فقدان الجنس يؤدي إلى عمليات إرهابية

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 10:38
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

الإنسان لا يبحث في العوالم الخارجية عن أشياء هي أصلا موجودة في عالمه الداخلي, ولكنه يبحث عن أشياء غير متوفرة في عالمه الداخلي , فالجنس المفقود يحاول أن يبحث عنه الإنسان في عالم آخر غير عالمه وهو عالم الله المزعوم.
وفقدان الجنس يؤدي إلى عقدة نفسية يحاول صاحب تلك العقدة أن يعوض بها نقصه في العوالم الأخرى ولذلك يتعلق بالجنة التي تكون ممتلأة بالنساء الجميلات وأنهار من عسل وخمر , وكل هذه الأمور يفتقدها الإنسان العربي وبسبب فقدانه لها يلجأ للبحث عنها في العوالم الأخرى غير المعروفة إطلاقا .

وظاهرة تقديس الشهداء موجودة في كافة أرجاء الكرة الأرضية وهي فكرة إستغلها السياسيون من أجل بعث روح الحمية في المقاتلين الجنود من أجل الذود عن مصالحهم الإقتصادية , فتقديس الموت في سبيل الوطن والدين موجودة ليست في الإسلام فقط بل في كافة الشرائع السماوية وغير السماوية وهي ليست منزلة بل مخطط لها من قبل البشر الذين صاغوها ليستغلوا بها غباء الشباب المندفعين بحمية من أجل الحصول على النساء والخمر في جنة الله المفقودة .
ولو أن الجنس متوفر بشكل جيد وكبير في العراق وفلسطين لما سعا ألئك الشباب للبحث عنه في الأوهام السماوية .
ففقدان نشوة الحياة يؤدي بالعقل البشري إلى الخروج عن نطاقه المألوف والسباحة في عوالم الأوهام الفصامية ويتحول العقل إلى عقل مفصوم يفكر بإزدواجية من أجل أن يركب إمرأة حورية .

ومنذ أن ظهر سيجيموند فرويد وتحليلاته الجنسية منذ تلك اللحظة حتى اليوم مازلنا نتجاهلها حتى أن جامعات النمسا كانت تكره سيرة الدكتور فرويد ولا أريد هنا أن أدخل بتعريفات وفرويد للجنس والأحلام ولكنني أو التركيز على الكبت الجنسي (اللبيدو) فالكبت الجنسي العاطفي يؤدي إلى إحتمالين :
الإحتمال الأول : يتحول المعقد جنسيا إلى راهب عزوف وقنوع بسبب الإحباطات الجنسية الكبيرة بحقه الناتجة عن أساليب التربية الخاطئة للأطفال , ويتحول في الإحتمال الأول المعقد جنسيا إلى كره الجنس الآخر فإذا كانت المحبطة عاطفيا وجنسيا أنثى فإنها تتحول إلى كارة وعدوة للذكر المحرومة منه وإذا كان ذكرا فإنه يتحول إلى جنس معقد من النساء وبكلمة أخرى يكره كل واحد منهم الآخر .
والإحتمال الأول ضعيف جدا تدوله أما الإحتمال الثاني فإن المعقد جنسيا يتحول إلى بنظر نفسه إلى شخصية مثالية يطلب بها الجنس من العالم الآخر أقصد من جنة الله الضائعة .
وفي البلدان العربية يرى المعقد جنسيا أنه بإستطاعته أن يقدم روحه فداء لأهل دينه ويموت في سبيل دينه شهيدا عند الله وعندها سيجد الحوريات العين في الفردوس الأعلى .
وبهذا يقدم نفسه فريسة للسياسيين الذين يؤيدونه بنظريات هم أنفسهم غير مقتنعين بها ولو كانوا مقتنعون بها لقدموا أنفسهم قبل أن يقدم نفسه هو .
وهذا كله بسبب الإحباط النفسي والجنسي والعاطفي في الوطن العربي حيث يسعى الفاقدون للجنس إلى تقديم أرواحهم من أجل الحصول على جائزة الله لهم من نساء جميلات وحوريات عين لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات