أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فرات المهدي - تشكيل حكومة بعيدا عن المحاصصة ثامن المستحيلات














المزيد.....

تشكيل حكومة بعيدا عن المحاصصة ثامن المستحيلات


فرات المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 11:07
المحور: كتابات ساخرة
    


تداولت وسائل الأعلام،والمطابخ السياسية في العراق إنباء عن الاعتزام على تشكيل حكومة جديدة برئاسة المالكي بعيدا عن الحصص الطائفية وتسند إلى وزراء تكنوقراط أكفاء يتصفون بالنزاهة والإخلاص،لإنقاذ البلاد من الحالة المتردية التي وصل إليها بسبب الانتماء المعروف لهؤلاء الوزراء،واعتبار الوزارة ملكا للحزب أو الطائفة التي ينتمي إليها الوزير،وهذا الرأي على علاته بعيد عن التحقيق ولا يحضا بالمصداقية فالكتل البرلمانية التي لها حق منح الثقة للوزارة لا يمكن لها التنازل عن امتيازاتها بتخصيص وزراء من إتباعها،لأن القوة في العراق للسلطة التنفيذية التي بيدها الحل والعقد ولا يمكن لهذه الجهات التنازل عن سلطتها لأناس بعيدين عنها أو لا يسيرون ضمن توجهاتها،ولكن الظاهر ان الكتل الفاعلة تحاول من اجل إقصاء بعض الكتل غير المرغوب فيها او لا تسير بخطها من الوزارات وإسنادها لوزراء تابعين لها يأتمرون بأمرها،ثم من الذي يضمن استقلالية هذا الوزير او ذاك،او يثبت عدم تعاونه مع هذه الجهة أو تلك،أن مثل هذه الأدعاآت ضحك على الذقون،وتمرير لمخططات بعيدة المدى لا تصب في خدمة العراق،لأن البرلماني الحالي بتشكيلته الحالية لا يمكن له أنتاج حكومة قادرة على الوفاء بمستلزمات البلاد،لاستفحال التخندق الطائفي والعرقي بين أطرافها،واستفادة الكتل من سيطرتها على مفاصل الدولة ،واستغلالها لمصالحها الخاصة والحزبية والفئوية الضيقة،وإلا هل يصدق عاقل ان هذه الأحزاب تتنازل عن السلطة بهذه السهولة وتتخلى عن طموحاتها في التحكم والسيطرة لصالح جهات أخرى لا يمكن لها خدمتها وتمرير مخططاتها،وكيف لعاقل أن يتصور أن وزير النفط أو وزير المالية أو وزير التجارة يتركون وزاراتهم بما قيها من أموال طائلة لصالح تكنوقراط مستقلين بعيدين عن أي توجه سياسي،وهل لعاقل أن يتصور أن جهة ما تتنازل عن مكاسبها دون قوة رادعة تجبرها على التنازل.
أن الحالمين بحكومة تكنوقراط يناقضون مسيرة الحياة بهذه النظرة،فليس من السهل لمن ذاق حلاوة السلطة التنازل عنها لمجرد أفكار لا تخطر له ببال ،فالوطنية التي يتشدق بها الجميع لا توجد في قاموس المتنفذين هذه الأيام والجميع يحاول أن يبسط سلطته وإنهاء الآخر حتى أ، كان من حزبه أو طائفته أو قوميته أو دينه،ولا وجود لهذه الأفكار إلا في مخلية الطوباووين الذين يبنون قصورهم في الهواء،فالأحزاب الحاكمة هذه الأيام قد أحتجنت لأنفسها من الأموال والمكاسب والقوى المسلحة ما يجعلها قادرة على جعل الدماء تصل الى الركب،وليس في تفكيرهم التنازل عن امتيازاتهم التي أصبحت حقوق ثابتة برقاب العراقيين،وإذا كانت الدبابات الأمريكية قد أزاحت صدام حسين،فلا يمكن إزاحة هؤلاء الا بدبابات أقوى وأكثر فاعلية من تلك لأنهم استطاعوا في هذه الفترة القصيرة تثبيت مواقعهم،بما لهم من دعم ديني وعسكري،وهيمنة كاملة على القوى العسكرية العاملة في العراق،وأمسكوا بيد من حديد بكل مفاصل الدولة.
وحتى لو فرضنا جدلا وأجريت نقابات مبكرة،فأن القوى ذاتها ستأخذ طريقها الى مجلس النواب لأنها استطاعت أن تفرض وجودها في مفاصل الدولة ،وأحكمت تشكيل المفوضية على مقاسها،وهي قادرة على أجبار الناس بالتصويت لها أو تزوير الانتخابات بما لديهم من مليشيات وإسناد ديني من المرجعيات الدينية التي لا زالت تحتفظ ببريقها،لعدم وجود قوى فاعلة في الشارع تستطيع الوقوف بوجهها،وأن القوة سادتي هي المعيار الجماهيري في الاختيار لأن هذه القوى تستطيع شراء الأصوات بالمال والأغراء والتعيين والترغيب والترهيب،والجنان الموعودة والفتاوى في الوقت الذي لا تملك القوى الأخرى فضائية تستطيع من خلالها تثبت وجودها في الشارع،أو يستطيع أحد من غير هذه الكتل تعيين فراش في دائرة،وعلى المراهنين على الجماهير والمبادئ وما إلى ذلك من أمور القناعة بعد لا يؤثر من المقاعد لإكمال الديكور لا غير،حتى يقال أن الانتخابات نزيهة وهذه رغبات الجماهير,



#فرات_المهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية...أم ولاية الفقيه
- هل بهذه الطريقة يطبق نظام الأقاليم
- لمصلحة من هذا الدس الرخيص على الشيوعيين العراقيين


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فرات المهدي - تشكيل حكومة بعيدا عن المحاصصة ثامن المستحيلات