|
الضرب فيه وفيه
وفاء الحمري
الحوار المتمدن-العدد: 2192 - 2008 / 2 / 15 - 10:39
المحور:
كتابات ساخرة
منذ وعينا وخرجنا من المهد ، ولفظة الضرب ترافقنا خطوة بخطوة و شبرا بشبر حتى ندخل اللحد وربما بعده بقليل أو كثير (الله أعلم بعلمه وملائكته الغلاظ الشداد الذين لا يعصون الله ما امرهم) (يا سااااتر) عرفنا الضرب بالفلقة في السنوات المدرسية الأولى حتى تتورم قدماك ..والضرب على رؤوس الأصابع بالمسطرة المربعة حتى تكسر أظافرك … ثم الضرب على القفا من (كف فقيه المسيد المهبرة ) حتى يتبين لك الخيط الأسود من الخيط الأكحل … والضرب بالركلات التي تقفزك مترا أو نصف متر على أقل تقدير حسب مزاج الأستاذ أو الأستاذة ذاك اليوم أو حسب السلخ و(الضريب) التي أكله أحدهما أو كلاهما في مكان آخر ( أو الذي لم يأكلاه) … أما الضرب بالكلام فحدث وخبّر بلا حرج …فمن الضربات اللسانية ما ينسيك إسمك ورسمك وتاريخ ميلادك بل ينسيك التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية … وتصبح بعدها ضاربا بعرض الحائط وطول السقف كل المبادئ والأدبيات التي لقنها له المربون …وتصبح واحدا من اللسانيين السالخين وتتردد عن ظهر قلب (أين بطنه؟) البيت الشعري (وإما يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين) …. الضربة القاضية تأتيك (بالسلامة )عندما تكبر وتظن نفسك خرجت (ماتش نيل ) لا ضارب ولا مضروب … ولا عاطب ولا معطوب …ثم تجد نفسك مضروبا ضرب الطبل الكناوي في يوم عيساوي (مخمخ) … الضرب في( المليان) كنا نتابعه على شاشة التلفزة في أفلام التيكساس و(دق الفرادا) وتابعناه في ضرب الطعارج أيام الإنتخابات …وتابعناه في (ضريب الطم) على الميزانيات…وتابعناه ضربا على الكفوف والدفوف في المهرجانات المهرجة …وعرفناه في ضرب (العود) والوعود (التي خرجت ولم تعد) وتابعناه ضربة بضربة الى أن أوصلنا الكذاب إلى باب الدار، فلما استدار، (ضربها بسلتة) وتركنا فاغري الأفواه مثل( هبيل درب الفقرا) …. والضربة القاضية (سيدة الهلاك الأولى ) …وهي أم الضرب والضرائب والمضروبين والمضروبة فيهم الى العظم …. هي الضربة التي تأتيك ـ من الخلف لتركلك ركلة الحمار في النهار القهار ….الضربة التي تسيل دمك (إذا تركت لك الخلعة قطرة دم أصلا) وتسويك بـ(طروطوار) غير مأسوف عليك …. ضربة معلم هي زينة الضربات… فيها يتمسح الضارب بالمضروب مدة طويلة ثم ينهال عليه خطفا … ورأسا إلى سويسرا أو الصويرة أو (الصريرة) (بحال بحال) … أما الضرب فوق الحزام …وتحت الحزام… وأمام الحزام … وخلف الحزام و…. بالحزام ، فهي المتحزمة على (خزيت) …وتبدأ من المواخيرالـ…مؤخرة والمؤرخة … وتنتهي بالعنبابر المعنبرة والمعتبرة (وفيها ضريب البرشمان على حقو وطريقو ) وبعدها يضرب عليك ستار و(خامية) النسيان … وأجمل الضرب وأكمله هو (ضريب الطر) خصوصا وأنه متنفس وعلاج نافع لحمى البحر الأبيض المتوسط الشهيرة … هذه الحمى التي تأتيك من ضربة شمس في وقت الظهيرة فتضربك على أم رأسك ولا تجد منها مخرجا إلا (بالبندير) و(ضريب الطر) (واشنو زعما حنا نتفركعو؟)…ومحسوبتكم (تبارك الله علي) ضاربة طر من الدرجة الرفيعة …الطر الذي يقي من الجلطة والسكر والملح وكل المواد والموارد السامة ….وهذا الضرب هو الخير الوحيد الذي خرجت به من هذه الدنيا الثقافية (المثقفة من زمان) والذي حفظ لي بعضا من النضارة والصحة … وبعد ضرب الطر يبدأ الكر والفر..(توم وجيري )…ولن تفلت بعدها من الضرب في (المليان) وتختلط عليك الالوان … وتظهر لك نجوم ( السما الليلية في عز العصرية) …وبعدها ( شوف تشوف )…ربما عاد اليك البصر خاسئا وربما ذهب الى الأبد … وعندها ستضرب حتما الأخماس في الأسداس والأسباع والأثمان والأسعار والأوتار …وربما (قلبتها) الى ( الطر) بحق وحقيقي …وضربت (الكروا) على كل بني آدم أكحل الراس سائلا ومسؤولا …(وشوف تشوف ) ترتاح أم تضربها بلوثة عقلية لا ضارب بعدها ولا مضروب ولا قالب ولا مقلوب ولا حاسب ولا محسوب …وهذه هي التي نقول فيها (ضربة مولانا ) يعني يأتيك الفرج من الضرب من عند الحبيب سيدي ربي .. وكما ترون ، الإفراج من الضرب ليس فرجا بل (فراجة) … وضربة مولانا نرجوها للضاربين (طَمّا) عن الحق والمُعسّلين الذين يستعذبون ألم الآخرين وعندهم تشتهر الحكمة القائلة (ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب) … (بغينا لهم) ضربة كهرباء (اوفر فولت) تسقطهم فحمة مكتملة …نريد لهم ضربة تزرق فيها العيون (ليس البؤيؤ طببببعا) وتخضر فيها العروق والشرايين وتحمر فيها الأوداج ويضرب الضغط عندها الرقم القياسي ويفرقع أسلاك تلك الأدمغة … ثم يضرب لهم ناقوس الخطروالعذاب ، فيسمعه كل المضروبين تحت الأرض وفوق الأرض وعند العرض …
قولوا آآآآآآمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
#وفاء_الحمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثقافة المغربية بين الحقيقة والوهم ... (مقال ساخ....ر) و (س
...
-
يوم مشهود و...شهيد
-
خماسية ذاكرة الحرب ..قصص
-
شذرات من (*خيْلوطة وعشّاوة ) العيد الكبير
-
هذا عيد السكر وتذوق عسيلة العنابي يا احبابي
-
قراءة خاصة : المسرحية ثريا جبران وزيرة الثقافة المغربية والا
...
-
السداسية القاهرة المقهورة
-
الكبدة فيها وفيها : الكبد المشرمل على الطريقة العالمية
-
الجاموسة، الرُضّع ، المفتي، وأشياء اخرى
-
يوميات بلقيس
-
امراض سياسية
-
اُم … أربعة …والأربعين
-
القمة العربية على الطريقة الهمذانية
-
رحلة جوانية الى العالم السفلي : زيارة للسيد نقطة
المزيد.....
-
اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
-
عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|