|
الصحافة العربية قبل وبعد تأسيس قناة الجزيرة مالذي تغير؟؟؟؟
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 01:57
المحور:
مقابلات و حوارات
محمد نبيل قلم اغترابي بامتياز ، عابر للقارات ، منشغل بالسؤال الفلسفي ، متصوف في اكتشاف معنى ان يكون المرء صحفيا، ومندغم في الإيغال عميقا في أدغال الغموض الذي يقتنص المؤسسة الإعلامية في التباساتها ، بواقع ومستقبل العرب ، نستشف رحيق تجربته في مجال الصحافة والإبداع، مابين رسائل صقيعية ، ومقالات أدبية من عيار ثقيل ، من أفريقيا إلى أوروبا ثم آسيا، مابين المغرب الذي هاجر تدريس الفلسفة به ، إلى كندا قصد الدراسة والبحث العلمي ، مرورا ألمانيا محطته الثانية ، ثم موسكو ، وتحديدا قناة روسيا اليوم الفضائية محطته الوقوف الان ، ...أما مسيرة الترحال والفلسفة ، فما تزال مستمرة ... اقتنصنا لحظة ، حاورناه ، فكانت الورقة التالية . =عزيز باكوش=
بداية نود أن نسألك: الصحافة العربية قبل وبعد تأسيس قناة الجزيرة ، ما الذي تغير؟ سؤالك مثير و مهم، و يجدني في خضم كتابة مقال علمي حول الإعلام العربي ما قبل و ما بعد تأسيس قناة الجزيرة. مشروع الجزيرة الإعلامي لا يشكل لا قطيعة و لا استمرارية لنهضة إعلامية عربية مفترضة. الواقع الإعلامي الحالي يصفه الخبراء و المختصون بالهشاشة التي تعكس بداية البدايات . تاريخ الصحافة العربية ، تشكل من داخل حقل العمل السياسي و لغة الشعار . هذه المرحلة تبدو وكأنها انتهت، و أقصد شعارات القبلية و الحزبية و الوطنية والقومية. الصحافة ترعرعت في ظل هذا الواقع السياسي المتصف بالحماسة و الاحتقان . مرحلة لا يمكن تهميش تراكماتها التي تحققت على مستوى الممارسة التقنية الصحفية أساسا، لكنها ولَّدت ثقافة إعلامية تجعل من المهنية و علمية الممارسة الصحفية قضية في الدرجة الثانية . صحيح أنه في البلدان العربية ليس هناك استعداد بما فيه الكفاية لتقبل مثل هذا الجدل. وقبالة هذه الصورة القاتمة، هناك بوادر الآن لفتح هذا النقاش، و تأسيس صحافة و إعلام يخدم الجماهير التي تنتظر الخبر. أما التعليق فيظل فضاء لبناء الذات والمساهمة في تأسيس المجتمع الديموقراطي، و ليس ممارسة للدعاية والإيديولوجيا .
أعرف أن الإيديولوجيات مثلها مثل كالفأرة تدخل في كل ثقب الإعلام العربي، لكن مقاومتها و التعامل معها يتم عن طريق مهنية العمل الصحفي و الصرامة في وضع الحياد و الموضوعية نصب الأعين. لا أخفي أن المهمة صعبة في ظل الشروط الحالية، لكنها ممكنة و لو خلال العشرين سنة القادمة.
المهاجرون و المجلس الأعلى، واليسار المغربي..تجانس مرحلي أم ماذا؟؟
لقد سبق لي أن نشرت مقالا عن الهجرة و المهاجرين منذ بداية النقاش حول المجلس الأعلى، و قلت آنذاك ، أن تأسيس مجلس لا يستشير مع الطاقات المغربية الموجودة، لن يقدم شيئا للمهاجرين. سأحكي لك حكاية طريفة عن رد مسئول حكومي حول عن موضوع المهاجرين، عندما طرحت عليه السؤال: ـ هل تتوفرون عن بنك للمعلومات قبل تأسيس هذا المشروع الذي أطلقتم عليه اسم فينكم ؟ أجابني : ـ سنقوم بذلك مستقبلا، نحن ما زلنا في البداية!
الارتجالية هي تفكير و سلوك رافق كل الممارسة السياسية و الحكومية المغربية، و ما زال هذا السلوك هو المهيمن مع الأسف. استغربت كيف تواصل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان مثلا مع المهاجرين، حين أرسل لهم عدة أوراق و مطبوعات دون أن يوظف تلك المعلومات التي توصل بها. لا أريد الدخول في هذا النقاش الطويل الآن . باختصار ، أقول إن المهاجر المغربي في حاجة إلى مشروع متكامل ينقده من الضياع، وأعني بالضياع فقدان التوازن وعدم الانتماء لا إلى بلد المهجر و لا إلى بلد الأصول. المسالة أكبر من قضية هوية المهاجر و ثقافته و مصالحه المعنوية. الواقع كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، و يحتاج إلى وقفة علمية مسؤولة لتحديد مكامن الألم وإعادة الأمور إلى نصابها .
ما هو الجديد في أعمالك، بعد فتح السماوات الالكترونية...هل يمكن الحديث عن قيمة مضافة؟
نصوصي الإبداعية مستمرة . منكب حاليا على مشروع مجموعة قصصية سأنشرها قريبا في دار نشر سورية. هي فرصة للتواصل مجددا مع القارئ العربي عبر الكتاب الورقي إلى جانب تواصلي اليومي مع العديد من القراء و النقاد عبر الصحافة الإلكترونية التي قدمت فرصة جديدة للتفاعل و لو أن هدف التواصل الحقيقي ما زال صعب التحقق. إنها بداية ككل البدايات . الكتابة سواء ورقيا أو الكترونيا تمثل طريقة للتعبير، للتكوين، و لم لا وسيلة للعلاج من أمراض العالم التي حولت الإنسان إلى بضاعة. الكتابة هي محاورة مع الذات و تواصل مع الآخر و طاقة للتغيير لكن تغيير العقليات و النفوس . معضلة النشر داخل العالم العربي ، و الطبع بالعربية ، خارجه؟
في غياب القراءة و القراء و تزايد عدد الأميين في البلدان العربية و تكاثر أعداد الجهلة من بين المتعلمين؟يظل النشر الحقيقي موضوعه مؤجل إلى أجل غير مسمى !
تدعير الفن العربي عبر فضائيات خليجية أو عربية متخصصة، واستثمار الرأسمال النفطي في الدعارة الفنية..مارايك؟
الدعارة الثقافية منتشرة منذ عقود من الزمن في البلدان العربية، منذ تهجير ابن رشد وحرق كتبه و توقف العرب عن الإنتاج العلمي. البديل هو تغيير العقليات و ليس الأشخاص و الأحزاب و الحكومات و الشعارات الظرفية. لا تعتبرني متشائما، الوضع العربي من المحيط إلى الخليج أكثر من مخجل. ما تترجمه ألمانيا لوحدها و ما تنتجه أسبانيا يفوق بكثير مما تنتجه كل البلدان العربية مجتمعة من كتب و ترجمات.
الصحافة في المغرب..هل تنضج بما يكفي ؟
الصحافة المغربية عموما ، في مجملها غرقت في السياسوية و تصفية الحسابات و الدعاية ولو بطريقة لا شعورية . التراجع أصبح ملموسا و التقهقر في الشكل و المضمون لا يرقى إلى المستوى المطلوب . الوضع الحالي لا يقدم مؤشرات على تطور معين. الصحافة علم و ممارسة مهنية و ليست دعاية و تفريغ للحقد... لقد نشرت مؤخرا مقالا حول سؤال الصحافة، وقلت أن الصحافي في نهاية المطاف، شاهد على الأحداث ومؤرخ بصيغة الحاضر. لكن كيف تتحقق هذه الوظيفة السامية للفعل الصحفي ؟ عندما أقارن ما درسته في الجامعات الكندية حول الصحافة وتجربتي المتواضعة هناك، بواقع صحافة اليوم في المغرب، اكتشف أن ما زلنا أبعد من الوصول إلى عمق وجوهر الفعل الصحفي.
مراسل قناة روسيا اليوم الزميل محمد نبيل ، شكرا جزيلا لك . اعد الحوار : عزيز باكوش
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كالندى فوق أقاحي الصباح ..جديد الأكاديمية الجهوية للتربية وا
...
-
الكاتب المغربي عزيز باكوش في ضيافة المقهى الأدبي 12
-
الدكتور محمد الفتحي في حوار هام حول الحكامة في تدبير المشروع
...
-
العقيمان -قصة واقعية-
-
الشاعرة المغربية ثريا حمدون ترتاد فضاء نورانيا عبر شاهد العص
...
-
حراس مواقف السيارات نهارا وليلا ، مورد بشري خارج التغطية
-
4+4=16
-
-التنشئة- المغربية ترصد علاقة الفن والثقافة بالدماغ
-
ذبابة تهشم واقية بورش -قصة قصيرة-
-
جراحة على الهواء
-
الكاتب الصحفي المغربي حميد تهنية يجيب اليوم عن الاسئلة التسع
...
-
الصحفي والكاتب المغربي محمد الزعماري يجيب اليوم عن الاسئلة ا
...
-
الباحث في علوم التربية الاستاذ عبد العزيز قريش يجيب عن الاس
...
-
يجيب عنها اليوم الاستاذ والخبير الاعلامي المغربي يحيى اليحيا
...
-
الصحفي ومدير جريدة صوت البرنوصي علي مسعاد يجيب عن الاسئلة ال
...
-
الباحث في علوم التربية الأستاذ محمد الصدوقي يجيب عن الأسئلة
...
-
الاسئلة التسع يجيب عنها اليوم رئيس نادي الصحافة بتازة الصحاف
...
-
سوق اللحية
-
مؤسسة محمد السادس للتربية و التكوين تحتاج الى دفعة قوية حتى
...
-
محمد ابو مهدي حسني يجيب اليوم عن الاسئلة التسع
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|