أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - غزة اول الدولة ام نهاية الدولة















المزيد.....

غزة اول الدولة ام نهاية الدولة


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:31
المحور: القضية الفلسطينية
    



في محادثات أوسلو ,بذل الجانب الإسرائيلي جهدا خارقا ,وقدم للجانب الفلسطيني إغراءات كثيرة , من اجل أن تكون "غزة أولا " , غزة وحدها , ولكن الوفد الفلسطيني المفاوض , والرئيس عرفات على رأس كل التفاصيل , رفض فكرة أن تكون غزة وحدها أولا , وكان الإصرار ناجحا على أن تكون غزة وأريحا أولا , تعبيرا عن وحدة الكيان الفلسطيني الواحد , ووحدة المصير الواحد , ثم كانت المعركة الأخرى التي لا تقل شراسة , والتي جرت في البيت الأبيض , قبل ساعات قليله من التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ , فلقد كانت مسودة الاتفاق تحمل توقيع الوفد الفلسطيني , ورفض الرئيس عرفات رحمه الله , بل أمر بتجهيز طائرته لمغادرة واشنطن إذا لم يكن التوقيع يحمل اسم منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , وهنا يتبادر لذهني أن اسأل , ما الذي تتعرض له غزة ؟ وماذا يراد من غزة هذه الأيام ؟ وهل ما زالت غزة في موقعها الأول, أول الوطن, وأول الكيان, وأول الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة ؟
أم يراد لها عبر مناورات الحد الأقصى , والألعاب الدراماتيكية أن تتحول إلى مكان لتجسيد موت الفكرة , ونهاية الدولة , هذه الاسئله التي كانت تراودني , كانت تراودني سرا وكنت اعبر عنها همسا , ولكن الآن أصبح من الممكن المجاهرة بها , بعد أن ثبت أن إسرائيل تصرفت خلال السنتين الأخيرتين بطريقة فيها التباس كبير , حين صعدت من عزل غزة , وفرضت الحصار بشكل كامل , واستدراجها إلى ردود أفعال محددة , وبشكل متتالي , ومنذ انفلات الأحداث الأمنية التي جرت بطريقة مبرمجة حيث وصلت الأطراف المشتركة في ذلك الانفلات الأمني إلى درجة لا تستطيع معها التوقف , فقد شاهدت هذا المشهد وأنا اقرأ في إحدى الأساطير القديمة , عندما كنت صبية صغيرة " تلك السفن التي كانت تندفع للاصطدام مع جبال المغناطيس , تندفع ولا تستطيع سوى أن تصطدم فتتحول إلى قطع مبعثرة " هذا ما حدث منذ أن بدأت جولات الفلتات الأمني , والاقتتال الداخلي الفلسطيني , ثم الانقلاب المسلح والذي وصفه أصحابه بأنه حسم اضطراري , ثم إلى تشديد آليات الحصار وتداعياته المأساوية , ثم إلى فتح الحدود الفلسطينية المصرية بالطريقة التي حدثت , ثم تصاعد وتيرة العمل والاعتداءات العسكرية الإسرائيلية , وغموض معادلة المعبر , وطرح صيغ جديدة للتهدئة , وكان غزة لم تعد تحتمل سوى احتمالين , العودة إلى الحصار وتوابعه أو فتح الحدود مع مصر وقطع الصلة مع الضفة الغربية .
هذه الحالة البائسة هي حالة غزة الآن :
حالة تشبه المعادلات القدرية , التي ليملك البشر لها تبريرا أخر , هذه الحالة تحكم حياة غزة الآن , ومطلوب أن تحكم غزة مستقبلا , فإذا ظل السجال الداخلي الفلسطيني على حاله دون تطور , وظل يستخدم نفس اللغة والمنهج واليات التصرف ,فان المتساجلين سيفقدون سر الخروج من المأزق , حيث انه سيصبح بأيدي أخرى , التي لا تريد للفلسطينيين وحدة , ولا حوارا , ولا مصالحة , ولا تريد لهم عنوانا أو كيانا ,
وهنا فانه لا حل سوى :
أن تقوم الإرادة الفلسطينية الشجاعة , الإرادة الفلسطينية الفلسطينية , الإرادة الحرة الغير مستوعبة , والغير مستلبة , والتي ترفض أن تكون ملحقة بإرادات الآخرين , إرادة تكسر هذه الدائرة التي تبدو جبرية ولا تقبل الاختيار, إرادة فلسطينية تحمل على عاتقها الحقيقة الواضحة ,وان تقول بصوت ثابت وشجاع , سنكسر الحصار من اجل التواصل مع الضفة الغربية , ومن اجل تكريس وحدة الوطن والمشروع الوطني , لا أن نكسر الانفصال من اجل تكريس الانقسام , أو أن نقبل الانقسام كأمر واقع لا مفر منه ,
وهنا اسأل :
من يكسر حلقة الحصار المحروسة بإرادة الشيطان ؟
من يلغي هذه المعادلة القاتلة ؟
من يستطيع أن يعيدنا فلسطينيا إلى ماهيتنا الأولى ,
برغم أن هذه الأسئلة تبدو إجاباتها سهلة وبديهيه لو أن السجال السياسي الداخلي ليس على هذه الصورة التي نراها
نسيجنا الفلسطيني تمزق إلى درجة باتت مخيفة, ولم يعد مفيدا التظاهر بغير ذلك, أو تجاهلنا للحقائق الواضحة,
والصورة هي : نسيجنا السياسي الفلسطيني ممزق , وينذر بمزيد من التمزق , لان المعاير الوطنية أصبحت غائبة ,بينما المعايير التي تحكمنا هي معايير غريبة على تجربتنا الرائدة بل هي قادمة من تجارب أخرى , بينما ما يميزنا نحن هو خصوصية الحالة , وما يضعفنا هو عمومية الحالة , فلسطين الدولة المستقلة التي نريدها أن تولد من الظروف الصعبة وتتخلق منها والتي يشكل الاحتلال الإسرائيلي أصعب حلفائها , تختلف بخصوصيتها عن أسباب وأهداف الألعاب التي تجري حولنا في الأقاليم , فهناك طوائف تريد أن تحافظ على مكتسباتها عبرنا , بعد اكتشافها سهولة استخفافنا بمستحقاتنا الوطنية , وطوائف تريد الحصول على المزيد من المكاسب تحت عنوان المشاركة , وطوائف تريد أن تحافظ على أوضاعها , , أو أن تثأر من أعدائها القدامى , بينما نحن ما يميزنا أن أولويتنا في تحديد أهدافنا هو أولوية إنشاء الكيان , وإعلان وبناء الدولة , لأننا نعرف انه دون ذلك فان الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا سيظل قائما , بل سيزداد ظلما , بل سينتج مزيدا من الألم والمعاناة , وستنتج ما صنعت أيدينا مزيدا من الشعور بالندم القاتل .
إذا لا بد أن نعيد خصوصيتنا المميزة , لانا باسترداد تلك الخصوصية فإننا سننتقل من طور القضية إلى طور الاستقلال السياسي , ومن طور الاداه والاستخدام إلى طور التأثير الايجابي , ومن زمن الموت الرخيص إلى زمن الحياة الثمينة والإنسان الفلسطيني الاثمن ,
من اجل هذا لا بد من كسر جدران زمن الآخرين, والدخول في زماننا نحن, الزمن الفلسطيني,
لا اعرف كيف سيحدث ذلك, فقد يحدث ذلك باستعادة الوعي, أو انه يحدث باستعادة الضمير الوطني التي تعرض إلى تيه, وقد يكون عبر صحوتنا وفهمنا أن أناشيد وشعارات الآخرين تأخذنا إلى الهلاك, أو قد تكون عبر إعلان الثورة في الثورة,
الثورة على الوضع القائم, وتنظيف حقولنا بأيدينا من أشواك الآخرين, التي زرعوها في حقولنا وادعوا أنها الخير والبركة, فان غزه الساحة, وغزة هي المعركة, وغزه هي الانكسار والانتصار.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار الورد ؟
- الوضع الفلسطيني أين العقدة
- لبنان الاخضر لبنان المحترق
- ماوراء الحدث
- المشهد اكثر تعقيدا
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟
- الموت موجود والدواء مفقود
- الثلث الضامن والأرتباط المعطل !
- التعليم وقاعدة الانطلاق الرئيسية
- رسائل دموية
- اللواء صائب نصار وزمن الثورة
- اوقفوا هذا الانتهاك
- تعالوا نضئ شمعة
- من منكم يملك وساما مثل وسامي ؟
- صرخة من الأعماق
- هل نحن مهيئون للحوار ؟
- الحصار والأسعار والتجار


المزيد.....




- مع تقدم القوات الأوكرانية.. روسيا تقدّم آلاف الدولارات لوظائ ...
- فيضانات وأضرار كبيرة في ألمانيا بعد عاصفة عنيفة وأمطار غزيرة ...
- سيرا على الأقدام.. قصة شابين إيرانيين هربا إلى ألمانيا
- بينيت يطالب بتغيير القيادات السياسية والعسكرية
- روسيا تكشف عن ناقلة جنود مطوّرة في منتدى -الجيش-2024-.
- اكتشاف هام قد يساهم في محاربة اضطراب شائع لدى الأطفال
- مارك زوكربيرغ يزيل الستار عن تمثال لزوجته
- الكشف عن طائرة نقل ضخمة روسية مسيرة ذات الإقلاع العمودي في م ...
- موسكو تندد بمحاولات الاستخبارات البريطانية تجنيد الدبلوماسيي ...
- الهند.. العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في جميع عينات المل ...


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - غزة اول الدولة ام نهاية الدولة