أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيلة بورزق - مصحة عقلية لكل عربي














المزيد.....

مصحة عقلية لكل عربي


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 11:26
المحور: كتابات ساخرة
    


التقينا صدفة في محطة القطار، للصدف في حياتي الكثير من الألق والدفء والأسئلة، كنت أتأبط صحيفة أمريكية وكان يحضن أكثر من كتاب، لم ألتقه منذ سنة تقريباً، بدا لي وجهه أنحف من أي وقت مضى، لقد قسَتْ عليه الغربة، أرغمته على تحمّل الحياة رغم صلابتها وجنونها، مددت يدي إليه لأصافحه وفي قلبي تمنيت لو أُقبِّله، شدِّ يدي إليه بقسوة المحب وضمني إليه.
قال: أينكِ؟
قلت: هنا وهناك، أشعر أنني في كلّ مكان.
قال: لقد دخلتُ مصحة نفسية منذ شهر، كدت أجنّ بعد الذي حدث لي.
قلت متلهفة: وماذا يمكن أن يحدث لطبيب ناجح مثلك؟
قال: ستصدمين لو قلت لك.
قلت: احكِ أرجوك.
قال بصوت مفجوع: بعت جميع ممتلكاتي هنا في أمريكا، وقررت العودة إلى الوطن وبدء حياة جديدة بين أحضانه، اشتغلت لمدة شهر واحد في الجامعة كأستاذ محاضر، ثم قررت فتح عيادة طبية خاصة وضعت فيها ثروتي كلها، وبعد مدة وجيزة وصلتني رسالة من المحكمة تقول إن العمارة التي اشتريتها تُعتبر ملكاً للدولة وعليّ إخلاؤها في ظرف أسبوع، لكنهم لم يمهلوني حتى نصف يوم وهدموا العمارة بما فيها في اليوم التالي..
الأقدار تفعل بنا ما تريد دائما وأبداً، وهي التي تمدّنا بتفاصيل المسرحية الحياتية التي ننغمس في حلوها ومرّها فاتحين لها قلوبنا أكثر من منطق العقل، ومندمجين في فوضاها حدّ التعب والحزن وأحياناً الانتحار .
من منا لم يفكر في الانتحار على طريقته، من منا لم يقرر الصمت عن الحياة يوماً؟؟.
الإنسان العربي هو الأكثر حزناً وهماً وانتحاراً في العالم، وهو الوحيد الذي لا يقدِّر خطورة ذلك على نفسه وعلى الأجيال اللاحقة، ربما لأننا لا نتقن البحث في الأسباب وإن كانت بسيطة في مجملها، وربما لأنّ حكامنا العرب عودونا على اختزال الحياة كلها في قطعة خبز، حتى أصبحت عقولنا مشلولة أمام إنجازات التكنولوجيا الرقمية، مات فينا الوعي أو ربما انتحر، واستيقظت أفواهنا الجائعة.
نحن مساكين بقدر كافر، نجيد التسكع في الأحلام باسم الحاجة، لم تعد لنا أهداف مقنعة للحياة، قد تكون فكرة إعدام جيل كامل من حكامنا العرب نقطة فعالة نستهدفها حتى لا تنقرض رغبتنا في الحياة، ونفتك بها قبل أن يغلبنا سلطان الحزن، وهو كفيل بحرق عراقة الإنسانية فينا، ألا توافقونني الرأي ولو بمرارة؟.
سأتحمل خصائص الضريبة وحيدة إن صمتم، سأكون كفيلة بذلك، وحينها سأضرب في جميع الجهات كمجنونة صدّقت نكتة التغيير في أوطان تتكالب فيها الأنفس على الصمت بدرجة جد انتحارية .
لم يجن صديقي من طعنة الوطن له، لكنّه قرر أن يخسره إلى الأبد، وقررت أنا تعليم أولادي أن الوطن هو الذات وأينما نجحت الذات هو ذاك الوطن






#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرغبة
- هنا الغربة
- سلطة المقروئية
- فضاء الكتابة
- هيلوين


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيلة بورزق - مصحة عقلية لكل عربي