أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هادي ناصر سعيد الباقر - معضلة النخبه في الشرق -- بتصرف عن سعيد عقل















المزيد.....

معضلة النخبه في الشرق -- بتصرف عن سعيد عقل


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 02:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


.سادسا: معضلة احلال العلم محل الحس العام
باستثناء القلائل من عشراء نظريات ريمن واينشتن والمقارنات بين نواميس الكون الصغير والكون الكبير، نجد سواد المثقفين في الشرق وما زالوا يركزون محك العلم على الحس العام –منطق جميع الناس، عدا القادة الخلاقين- غير مدركين انه قد ثبت، عقب انتصارات العلم الحديث، ان الحس العام اكبر اعداء العلم، وان تقدم الخمسين السنة الاخيرة لم يتم لولا تجرؤ العباقرة على ذاك الصنم، في دربة جديدة هي اجمل ما خض حلقات المنهج منذ نيوتن، وان من القواعد الحديثة ان يشك العالم –برغم من ديكارت، ولعلها تتمة لروح ديكارت- بكل حقيقة تبدو بديهية او تنطبق على منطق العامة لا على انها دائما خطأ، بل على انها غالبا خطأ. مهمة بين ادق واجرأ ما ستضطلع به النخبة، والا بقيت الشقة وسيعة في الشرق لا بين الجاهل والعالم وحسب، بل بين المثقف والعالم كذلك.

سابعا: معضلة الاخذ بلغة الحياة واعتماد تدوين علمي
انهما بين اوجع ما سيحز في القلب، اذ محض اثارة الموضوع معضلة. بالنظر لما فيه من ملابسات مع العاطفة.
ان قضيتي اللغة والحرف منفصل احداهما عن الاخرى. وكل من حليهما يغضب العاطفيين. فهو كالعملية الجراحية لا يشفي الا اذا ادمى. لقد بقيت اللغة العربية الفصحى هي هي منذ ان ظهرت اللغة العربية الفصحى محافظة على فصاحتها وقوتها في حين ان الحرف العربي والخط العربي مر بمراحل تطورية منذ نشأته.
معضلة اللغة عرضت وستعرض لجميع الشعوب المتمدنة، لان اللغة، بطبيعتها، تخلق لنفسها هذه المعضلة كل نحو من الف عام. اما مبدأ الحل فقد استخرج من الحياة: اللغة هي ما في الفم لا ما في الكتاب.
لو ان رقعة العالم الغربي، على سعتها، من اسكوتلاندة الى صقلية، مضافا اليها رومانية، بقيت مسايرة عاطفية الشعب وما تتوهمه من وحدة لغوية تربد بين اجزائه، لما كانت ايطالية وفرنسة وانكلترة والمانية اليوم زعيمات العقل الغربي، ولما اطلعن عباقرة الشعر والفلسفة.
وان لم يلجأ الشرق الى ابجدية ذهنية الامية آفة جماهيره الى الابد. اذ الطريقة التي ندون بها لغتنا مبدأها "تثقف فتقرأ" لا "اقرأ فتثقف".
معضلتان على حلهما في الشرق يتوقف ايجاد المؤسسة التي هي حق جميع المؤسسات. وما بقي الحق خربا فعبثا نفكر باقتناء العطور.
ليس الشرق عظيما لانه الشرق، انه عظيم بقدر ما سيكون ابن الحقيقة.
ثامنا: معضلة تعهد المعرفة الشعبية
ان ايجاد التفاهم الدائم بين العامة والخاصة لا يتم بحال من الاحوال بانزال هذه الى مستوى تلك، بل برفع تلك الى مستوى هذه. ان العامة لا تعرف خلاصها، الا اذا ابقيت على اتصال دائم بخلاصة اكتشافات الخاصة. لا ما يطبقه الصناعيون تكنولوجيا من اكتشافات الخاصة، بل ما تبحثه الخاصة نفسها في دوائرها العليا من نواميس. نعم ليس بامكان العامة ان تفقه النواميس ولكن بامكانها ان تطلع على روح النواميس، بامكانها ان تدرك اتجاهها، بامكانها ان تعيش في مناخها الرفيع.
وعلى النخبة تقليل سعة الهوة بين الخاصة والعامة، والحكم بطبيعته متأثر بالعامة، ان لم تقل منبثق عنها، والجفاء بين العلماء والشعب هو طلاقا، يوقف النتاج العلمي لان النتاج العلمي منوط لا بفهم العامة له بل بحنو العامة عليه، واضطر رجال المعرفة الى العمل من ضمن مصلحة واحدة: مصلحة المأكل والملبس والمسكن، كانما مشكلة المأكل والملبس والمسكن، هي نفسها، تحل بمحض معطياتها لا من ضمن البحوث العلمية العليا.

تاسعا: معضلة القدرة على الطموح
ان الشرق المعاصر مزيج من مقومات اربع: ماض جلل، ورقعة ارض معظمها صحراء، وطول عهد بالتغيب عن التمدن والتمدين، وانصعاق بغرب بلغ من القوة، معنى ومادة، حدا يجعل الفارق كبيرا بينه وبين سواه.
فاذا استثنينا النقطة الاولى وجدنا ان كل شيء في مقوماتنا يثبط العزائم.
ولقد عقد هذه الحالة وزاد المصير ادلهماما ان التخلص من الاستعمار لم يستند الى حد كبير، على وعي ضرورة الحرية. فاذا ابطال الاستقلالات عندنا –باستثناء النادر منهم- كارهو غرب لا طالبو حق. واذا امكن بعض بلداننا ان يتحرر من الاستعمار، لم يعدها "الابطال" مرحلة صغيرة من مراحل المضي قدما في انسنة الانسان المشرقي، بل زادهم النصر الذي تحقق ثقة بقيمة الكره للغرب –كأنما الكره يصلح ان يكون مذهبا سياسيا- ولهذا سببان:
الاول: ان عشق الحرية لم يكن نتيجة درجة من الوعي متقدمة تجعلك تدرك ان الحرية والوجود البشري صنوان.
الثاني: ان الكره عاطفة ديمقراطية -اذا جاز التعبير- يمكن بثها على اهون سبيل في مجموعة الشعب، وبالتالي تحريكها ساعة تستدعي ذلك شهوة الحكم عند عباد الحكم، بينما الحب والبناء عاطفتان صعبتان، لا تنميان الا في نفوس النخبة القائدة، تلك المتينة الخلق، القادرة على الترفع، العارفة ان لا دخول الا "من الباب الضيق".
واستر شرقنا، في اجزائه المتحررة، يحتر وضعا كان قد انقضى. وبدل ان ننتقل الى مناخ البناء بقينا في روحية الخوف.
هذه الحالة مضافة الى ذلك المزيج الفقري الذي يكون مقومات الشرق الاربع، بعثت في سواد الشرقيين ما هو افتك من الجمود بعثت فيهم المحدودية، فالجمود، متى يستيقظ الى هوله الواعون، يصبح، بين ليلة واخرى عامل ثورة اما المحدودية فذكاء رخيص يجعلك تتطلب ولكن تطلب المتذمر، يريد العيش لا مجد العيش فيفوته حتى العيش.
لعل افتك ما يضعف الشرق اليوم ادعاء جبناء المأمل بانهم الواقعيون، وتعريضهم بذوي الطموح الضخم.
لكم نحن في حاجة الى من يحملون الحلم الكبير!
آفة الشرق اليوم انه قليل الطموح او يريدون له ذلك حيث يصبحوا محدودي الطموح بحدود رغيف الخبز، لن يوفر للشرق حتى اقل متطلباته الا من سينتدبه الى المتطلبات الكبيرة.
سيكون الشعار: ليتقدم الصفوف من يقدر على الطموح.

عاشرا: معضلة العودة الى الله والى عدم عدمية الانسان
مهمة اشرف ما سيواجه القائد والنخبة القائدة على الاطلاق ففي جزئها الاول، اعادة النظر في جميع ما كتب وبني ونحت وصور وانشد وغني وبحث وحلل واكتشف وركع وصلي وعبد على اسم الله. وفي جزئها الثاني، مواجهة جديدة عصرية لاقلق سؤال يطرحه الانسان: أانا محدود البقاء ام انا باق الى الابد؟ اصحيح انني، انا الذي انرت جابا كبيرا من ظلمات الوجود، بعقلي الكاشف المبدع، انا الذي اطلقت روائع الفكر والموسيقى والعمارة، انا الذي نظمت آلة العقل العجيبة لقد باتت تقدم لي ما لم تكن هي نفسها تحلم به،انا الذي جسست انظمة الكواكب، زرتها، دخلت الى قلع الذرات، صافحت سكانها، خربتها، اعدت تكوينها من جديد، انا انا نفسي، سيفرغ مني هذا الكون، وهو انما بات نصفه من صنع يدي؟ اصحيح انه بوحدات من السنين 0ستين، سبعين، مئة على الاكثر) يقاس عمري، اما عمر سائر الاشياء الميتة الحقيرة فيقاس بالملايين؟ ما قيمة الارض، هذا الكوكب الصغير، الذي تستغله يدي كل يوم، ويلعب به عقلي ساعة يشاء؟ ما عظمته بالنسبة الى عظمتي، حتى يعيش، هو، الى شبه الابد وازول انا بعد دورات للشمس معدودات؟
لا لا ان سرا خطيرا لا يزال ينتظر ان افضحه، ودربا في البحث غير التي استعملها الان تنتظر كشفي. انني في التنقيب عن الحقائق اعتمد طرقا ان هي –ساعة لا تكون حواسي الخمس- الا امتدادات لحواسي الخمس. وما قيمة حواس وامتدادات حواس عجزت حتى عن تشعيري بدوران الارض تحتي، مع ان دوران الارض حقيقة يقرها الطفل.
اذن قد يكون بقائي او عدمه اهول من ان يكشفه شم ولمس، بركار ومسطرة، تجربة في مختبر ومعادلة لايشنتين.
ان هناك استطلاعات في مستوى العجب يجب ان اقوم بها في صدد موضوع المواضيع هذا. ولابد اني سأخرج، غداً، من ذلك العمل الضخم، الذي انتدب اليه نفسي، وقد باتت بشريتي اكثف: قلبي ابصر بمطارح الظلمات وعقلي اكثر استيعابا لنار الوجود.
ان ما حققته على الارض اعظم، بما لا يحد، مما حققته الارض، فلا يعقل ان تكون طبيعتها اجود من طبيعتي ولا اكثر اهلية للبقاء.
بلى بلى كما اني فقير الى حاسة اخرى للتمكن من الشعور بدوران الارض تحتي، فاني ولابد فقير الى عقل اخر للتمكن من اليقين بانني باق الى الابد.
وعندئذ -متى ادركت اني الى هذا الحد العظيم- افلا يخطر لي ان اتساءل: هذان الشيئان البينا الجبروت "انا" الباقي الى الابد و"اللانهاية" التي تحبط بي، اكيد انهما ليسا من صنع يدي، افلا يلزم ان يكون هناك -ليبدع اللانهاية ويبدعني- من هو اعظم من اللانهاية وابقى من البقاء؟ انه الله العلي القدير بديع السموات والارض. انه اعظم موضوع، في اعظم اطار، يشغل اعظم العقول.



#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون والربيع The Iraqian and the Spring
- سلام الله عليكم سلام نيسان الحب عليكم خاطره بمناسبة عيد الح ...
- مسكين هذا الشعب العراقي
- ثقافة الجمال والربيع
- القسم الثاني : من يعلّق الجرس في رقبة القط – الهر ...(( النا ...
- بحث في الاداره البيئيه ( موثق )
- الاوزون .... وفرضياتنا
- وادي الرافين والبيئه
- من يعلّق الجرس في رقبة القط- الهر ؟ّ ( ثقافة الموضوعيه ةالقا ...
- يا من انتم على راس الدوله العراقيه ---- اتقوا الله في هذا ال ...
- العداله في ميزان الحقوق والواجبات
- التلوث الاشعاعي __ للباحثه المهندسه سناء هادي ناصر سعيد
- تذكير وتقييم لعمل امانة بغداد
- من سلسلة الطفوله والبيئه 1- ايكولوجيا التغذيه و المولود الج ...
- الماء .. هل نعرفه حقا ؟!
- منظمات المجتمع المدني ____ هل هي حجارة تتقاذفها الخاصه ؟؟!!
- المحيط أو الغلاف الحياتي B iosphere
- وعند جهينة الخبر اليقين
- هل ان المنظمات غير الحكوميه الممثل الحقيقي الحر لارادة الشعب ...
- الوراثه والبيئه


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هادي ناصر سعيد الباقر - معضلة النخبه في الشرق -- بتصرف عن سعيد عقل