أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصباح الغفري - تأبّـــطَ شَـــرّاً














المزيد.....


تأبّـــطَ شَـــرّاً


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 680 - 2003 / 12 / 12 - 03:19
المحور: الادب والفن
    


تأّبّط الشيء : و ضعه تحت إبطه . و تأّبّط سيفاً أو شيئاً : أخذه تحت إبطه ، و به سميّ ثابت بن جابر الفهمي تأبّط شرّا لأنه – زعموا – كان لا يفارقه السيف، وقيل لأن أمه بصرت به وقد تأبّط جفير سهام وأخذ قوساً فقالت : هذا تأبط شراً، وقيل : بل تأبّط سكيناً وأتى نادي قومه فوَجَأ أحدهم فسمي بهذا الاسم.

و تقول : جاءني تأبّط شراً ومررت بتأبّط شراً ، تدعه على لفظه لأنك لم تنقله من فعل إلى اسم ، وإنما سميت بالفعل مع الفاعل رجلا ً فوجب أن تحكيه ولا تغيرّه.

و لقد أتى عليّ حين من الدهر، وأنا في حيرة من أمر هذا الشاعر العربي الجاهلي ، صديق الشنفرى ، الذي كان يقول لتأبّط شراً : أنت أمي . . . وعندما قتل الشنفرى ، رثاه بقصيدة قال فيها :
قضى نحبه مستكثراً من جميله مقلاّ من الفحشاء والعرض وافر
و رحت أبحث في المصادر التاريخية عن أخباره ، الى أن عثرت على مخطوط نادر في كتبخانة خسروباشا بجوار الجامع المنسوب الى أبي أيوب الأنصاري باستامبول ، كتبه المؤرخ لسان الدين بن الخطاب الحموي و عنوانه:

" إعلام الورى ، في ذكر ما جرى ، بين تأبّط شرّا والشنفرى "

يقول المؤلف غفر الله لنا وله ، أن تأبّط شراً هو من شعراء الصعاليك ، عاش في الجاهلية ، وكان مع السُليك بن السلكة من أشهر العدّائين ، كان يدرك الخيل و لا تدركه الخيل ، أما أصل تسميته بهذا الأسم ، فهي أنه غادر مضارب بني فهم قبيلته ، وعاد بعد زمن متأبّطاً بعض الصحف والمجلات التي كانت تصدر في ذلك الزمان، وعندما قرأ القوم ما كتب فيها، صاحوا بصوت واحد :

- ويلك ... لقد تأبّطت شراً !

و لصق الاسم بثابت بن جابر الفهمي منذ ذلك الزمن ، فأصبح لا يعرف إلا به ، ثم إن القوم تركوا هذه الصحف، فلاكتها البعران فلم تستطع هضمها ، وقضى في تلك السنة عدد كبير من الجمال والنوق ، ومنها من أصيب بمرض " انعدام المناعة " وقالت بنو فهم لثابت :

- أخرج عنا و إلا قتلناك.

وتشردّ تأبطّ شراً مع الشنفرى و خلعاء القبائل ، يقطعون الطريق على قوافل التجار ، يظهرون في الليل ويختفون في النهار.

في رواية أخرى ، أن تأبطّ شراً كان ملكاً من ملوك حِميَر ، طغى و تجبَّر، وأخذته العزّة بالاثم ، بنى القصور والحصون، واستأثر بواردات البلاد من النفط ، حوّل المملكة الى مزرعة لأبنائه وأصهاره ، ثم إن قبائل شمّر وطيّ وربيعة أغارت على بقايا الصليبيين في إمارة تقع على شاطيء الخليج، فأعلن تأبّط شرا على شاشة التلفزيون استدعاء الروم لتأديب الغزاة ، وجاءت القوات الأجنبية وظهر الرجل متأبّطا ذراع الجنرال شوارزكوف ، فقالت الناس : تأبّط شرا... وسمي بذلك.

وعن وهب بن منبه قال : حدثنا السدّي قال :

تأبّط شراً لم يكن شاعراً من شعراء الصعاليك كما زعم ابن منظور ، ولم يكن من ملوك حمير ، بل كان رئيساً لجمهورية عربية ، قضى زهرة شبابه في السمسرة ، ودخل مؤتمر القمة العربي بعد احتلال الكويت من قبل شمرّ وطيء وربيعة يتأبّط مشروعاً لاستدعاء القوات الأميركانية ، فقالت الناس :
" تأبّط شرا " و عرف بذلك .

والرواية التي يرجّحها المؤلف لسان الدين بن الخطاب هي ما رواه فهد عن ثعلب عن قذاف الدم، من أن رجلا ًدخل إلى مؤتمر اتحاد الكتاب العرب يحمل " الكتاب الأخضر " تحت إبطه ، فلما قُرىء الكتاب في المؤتمر، سُمي الرجل تأبّط شراً ... والله أعلم.

وفي نصّ لأبي حيان التوحيدى رواه المؤرخ ، أن أصل التسمية يعود إلى عصر الصاحب بن عباد ، جاءه ذو الرياستين ومعه أشرطة فيديو فيها خطابات قومية ومسيرات شعبية ، وفيها تسجيل حي كامل بمسرحية انتخابات يفوز فيها المرشح بنسبة تسعة و تسعين بالمئة ، فقال له الصاحب غاضباً :

- لقد تأبّطت شراً...

وسئل أعرابي : لماذا سمي ثابت بن جابر بتأبّط شراً ؟ قال :
- لأنه دأب على حمل الكتب الخسيسة تحت إبطه ، وطفح الكيل بقومه حين رأوا معه كتاب " الأواني والمعاني " للدكتور صالح عضيمة، فغضبوا منه وأطلقوا عليه هذا الاسم .

وفي تحقيق للدكتور غسان الرفاعي ، أن تأبّط شراً شخصية أسطورية مثل شخصية نصر الدين جحا ، وأن الاسم يطلق على كل من يتأبّط ما يورِدُ قومه موارد التهلكة ، أو يفسد دينها ودنياها ، وأن العصر الحاضر في ظل النظام العالمي الجديد ، هو عصر الشر المتأبّط ، و أن المتأبّط الأكبر للشر مقيم في البيت الأبيض في واشنطن ، وجميع المتأبّطين الآخرين في دول العالم الثالث من حكام آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية هم خول عنده وإماء ، يتصرّف بهم كما يشاء ، وأنشد للمتبي :

أفيقا ، خمارُ الهمّ بغّضّني الخمرا وسُكري من الأيام جنّبني السُّكرا

 



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتخــــب الكـــــــلام في تفســــير المنــــام
- حوار رزكار المتمدّن وأنظمة الإستبداد المتعفن !
- الحـــــــرباء في آراء ســـــــيادة اللـــــواء
- الدَّهــلَــزَة والكَهْرَزة!
- - العــورة - الوثقــى
- بيضــة العقــر وديموقراطية الثيب والبكــر!
- الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !
- وداعاً للسلاح …
- صناعة القرار في زمن التراجع والفرار
- تغييــر الأدوار بين القظـــلار والدفتــردار !
- الوصــايا العشـــر
- الكــلامُ المُــباح في مســـألة الحَمْــلِ والسّــــفاح
- مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان
- حــروفُ الشــوْك بين مســرح الشــوْك وحكومــات الشــوْك!
- حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !
- الســيد - شن - وزوجته السيدة - طبقة - !
- الرفيـــق المنــاضـــــل كوجـــوك علي أوغــلو وولده - دده بي ...
- الرئيس - مسبق الصنع - !
- كتاب مفتوح من أبي يســــار إلى الطبيب الحكيم بشــار
- دائرة فلتانة سي!


المزيد.....




- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصباح الغفري - تأبّـــطَ شَـــرّاً