أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - التكافل الملغوم














المزيد.....

التكافل الملغوم


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 09:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اغلب القيادات السياسية العراقية المتنفذة لاتختلف عن مدمني الكحول والمخدرات . فالكل يذم ويلعن المحاصصة الطائفية والقومية , ويؤكدون بأنها السبب الرئيسي في البلاء الحالي , ولن تتقدم العملية السياسية خطوة اخرى ما دامت قياسات المحاصصة هي المعتمدة في التعامل , ولن يكتب النجاح للتجربة ( الديمقراطية)
بدون اقتلاع المحاصصة , والعودة للتعامل بالمواطنة . الا ان كل هؤلاء ليست لديهم القدرة على ترك المحاصصة , واصبحت جزء من دمائهم , ويدركون جيداً انهم بدونها لن يكونوا بمواقعهم الحالية .

والمدمن لايترك ادمانه الا بدافعين , احدهما ان يمتلك ارادة قوية , والآخر الخوف من مرض خطير ينهي حياته , فيستجبن ويعود عن ادمانه , والدافعان لايتواجدان في ضمير ووعي هذه القيادات . والامريكان الذين مهدوا لهذه القيادات هذا الادمان , ليسوا على عجلة من امرهم . وهم في طريق انضاج الظروف الملائمة , وتهيئة الارضية الصالحة لصراعهم الرئيسي مع النظام الايراني , وطموحاته القومية . ولايستطيعون في هذه المرحلة بالذات ان يكونوا السرطان الذي يفتك بهؤلاء المدمنين , او الاقلاع عن اسوء ما موجود في المحاصصة , وهو تغذية النفوذ الايراني عن طريق بعض الاحزاب الطائفية الشيعية .

كيف السبيل الى اقناع القيادات القومية الكردية بالمساوئ التي يتركها الادمان على التحالف فقط مع القيادات الطائفية ؟ في ادارة العملية السياسية . وهي تدرك بأن ( تهويمات ) الاستقلال في هذه المرحلة , لاتخدم الطموحات المشروعة للشعب الكردي في اقامة دولته القومية . واعتقد الكثيرون ان التوجهات العسكرية التركية والتي وصلت لحد الاعتداء الغاشم على اراضي كردستان العراق , كانت كفيلة باعادة التوازن لتوجهات الحركة القومية الكردية , وهي المستفيدة الاكثر من باقي اطراف المحاصصة في التطوير الحقيقي للنظام الديمقراطي في العراق . وكان من المؤمل ان يعاد النظر في طبيعة التحالفات الحالية , وتطويرها الى التحالف مع القوى الوطنية التي تؤمن بالنظام الديمقراطي الحقيقي , رغم تشتت هذه الاطراف وعدم وجود المشروع الوطني الذي يوحدها لحد الآن . الا ان القيادة القومية الكردية اعادة ترتيب اوراقها مرة اخرى مع احد طرفي النزاع في قائمة " الائتلاف " , التي لم يبقى منها سوى حزب الدعوة والمجلس الاعلى . بعد ان وعدهم المجلس بتأمين استمرار بعض هذه(التهويمات ) اذا تمكن من ازاحة المالكي من رئاسة الوزراء , واستبداله بعادل عبد المهدي من المجلس .

ان كل القيادات السياسية العراقية والامريكان يعرفون ان المجلس الاعلى بتنظيماته السياسية والعسكرية ( قوات بدر ) هو الاكثر ارتباطاً بالنظام الايراني من بين كل التنظيمات الشيعية الاخرى . وبغض النظر عن الدعوات التي وجهت من الادارة الامريكية لقيادي المجلس , وزيارات السيد عبد العزيزالحكيم رئيس المجلس ونجله عمار والدكتور عادل عبد المهدي الى واشنطن , اضافة للخطوات التكتيكية التي قام بها المجلس الاعلى, مثل تبديل مرجعيته الدينية من السيد علي خامنئي في ايران الى السيد علي السيستاني في النجف الاشرف . يبقى التقييم الامريكي للمجلس الاعلى كونه اداة عضوية من ادوات النظام الايراني , وهم ( الامريكان ) الذين يعرفون جيداً ماذا يجري في ارض الواقع , ويملكون عدة اجهزة استخبارية , بما فيها الاستخبارات العراقية .

ان سلطات الاحتلال الامريكي التي تمتلك اغلب اوراق اللعبة , وضعت سقفاً للقوى السياسيةالعراقية في ادارة وتنظيم العملية السياسية , واعادة بناء الدولة . وعلى هذه الاطراف الالتزام بمنة ( المحرر) وعدم تجاوز سقفها , والاخذ بنظر الاعتبار المصالح الامريكية , فيما يتعلق بالعراق , او الستراتيجية , كونها الدولة الاعظم التي تقود العولمة . ومتطلبات هذه الستراتيجية من خلال تطمين مصالح حلفاء اميركا في المنطقة , وعدم تنشيط الصراعات الجانبية , مثل السماح لتأجيج الصراع بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية . او دعم المجلس الاعلى وهو احد الادوات الرئيسية للنظام الايراني في العراق , في تذاكي كردي يعتقد انه يستطيع الاستمرار في تأمين الحماية الامريكية للوجود الكردي , وفي نفس الوقت انتزاع ما لايرتضيه الامريكان من خطوات تقرب الاستقلال . وكأن الامريكان والايرانيين والاتراك احزاب سياسية عراقية يسهل التكتيك والتهديد معها , وليس دول لها كل الخبرات المخابراتية . وما دامت المحاصصة هي العمود الفقري في العملية السياسية , فستبقى التوجهات السياسية رهينة هذه المحاصصة , ولاامل معها لان تسلك القوى السياسية الطريق الاسلم لاعادة بناء العراق .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الامريكي وترسبات السياسية العراقية
- الربع الطافي من جبل التخريب
- 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية
- تحالفات التحاصص تزيد الجحيم للعراقيين
- التفاؤل المنكوب
- قانون المحافظات وصراع اطراف الاختلاف
- فقط من اجل شرف الحقيقة
- بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع
- هيئة النزاهة ومطالبة الخبرة الهندسية
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها
- يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية
- تداعيات الزمن العراقي المنكوب
- العنوان الأوضح للمرحلة الحالية
- العنوان الاوضح للمرحلة الحالية
- لكي لا تختلط الاوراق
- دوائر الوهم
- ورطة المشروع الوطني في متاهة القيادات العراقية
- البناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق
- ألبناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - التكافل الملغوم