أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو














المزيد.....

أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 02:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا ينكر أي ملاحظ لأحوال الرياضة المصرية ، ان هناك نهضة رياضية رسمية ، تشهدها الرياضات الرسمية في مصر في السنوات القليلة الماضية ، و ذلك على الكثير من الأصعدة الرياضية ، فبطولاتين كرويتين قاريتين متتاليتين ، إحداهما جرت مباراياتها خارج مصر ، ليست بالإنجاز الذي يخفى ، أما الإنجاز الأكبر ، فهي الميداليات الأوليمبية ، فبعد حالة العقم التي شهدتها مصر ، من بعد الميدالية الأوليمبية المصرية اليتيمة ، و الشهيرة ، لرشوان في الجودو ، في دورة عام 1984 ، حصلت مصر على على خمس ميداليات ، دفعة واحدة ، في دورة أثينا 2004 .

على إن هذه الإنتصارات الرسمية ، و إن أدخلت السرور على النفوس ، إلا أن ذلك السرور لا يجب أن يحجب الواقع ، و يمنع التعليق .

فالنظرة العقلانية البسيطة ، ستقودنا إلى لوحة بيانية في عقولنا ، يرتسم فيها خطين متقاطعين ، مختلفين في الإتجاهات ، خط الحال الإقتصادي - الإجتماعي ، و خط الإنجازات الرياضية الرسمية .

فإذا كان الخط الأخير منهما في صعود ، فإن الخط الأخر في نزول و إنهيار .

ميداليات أوليمبية ، و إنتصارات قارية ، على جانب ، و إنهيار إقتصادي ، و تدهور إجتماعي ، على الجانب الأخر .

ميداليات ذهبية ، يقابلها مزيد من الفقر و الجوع .

كؤوس ، و مسيرات فرح و إبتهاج ، يقابلها إنحطاط إجتماعي متسارع ، سببه الفقر المستشري كالسرطان في الجسد المصري .

إنني لا أطالب بإلغاء حالة الفرح ، لا ، لا أطلب ذلك ، و لكن لا أريد أن يصبح ذلك السرور خمرة ، يسقيها لنا النظام ، فيغيب بسببها العقل .

و العقل يقول بأن ما تشهده مصر ، مشابه لما شهدته أوروبا الشرقية ، قبل إنهيارها .

في الدورة الأوليمبية الأخيرة في عهد نظام تشاوتشيسكو ، دورة سيول 1988 ، حصلت رومانيا على المركز الثامن ، برصيد أربعة و عشرين ميدالية ، منها سبع ذهبيات ، و إحدى عشر فضية ، و ست برونزيات .

و في ديسمبر من العام التالي ، لهذا الإنجاز الرياضي الكبير ، و الذي لم يكن الأول ، في قائمة إنجازات نظام تشاوتشيسكو الرياضية ، كانت الثورة ، و كان إعدام تشاوتشيسكو و عقيلته .

لم تستطع الإنجازات الرياضية الضخمة ، المتتالية ، و التي كلها على مستويات عالمية و قارية رفيعة المستوى ، منع سقوط تشاوتشيسكو ، و إعدامه .

لأن الميداليات لم تسطع أن تخمد مطالب البطون الجائعة ، و لم تقدر على منع العقول من البحث عن الحل .

إذا كنا في مصر لا نعاني من مشكلة فراغ الأسواق من البضائع الغذائية ، و إذا كنا لا نعاني من قطع التيار الكهربائي في الساعة السادسة مساء ، بشكل يومي ، كما عانى الشعب الروماني في عهد تشاوتشيسكو ، كما أخبرني الذين عايشوا ذلك العصر ، فإننا نعاني من خواء الجيوب ، الذي هو أقسى أثراً على نفوس المحرومين .

البطولات الرياضية ، لا توفر سكناً لساكن مقبرة ، أو مقيم في مسكن بني بالصفيح و ألواح البلاستيك و الأخشاب ، المجموعة من القمامة ، و لا تسد جوع باحث عن طعام لأسرته في صندوق قمامة ، و لا تفرج عن فتاة قضي على أملها في أسرة و أطفال ، و لا تلهي متعطل عن مأساته .

البطولات الرياضية ، في دولة الفقر ، التي يصطلي شعب مصر بجمرها ، منذ ستة و عشرين عاماً ، ليست أكثر من مسكن وقتي ، محدود الأثر ، قصير الأمد ، و مفعولها ، كأي مسكن ، يضعف مع طول الإستخدام . سيلهونا ببعض الإنتصارات ، و لكن لن يكون ذلك لمدة طويلة ، و الثورة آتية ، لا ريب في ذلك .

و سيأتي الوقت الذي نحتفل فيه بإنتصارات أكبر ، و نحن أحرار ، مكتفين .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنما ينطق سعد الدين إبراهيم عن الهوى
- ابنة مارجريت تاتشر ربعها عربي ، و توماس جفرسون فينيقي ، فماذ ...
- طفل واحد لا يكفي
- على آل سعود الإعتذار لنا ، نحن أهل السنة
- لا لحصانة ديرتي وتر و المارينز في مصر
- علينا ألا ننغلق ، علينا ألا نكرر خطأنا زمن الإمبراطورية الرو ...
- الركلات و الهروات للضعفاء ، و للأقوياء ما أرادوا
- حان وقت إسقاط أسرة أبو جيمي ، و بدون ضوء أخضر من أمريكا
- هل من المحظور على المسلمين الترشيح لرئاسة الولايات المتحدة ا ...
- هل يعد ج. د. بوش الإيرانيين برئيس مثل أبو جيمي ؟
- لقد حطموا الذكاء المصري ، إنهم يريدونا عبيد
- لن نقف أمام تكايا آل مبارك
- مخاوفنا مبررة ، فالحرية الإقتصادية ليست مطلقة
- هكذا يجب التعامل مع آل مبارك
- نصب تذكاري لضحايا مذبحة المهندسين
- يعقوب صنوع أديب الحرية
- الأغنياء و المساتير أيضاً يثورون
- هم الذين كفروا و صدوكم عن المسجد الحرام
- لا يا بلد شامبليون، الحضارة المصرية لم تبن بالسحر
- يا راكب القارب، تعال نصنع أوروبا في مصر


المزيد.....




- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة
- روبوت -شبحي-بشري- يعرض قدراته العضلية في فيديو مذهل!
- دراسة حديثة تعيد إحياء نظرية -دُحضت سابقا- عن سبب التوحد
- المخاطر الخفية للاعتماد العاطفي على الروبوتات
- ماذا يعني أن ترفض الصين تزويد أمريكا بالمعادن الأرضية النادر ...
- حلف شمال الأطلسي يختار اتجاهًا جديدًا للمواجهة العسكرية مع ر ...
- عقب زيارته الأولى للدوحة.. الرئيس السوري يوجه رسالة محبة وتق ...
- الإدارة الأمريكية توافق على صفقة صواريخ -ستينغر- للمغرب بقيم ...
- عشرات الغارات الأميركية على مناطق عدة من اليمن


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو