أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الحسين غانم المالكي - التعليم العالي في العراق الجديد















المزيد.....


التعليم العالي في العراق الجديد


عبد الحسين غانم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 09:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يعد التعليم العالي في العراق من اقدم النظم التعليمية في الشرق الاوسط ويرجع تاريخ التعليم العالي في العراق الى بدايات القرن الماضي.
وفي عصر التاسيس في العشرينيات من القرن الماضي تسارعت خطوات البناء والتوسيع والتي اثمرت عن تاسيس اول جامعة عراقية هي جامعة بغداد في سنة (1957).
وليس بعيدا عن افكار المؤرخين فان الجامعة المستنصرية تعد اول جامعة في العالم تأسست في العراق ابان العصر العباسي حيث شهدت تلك الحقبة من الزمن رخاءً علمياً لازالت امتداداته مؤثرة لحد الان في العديد من المدارس الفكرية والعلمية في العالم.
وفي ضوء هذا الاستحقاق العلمي للعراق وشعبه فعلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ان تسعى الى بناء فلسفة تربوية وعلمية مبنية على ركيزتين مهمتين تكون الاولى مستمدة من الاستحقاق العلمي والحضاري لبلاد وادي الرافدين والثانية تستند بالاعتماد على ركيزة الابداع الفكري والعلمي، مما يضفي صيغة الحداثة والتجدد للتعليم العالي في العراق.
والاستحقاق العلمي يجرنا الى التفكير بضرورة بناء التعليم العالي بصورة متطورة من حيث المناهج والمستلزمات واسالييب التدريس والتقويم.
ولو قمنا بدراسة واقع حال المناهج التي تدرس في الجامعات والمعاهد العراقية لوجدنا انها اخذت تتقادم بالشكل التي لم تعد تتماشى مع الواقع في هذا العصر. وعلى الرغم من محاولة الجامعات باعادة النظر بالمناهج كل دورة دراسية الا ان اساليب التحديث لم تجر بالشكل العلمي الصحيح مما يؤدي الى عملية ترفيع لهذه المناهج دون المساس في جوهر التحديث وفي الحقيقة ان الجامعات والكليات والمعاهد والاقسام العلمية لا توجد لديها مناهج بالمعنى الصحيح. فكل ما موجود في غالبية الاقسام العلمية في كليات الجامعة هي مفردات او مقرارات دراسية تتحدث عن الموضوعات التي يدرسها الطالب خلال سنوات الدراسة. وان عملية تحديث المناهج التي يقوم بها الاقسام العلمية لاتتعدى حذف او اضافة مقرر دراسي او تعديل بعض مفردات مقرر دراسي. وهذا التحديث من خلال اللجنة العلمية في القسم العلمي. ان التجاذبات التي تحدث داخل اللجنة وهمية بعض التدريسين عليها يؤدي وضع مقررات ليست ذات اهمية ولكنها وضعت لكونها تتلائم واختصاصات بعض التدريسيين. و هكذا اجراء ينجم عنه خليط غير منسجم من المقررات والمفردات بعيدا عن الاسلوب في بناء وتحديث المناهج.
في الواقع لايمكننا التحدث عن التحديث للمناهج في الوقت الذي لم تكن هناك مناهج في الاساس. فأن ما موجود في الاقسام العلمية والذي يسمى جزافا بالمناهج ما هي الا مفردات وهذه المفردات قد وضعت باساليب اعتباطية دون دراسة علمية حقيقية لكيفية بناء المناهج واساليب تحديثها.
ان الخطوات الرئيسية لبناء المناهج تبداء بدراسة تقويمية لتحديد الاحتياجات التربوية للطلبة من خلال دراسة ولواقع الحال ومتطلبات الجامعة والمهنة وحجم سوق العمل للخريجين. وفي ضوء هذه الدراسات تجري عملية اعداد الاحداث التربوية العامة ثم الاهداف التربوية الخاصة لكل مجال علمي وتربوي ومهني وصولا الى الاهداف التربوية لمادة واحدة واخيرا للوحدة الواحدة من المنهج.
ان عملية استخلاص الاهداف التربوية وصياغتها بالشكل التي يتكون فيه قابلية للتخفيف والقياس تعد من الامور غاية في الصعوبة وتتطلب ان تجرى على ايادي تربوية ممتخصصة. كما ان تنظيم الاهداف وتتابعها بالشكل الذي يضمن انسيابية التعليم العالي تعد من الخطوات الهامة لبناء مناهج ممتماسكة ورصينة.
وبعد الانتهاء من اعداد الاهداف التربوية وصياغتها بالشكل الصحيح وتنظيمها يتم حينها الانتهاء من اكمال وثيقة المنهج. ان اعداد الاهداف التربوية هي الخطوة الاهم في بناء المناهج ولا اكون مخطا الى ماقلت بان غالبية الاقسام العلمية في الجامعات والمعاهد العراقية لاتحتوي على وثيقة الاهداف التربوية وهذه هي اكبر مشكلة تربوية في التعليم العالي في العراق.
نعود مرة اخرى لمتابعة التحدث عن كيفية بناء المناهج بالشكل الصحيح.
حيث بعد اكمال وثيقة الاهداف الخاصة بالقسم العلمي وعلى مستوى كل مادة دراسية نتحول لاختيار المراجع والمصادر العلمية التي من خلالها تتحقق الاهداف العلمية. وفي هذه المرحلة اصبحت لدينا اهداف واضحة ومراجع دراسية ولابد من تحديد المستلزمات هي الاعداد الكافية من الكتب الدراسية والمختتبرات والورش العلمية وغيرها من المعينات الدراسية لتحلق ببيئة تعليمية وتربوية لانجاح عملية التعليم.
ان المرحلة الاحقة بناء المناهج هي توفير اعضاء الهيئة التدريسية وتاهيلها علميا ومهنيا وتربويا لتنفيذ المناهج. ان تاهيل الكادر علميا وتربيا تعد من الخطوات الهامة وغالبا ما تكون هي المعضلة الكبرى في التعليم العالي. ولو نظرنا الى واقع المشاكل الحالية في التعليم العالي لنجد انها تشكل النسبة الاكبر تاثيرا في مستوى التعليم العالي في العراق. فقد غادرات الخيرات العلمية المؤهلة لاسباب مختلفة مما ترك اثرا بالغا وفراغا لا يمكن ان يردم بسهولة. ومع هجرة الخبرات صاحب ذلك توسع عمودي وافقي في الجامعات والمعاهد العراقية بسبب الاستحداثات التي قد تكون مبررة او غير مبررة في بعض الاحيان.
ان حداثة الكادر التدريسي وغلبة العنصر النسوي في بعض الجامعات والكليات والمعاهد افرز مشاكل تربوية لا حصر لها. نجم عنها عدم انضباط وانفلات قيمي واسع ومن بين تلك الافرازات شياع ظاهرة الغش في الامتحانات واللجوء الى تهديد الاستاذ او استخدام الرشوة لغرض النجاح.
وفي ضوء هذه المعطيات لابد من الاهتمام بشكل كبير في تاهيل الكادر التدريسي بالجامعات العراقية وخاصة في مجال التاهيل التربوي. حيث التاهيل العلمي بحصول الشخص على شهادة عالية ليست بكافية لجعله تدريسي ناجح في الجامعات ولهذا فان الاعداد التربوية في الجامعات.
ان التاهيل التربوي الذي يجعل التدريسي قادرا على استخدام التقنيات الحديثة في التعليم والاستعانة بنظريات التعليم وفهم اساليب التقويم والقياس فضلا عن اعداد الاسئلة واساليب التصحيح كل هذه من شانها ان تزيد تحصيل الطلبة وجعل التعليم اكثر كفاءة وجدوى.
وعلى الرغم من وجود مراكز خاصة لتاهيل التدريسسين في الجامعات الى ان هذه المراكز تعاني هي الاخرى من نقص واضح في الامكانات وقلة الكادر المؤهل فضلا عن قدم الاساليب والاجهزة المستخدمة في هذه المراكز.
وغالبا ما تكون برامج هذه المراكز لاغراض اسقاط فرض الدورة التربوية اللازمة للترقية العلمية والتي لا تتجاوز الاسبوعين مع عدم الجدية في تنفيذها.
ونحن ليس بصدد استعراض واقع الحال في هذه المراكز الا اننا نرى ضرورة الاهتمام بها بشكل جدي ودعمها بكل الوسائل والامكانات لجعلها مراكز اشعاع وبناء لشخصية الاستاذ العراقي في الجامعات فضلا عن الاهتمام بمراكز وسائل التعليم والمعينات التربوية التي تخلومنها جميع الجامعات العراقية
ان واقع التعليم العالي في العراق وفي ظل غياب الاهداف التربوية يؤدي الى استحالة اجراء عملية التقويم وهذا من الامور البديهية.
ان اجراء عملية القياس ومن ثم التقويم هي من اهم الخطوات التربوية التي لبد من اراءها في المؤسسات التربوية لمعرفة ما الات اليه العملية والتعليم وتشخيص نقاط الضعف والقوة فيها ومحاولة معالجة الاخفاقات التي صاحبت تلك العملية
ان ماتقوم به الجامعات العراقية في الوقت الحالي ما هي الا عملية قياس تنتهي باعطاء درجات للطلبة وتحديد من الناجح ومن الفاشل وتحديد نسبة النجاح في كل قسم وعلى مستوى المواد الدراسية. ولا تجرى عملية تقويم بعد ذلك. ولكون عملية التقويم لاتمارس بشكل صحيح في الجامعات العراقية وليس هناك تشخيص دقيق لاسباب ضعف الاداء بذلك يصعب القيام باي اجراء من شانه تصحيح المسار.
لقد تم اعتماد صيغة التاهيل في الجامعات العالمية من خلال اتباع خطوات السيطرة النوعية على مخرجات التعليم. وقد اخذت تلك الجامعات العالمية تتفتخر بما حققته من مكاسب واداء عالي لمخرجات التعليم العالي.
في حين لازالت الجامعات العراقية بما فيها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تاخذ اي خطوة في مجال السيطرة النوعية لمخرجات التعليم فيها. كما تجدر الاشارة الى وجود محاولات سابقة في هذا الاطار الا انها لم تنمو بما يتلائم وغاية للاداء النوعي في الجامعات العراقية
ان عملية تاهيل الجامعات واتباع اساليب السيطرة النوعية لمخرجات التعليم في الجامعات العراقية تتطلب جهود كبيرة ترتقي الى اعتماد مشروع وطني كبير لتشوير التعليم العالي ووضعه في المسار السليم ضمن السيرة العالمية للتعليم.
ان الفرصة لازالت سانحة وعلينا ان نبدا بوضع الخطط والدراسات لبناء التعليم العالي بشكل صحيح. وان هكذا اجراء يتطلب انتخاب القيادات التربوية في الجامعات والمعاهد العراقية على مستوى عالي من التاهيل والقدرة الادارية والتربوية والعلمية لقيادة حركة التعليم العالي في العراق الجديد.


الملحق الثقافي العراقي في الهند
أ.د عبد الحسين غانم المالكي



#عبد_الحسين_غانم_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأختيارات الموضوعة ! ضرورة أم ترف؟
- تكنلوجيا التعليم والتعليم التنكلوجي


المزيد.....




- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...
- السيسي يعقد اجتماعا بشأن عبور قناة السويس والوصول إلى سيناء ...
- ربما كان لشمسنا توأم ذات يوم، ماذا حدث له؟
- أسعار شوكولاتة عيد الميلاد ترتفع بسبب أزمة الكاكاو
- 38 قتيلا جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة
- مسرح الشباب الروسي يقدم عرضا في نيابوليس
- بوتين: ملتزمون بإنهاء الصراع في أوكرانيا
- شاهد عيان يروي فظائع ارتكبتها قوات كييف في مدينة سيليدوفو بج ...
- المدعية العامة الإسرائيلية تأمر الشرطة بالتحقيق مع زوجة نتني ...
- لافروف: الغرب يضغط على الشرع ضد موسكو


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الحسين غانم المالكي - التعليم العالي في العراق الجديد