|
الخيار السلفادوري تجربة أمريكية هل تنجح في العراق
حاكم كريم عطية
الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 09:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فرق الموت مجاميع مسلحة ومدربة جيدا تتميز بالشراسة والأقدام على القتل بكافة أنواعه للترويع وبث حالة الخوف والرعب بين المعارضين والناشطين السياسين وكذلك المؤيدين لأية معارضة لا تتفق مع السياسة الأمريكية في العراق وفرق الموت هذه ذاع صيتها أيام تولي باقر صولاغ مهمته في وزارة الداخلية والتي أرتكبت الكثير من الفضائع في أتباع طرق التعذيب في سجونها ومعتقلاتها آنذاك وهي مجاميع دربت وأهلت بواسطة متخصصين في الجيش الأمريكي والمخابرات المركزية الأمريكية وقد غطى طوال الحقبة الماضية ما أشيع وسلمت به القوى السياسية العراقية في أن ما يجري في العراق هو حرب سماتها طائفية أنجرت أليها كل القوى التي تسمى المليشيات المسلحة التابعة للقوى الدينية لتتناحر على أرض العراق ولتوفر في ظل حكومة ضعيفة وغير قادرة على الأمساك بزمام الوضع الأمني في العراق ولا تعتبر حرة في قرارها السياسي وألأمني حيث لم يجري التحقيق في أية قضية راح فيها العشرات من أبناء العراق وبطرق وحشية .هذا الوضع وفر غطاءا مناسبا لتستمر الولايات المتحدة الأمريكية في مخططها في خلق فرق الموت ومجاميعها المختلفة وسأحاول أن أبين في المقالات التالية من وجهة نظري وأستنادا ألى بعض المقالات لكتاب في هذا الشأن للوصول ألى وجهة نظر قد تكون هي الأقرب للواقع في العراق وقد تفضي ألى أن يسلط الضوء الكثير من الكتاب والباحثين على هذه الموضوعة لاسيما وأننا لم نسمع من الحكومة وأجهزتها ولجانها التحقيقية المشكلة أي تفسير لما يجري في العراق من عمليات قتل طالت الكثير من أبنائه ومن مختلف الشرائح ومختلف الأختصاصات السياسية والعلمية والثقافية ولا زالت مستمرة ولأسلط الضوء على طريقة تفكيرنا في تحديد من يرسم السياسة وبرامجها ولمصلحة من في العراق وهل ستسلم منه القوى السياسية العراقية مستقبلا أم ستكون لها حكاية مع فرق الموت ومن ورائها في العراق وأخص بالذكر القوى العلمانية العراقية والقوى اللبرالية والأسلام المعتدل وكل من يناضل في سبيل عراق ديمقراطي فدرالي يكون فيه تداول السلطة سلميا. ولابد لهذه القوى أن تحدد موقفها من الأحتلال ومقاومته وسوف تتقاطع المصالح الأمريكية مع برامج وسياسات القوى الديمقراطية كونها تمثل مدرستين تختلف فيهما الأهداف والمصالح أذ أن ما جرى بعد الأطاحة بنظام صدام حسين وتكوين مجلس الحكم والحكومات الشكلية المتعاقبة ما هو ألا زواج عرفي ستوضع له نهاية آجلا أم عاجلا . ولعل خير بداية هو أن أستعين بما نشر في في الثامن من كانون الثاني2005 في مجلة نيوز ويك حيث نشر تقريرا لماكس فلر* وهو مختص بالشؤون السياسية والأنشطة الأمريكية في أمريكا اللاتينية ويشير التقرير ألى مضي الأدارة الأمريكية في تطبيق ما يسمى بالخيار السلفادوري في العراق وهو مشروع مخابراتي أمريكي طبق في السفادور في الثمانينات من العقد الماضي تحت حكم جيمي كارتر وأستمر العمل فيه في عهد ريغان في هذا المشروع أو البرنامج قامت المخابرات المركزية الأمريكية بتدريب مجاميع من الجيش والشرطة السلفادورية على مكافحة المقاومة السلفادورية ومؤيديها . وقد أشاعت هذه المجاميع الرعب في المجتمع السلفادوري وقامت بمجازر وحشية أعتبرت من قضايا الأبادة البشرية في ذلك الوقت وأصبحت من التجارب التي تذكرها الشعوب بمرارة بعد التجربة الفيتنامية وقد عمدت هذه المجاميع على أشاعة القتل والرعب بين كل شرائح المجتمع السلفادوري وقامت بعمليات أغتيال الرموز السياسية ورموز المقاومة ومؤيديها من علماء ومثقفين وناشطي حقوق الأنسان وكل مصادر التأيد لقضية المقاومة السلفادورية وقد أشاع نشر هذا التقرير القلق في أوساط منظمات حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني وأعتبر خرقا فاضحا لحقوق الأنسان لتخوف المجتمع الدولي من تكرار مآسي السلفادور في العراق وأثار ضجة أعلامية في العالم أجمع وردود فعل أدت ألى أن يسارع وزير الدفاع الأمريكي رونالد رامسفيلد لتكذيب ما جاء في هذا التقرير وكذلك سارعت الدبلوماسية الأمريكية لهجوم معاكس لأنقاذ ماء وجه السياسة الأمريكية في العراق . من يدير مهمة تطبيق هذا المشروع
في مقالة نشرت في مجلة نيويورك تايم في ايلول عام 2004 أن جيمس ستيل وهو مستشار أمني للقوات الأمريكية في العراق قد عمل بين سنوات 1984-1986 كمستشار عسكري في السلفادور وكان مسؤولا عن القوات الخاصة وأنشطتها في السلفادور والخاصة بمكافحة المقاومة المتصاعدة للقوات المسلحة السفادورية ومؤيديها وحيث أستفاد ستيل من التجربة الفيتنامية وكون مجاميع صغيرة من العناصر الشرسة والحاقدة من الجيش والشرطة السلفادورية وحولها ألى أداة قمع وأداة أغتيال وقتل وتصفيات جسدية وتعذيب لم تسلم منه أية شريحة من شرائح المجتمع السلفادوري وهذا الذي يدعى ستيل يعمل منذ أحتلال العراق مع القوات الأمريكية كمستشار أمني للقوات الأمريكية في العراق ومسؤول عن تكوين وتدريب ما يعرف اليوم بفرق الموت في العراق مع وزارة الداخلية. أن التجربة السلفادورية تملك الكثير من عناصر التطابق في مواصفات طرق القتل والترويع ومن تستهدف والأهم من ذلك أن هذه المجاميع خلقت ودربت على يد الأمريكان أنفسهم وهو ما يجري في العراق حاليا مع الفارق طبعا حيث أستفادت الأدارة الأمريكية من أخطائها السابقة لتعمل بأستراتيجية جديدة في خلق حالة من الفوضى في أي بلد يحتل حيث يجري تخريب كل البنى التحتية والخدمات وكل ما يتصل بوجود دولة ألا الهيكل الذي يوفر غطاءا يجري خلفه تنفيذ المشروع الأمريكي وغاياته. يتبع *MAX FULLER من الناشطين في حملة التضامن مع كولومبيا في المملكة المتحدة وقد درس وقدم بحوث كثيرة عن السياسة الأمريكية في أمريكا اللاتينية وهو ناشر لعدة تقارير في الحملة التضامنية مع الشعب الكولومبي.
#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحاضرون معنا دائما
-
كم تحتاج القاعدة من الدم العراقي لتهزم أمريكا
-
المليشيات والعملية السياسية في العراق
-
صورة حضارية عن واقعة أستشهاد الحسين
-
الحكومة العراقيةمطالبة دستوريا بحماية المرأة
-
الفساد الأداري والمالي وتدفق عائدات النفط
-
البرلمان العراقي لا يسمع ولا يرى
-
البرلمان العراقي لا يرى ولا يسمع
-
من يتحكم بتوازن القوى في العراق
-
الطائفية والدكتاتورية
-
فقراء العراق والحصة التموينية
-
صحوةالعشائر وصحوة القوى السياسية العراقية
-
ذكريات العراقيين مكارم صدام حسين
-
المرأة في البصرة تستغيث في ظل عراق ديمقراطي
-
دور الفضائيات في المشكلة العراقية
-
مواقف في مؤتمر دول الجوار من قضية الشعب الكردي
-
حقوق الأنسان في العراق
-
الكونكرس الأمريكي اصدر قراره فمن هم أدوات التنفيذ
-
أيام كنا نحلم مع المعارضة العراقية
-
أطفال العراق وحلم بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|