أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (2)














المزيد.....


بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (2)


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 11:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


السير مع الشاعر العبقرى عبدالرحمن الأبنودى، فى أى مكان فى مصر المحروسة، مغامرة غير مأمونة العواقب.. لأن الناس تتدافع نحوه وتتزاحم حوله وتتجاذب معه أطراف الحديث الذى لا ينتهى بسرعة فى العادة، فما بالك لو كنت برفقته فى الصعيد الجوانى، بل فى مسقط رأسه ومنطقة نفوذه التى لا يستطيع أحد ، كائناً من كان، أن ينازعه فيها أو ينافسه فى أى مجال، وليس فقط فى "جمهورية" الشعر التى يرأسها بطبيعة الحال.
ومع ذلك فإن صحبته لنا، أو بالأولى صحبتنا له، فى زيارة "مملكته"، قنا، التى ترعرعت فيها فاطمة إسماعيل وحراجى القط والغالبية العظمى من تلك الشخصيات المصرية الأصيلة التى ألهمت عبدالرحمن الأبنودى أروع الأشعار، أعطت رونقاً ساحراً لوجودنا فى هذا المكان الذى ظل محروماً لقرون من أبسط حقوق الإنسان، كما ظل مجهولاً، إلى حد بعيد، من باقى المصريين كما لو كان ينتمى إلى دولة أجنبية!
وعلى سبيل المثال فأن إسم "قنا"، عندما تلوكه ألسنة أبناء العاصمة القاهريين يقترن فى الأغلب الأعم بتداعيات تقليدية وشائعة عن "الصعايدة" مثل الفقر، والثأر، والتعصب، والتزمت، والعناد، والرءوس التى هى أصلب من الزلط وأحجار البازلت.
حتى المسئولين الذين تولوا زمام الأمور فى محافظات الصعيد الجوانى، ومنها قنا، ركزوا على مفردات اقتصادية محدودة ومحددة، وضيقة الأفق.
فلم نسمع – مثلاً – عن محافظ أدرك مغزى أنه يجلس على رأٍس اقليم تمثل فيه الثقافة كنزاً حقيقياً لا يقل أهمية عن الاقتصاد. فبلاد "الصعيد الجوانى" لم تكن فقط مهد فجر الضمير فى أوج ازدهار الحضارة المصرية القديمة، وإنما هى لا تزال فى وقتنا "مزرعة" الأدباء والمبدعين. ففى محافظة قنا وحدها ولد وترعرع أدباء ومبدعين رائعين منهم بهاء طاهر وعبدالرحمن الأبنودى وأمل دنقل وجمال الغيطانى ويحيى الطاهر عبدالله.. وطابور طويل من أهم الكتاب والأدباء والفنانين الذين أثروا وجدان الأمة المصرية بأسرها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. وكانت لفتة رائعة من الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى أن يأخذنا إلى قرية "القلعة" لنزور قبر الشاعر الراحل أمل دنقل، قبل أن نزور بلدته "أبنود" ليتفقد مع المحافظ مجدى أيوب مكتبتها الجديدة، ومركز تراث السيرة الهلالية الذى أخذ من عمر الأبنودى وجهده وعرقه سنوات طويلة، ويمكن أن يصبح مركز اشعاع عالمى للتراث الشعبى إذا ما لقى الدعم الكافى. وفى نفس الوقت حرص الأبنودى على أن يتابع مع المحافظ مشروع إنشاء قصر ثقافة بقرية القلعة تخليدا لذكرى أمل دنقل.
وبالمناسبة، وعلى هامش عزاء الكاتب والناقد والمفكر الكبير رجاء النقاش، التقيت بوزير الثقافة فاروق حسنى، الذى همس فى أذنى أنه سعيد بزيارتنا لهذه المراكز الثقافية، ووعد بافتتاحها رسمياً فى القريب العاجل.
وكان الملفت للنظر فى زيارة هذه القرى التى لا تزرع النخيل فقط، بل تنبت الشعراء والأدباء والمبدعين أيضاً، الحضور الطازج للفتاة الجديدة، المتعلمة تعليما عالياً، فى قرى ونجوع ظلت تنظر إلى المرأة كعورة لا مكان لها خارج جدران البيت.
ولم تكن هذه الصورة العصرية للفتاة الصعيدية الجديدة موجودة فى أبنود فقط، بل وجدناها كذلك فى نجع حمادى حيث استمتعنا بأداء فرقة موسيقى عربية، بنين وبنات، ووجدناها أيضاً فى قرية المحاميد النموذجية، المرشحة للقب أحسن قرية مصرية، ولعلها تستحق ذلك بالفعل. والطريف أن كل من يقابلك فى هذه القرية الجميلة يقول لك أنه قريب الكاتب والباحث المحترم الزميل ضياء رشوان الذى لا يستطيع أن ينافسه فى هذه الأنحاء سوى عبدالرحمن الأبنودى.
والعجيب أن إحدى القرى التابعة لقرية المحاميد إسمها الديموقراط .. فمن أين جاءت القرية الموجودة فى الصعيد الجوانى بهذا الأسم، وهل يمكن أن يكون أصل الديموقراطية نابعا من صعيد مصر وليس من أثينا الاغريقية؟!
لعل صديقنا ضياء رشوان يبحث هذه المسألة ويأتينا بالجواب الشافى.
وللحديث بقية.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنفاق الحكومى.. بين العقلاء والمجانين
- فى مجتمع غارق فى الحنين إلى الماضى ..رؤية مستقبلية لمصر
- .. إنها الفوضى -الخلاقة-
- حتى لا تضيع دماء شهدائنا .. هدراً
- الكونجرس الأمريكى أمس .. والبرلمان الأوروبى اليوم .. وماذا ب ...
- هدايا -بوش- من بنوك الخليج
- حدود -دريد لحام- .. وحواجز -شنجن-!
- الاقتصاد السياسى للعسكريتاريا الباكستانية
- ميزانية حرب
- سلام آخر زمن : إسرائيل ترفع قضية على مصر!
- -بطة- هناك .. و-أسد- هنا!
- يحدث فى مصر .. فقط
- قنبلة الأفكار المسمومة .. التى قتلت بينظير بوتو
- رغم أى شيء.. كل سنة وأنتم طيبون!
- -تشريع- الكونجرس و-أنفاق- ليفنى!
- أفيقوا.. البلد يغرق!
- أسئلة تحتاج إجابات قبل أن يحترق الوطن (2)
- أسئلة تحتاج إجابات قبل أن يحترق الوطن -1-
- باقة ورد علي ضريح فتحي عبدالفتاح
- عندما جلس رئيس الحكومة على مقعد الأقلية!


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (2)