أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - رحيل رجاء النقاش














المزيد.....

رحيل رجاء النقاش


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2192 - 2008 / 2 / 15 - 10:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مساء الجمعة الماضى اتصل بى صديقى الروائى الكبير بهاء طاهر... كان صوته مختنقا يغالب البكاء وهويقول: يؤسفنى أنى نذير شؤم، ..وأنى أنبئك بالأخبار السيئة... رجاء النقاش...البقيّة فى حياتك...... لا حول ولا قوة إلا بالله ... شهقت بالشهادة وكأنى أنا الذى يموت!! ،... إذن ها هى ذى شمس أخرى تنطفىء فى سمائنا التى يزحف إليها فى كل يوم مزيد من العتمة ... وهاهى ذى شجرة أخرى تجف فى أرضنا التى كادت أن تصبح بأكملها صحراء ... نصف قرن أوما يزيد قليلا من العطاء النادر الأصيل هو عمر مسيرة رجاء النقاش منذ أن تخرج من قسم اللغة العربية بكلية الآداب ـ جامعة القاهرة بُعَيد منتصف الخمسينات من القرن الماضى وإلى أن فارق الحياة يوم الثامن من فبراير هذا العام... عرفت اسم رجاء النقاش عندما بدأت أقرأ له فى مطلع الستينات من القرن الماضى وكنت إذ ذاك لم أزل طالبا طالبا بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية، وأذكر أن كتاباته فى ذلك الوقت كانت تثير بيننا ـ نحن الطلاب المهتمين بالسياسة والثقافة معا ، كانت تثيربيننا أصداء عميقة لا تقل شأنا عما تحدثه لدينا مقالات كبار الكتاب، وأذكر أنه عندما تجرأ رجاء النقاش على نقد بعض المواقف السياسية للأستاذ عباس محمود العقاد رد عليه الأستاذ الكبير على صفحات الأخبار ردا ناريا ضاريا مما جعلنا نحن الطلاب ننقسم إلى فريقين: أحدهما يدافع عن العقاد ويشتط فى الدفاع عنه والآخر يدافع عن هذا الصوت الجديد الصاعد: صوت رجاء النقاش ، وقد وجدوا فيه تعبيرا حقيقيا عن عصر جديد وعن فكر جديد، وقد كنت شخصيا واحدا من المنتمين إلى الفريق الثانى برغم أنى كنت إذ ذاك لا أزال من بين رواد الندوة التى كان يعقدها الأستاذ عباس العقاد بمنزله بمصر الجديدة ، وبرغم أن الأستاذ العقاد نفسه كان قدسبق له أن أثنى علىّ ثناء عاطرا فى يومياته التى كان ينشرها فى الأخبار بمناسبة سؤال وجهته إليه حينما كنت طالبا بالمرحلة الثانوية !!.. والحقيقة أن رجاء النقاش كان يمثل لنا فى ذلك الوقت موهبة حقيقية نابضة فى مجال الفكروالنقد لا تقل شأنا عن تلك المواهب التى أنجبتها مصر فى تلك الحقبة فى مجال الإبداع ذاته، .. وهى موهبة لم يقصر صاحبها قط فى دعمها وتسليحها بكل ما يستطيع تسليحها به من أسلحة الثقافة والمعرفة الواعية المتعمقة ، ...ومن خلال كتابات رجاء النقاش استطعنا أن نتعرف على مكونات العالم الشعرى لشعراء كبار مثل صلاح جاهين وأحمد عبدالمعطى حجازى وفيما بعد محمود درويش ، وفى مجال الرواية كان له الفضل فى تقديم عدد من الروائيين فى مقدمتهم الطيب صالح الذى هوبغير شك واحد من عباقرة الرواية العربية على مدى تاريخها كله ، وبوجه عام، فلعلنا لا نبالغ إذا قلنا إنه لا يوجد من بين النقاد المصريين فى القرن العشرين من يقارب رجاء النقاش فى حجم إضاءاته للقيم الأدبية الأصيلة سواء فى واقعنا أوفى تاريخنا الثقافى، وهوفى هذا يختلف عن الكثيرين من النقاد الذين يعانون من انفصال حاد بين معارفهم الأكاديمية المثقلة بالنظريات وبين قدرتهم العملية على تناول عمل معين وكشف ما فيه من مواطن القيمة والجمال وهى المهمة التى ظل ينهض بها رجاء النقاش طيلة حياته باقتدار كبير لم يدانه فيه أحد ، .. ولقد ظلت صلتى برجاء النقاش على مدى سنوات مجرد صلة قارىء بكاتب، ولم يقدر لى أن ألتقى به أو أن تعرف عليه إلا فى عام 1974 ، وعلى وجه التحديد بعدما أصدر كتابه " العقاد بين اليمين واليسار "، حيث كتبت إذ ذاك مقالا عنه فى مجلة :"الثقافة الأسبوعية"، مسجلا عليه بعض الملاحظات والتحفظات، ...بعدها أخبرنى أحد أصدقائى الذى كانت تربطهم صلة وثيقة برجاء النقاش أنه قد قرأ المقال وأنه يرغب فى التعرف على، ولما كنت أقيم فى حى المنيرة التى تقع فيها دار الهلال ، فقد سعيت إليه فى مكتبه حيث استقبلنى فى ترحاب شديد وحفاوة بالغة ودار بيننا حوار حار كان بداية لعلاقة وطيدة إذ انعقدت بينى وبينه منذ ذلك الوقت مودة عميقة لم تنقطع أواصرها حتى بعد أن تركت القاهرة وأقمت فى سوهاج وتباعدت بذلك لقاءاتنا الشخصية المباشرة، لكن اللقاء الفكرى ظل بيننا موصولا ومتصلا...رحم الله النقاش، وأطال عمر تلك البقية القليلة الباقية التى تذكرنا بأيام الإزدهار الثقافى .



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميون فى معرض الكتاب (2)
- لماذا سكت النهر؟
- احتجاب الشقيقة الكبرى!
- مقاطع غير ساخرة
- الجهل الرسمى أفضل !!!
- الديسمبريون
- نكتة الموسم
- عن رحيل الرؤساء
- عن الحسبة والمحتسبين
- حبس رموز الضمير
- أيها الكائن المتوحش
- موقعة توشكى
- التيس والمرآة
- البهائيون المصريون
- الغاسل والمغسول
- لماذا؟
- أولاد حارتنا
- عايدة بيرّاجا
- كلنا فى الهمّ!!
- عن اغتيال الفارس


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - رحيل رجاء النقاش