إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 11:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
إضرابات في طور التهييء واستمرار الأسعار في الارتفاع ولم يعد الكثير من المغاربة يتمكنون من العيش بأسلوب يتناسب مع إنسانيتهم.
هذا هو حال الكثير من الناس.. زادت معاناتهم وتمددت، وطالت وأضحى حديثهم اليومي، في مقر العمل والمقهى والشارع والأسواق والمرافق العمومية المهترئة، وفي كل مكان عن صعوبة الحياة وفق تجليات العصر وتجدده.
وساهمت ظروف المعيشة القاسية كهذه التي عليها الكثير من المغاربة الآن في اتساع مساحات الإجرام والفقر، فقد كثرت في الآونة الأخيرة عمليات السطو على مال الغير وممتلكاته وعلميات السرقات بدافع الحاجة.. كيف لا ومئات آلاف الشباب يعيشون دوامة الفقر والتهميش؟
إن الجوع كافر كما يقال، وإن استمر الحال هو الحال، فما هو المآل؟
لكي تغطي السلطة على الفساد والنهب الكبيرين الممارس في الدوائر العليا من مراكز الدولة، فهي تطلق من حين لآخر العنان لمكافحة الفساد الصغير، وتنشر جيوشا من رجال الأمن والسلطة يتعقبون البسطاء والباعة المتجولين وضعاف المرتزقين الذين لا يجدون باب للدخل الحلال الشريف فيخترعون طرقا من الفساد الصغير.
إن الدخل القومي لو نجا من النهب والسرقة والتبذير والمحسوبية، يكفي المغاربة للعيش الكريم، لكن الفساد المستشري وعدم الاعتماد حد أدنى من العدالة الاجتماعية، يجعل ميزانية الدولة كالوعاء المثقوب لا يملؤه شيء.
وإذا كان الفقر ليس عيبا، فمن العيب أن يصبح الفقر عندنا هو أحد أشكال العقاب الممنهج أو يقصى النظيف لأنه لم يستطع الفاسدون احتماله.
إن السلطات عندنا اليوم جعلت للموظف والمستخدم سقفا محدودا وجامدا للدخل، وأضحى الآن قريبا من خط الفقر باعتبار أنه لم يعد يفي بالضروريات، وبالتالي أضحى الكثير منهم يتجاوزن هذا الخط عبر اعتماد سبيل اللجوء إلى ممارسة الفساد وإلا خفقوا في الربط بين الشهرين كما يقول الفرنكوفيون.
والحالة هذه لا زال الكثير من المغاربة سيما الشباب منهم يشعرون أنهم بلا أمل.. بلا قبعة تقيهم اللهيب المحرق للذاكرة اليومية المرّة، وحسب المثل الفرنسي طائرة سنونو واحد لا يكفي لقدوم الربيع، ولكننا نصدق من باب الوهم وإيهام النفس أننا قادمون إلى الربيع لكي نقوى على القبول أننا نحيا.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟