحة الدولار والدينار أشهى من رائحة السلمون(السردين)
- دمعة في إبتسامة وفيلسوف في دمعه
- لذة التعب الثقافي والتخريب على المثقفين
- الإيدز لا يعرف الزواج الشرعي أو غير الشرعي
- كلنا أمام القانون سواء ولكننا أمام الآلهة لسنا سواء
- صحافة عربية أم دوائر إستخبارية ؟
- العشق وأيام المراهقة
- الشعراء في صفحة الأموات
- معجز أحمد,قصيده جنسية للمتنبي فاحشة
- الرجل بثدي؟
- المرأة بلا ثدي


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - ظروف المرأة الإقتصادية