أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - بلبل الجزيرة في أحضانِ السماءِ















المزيد.....

بلبل الجزيرة في أحضانِ السماءِ


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 678 - 2003 / 12 / 10 - 05:31
المحور: الادب والفن
    


إهداء: إلى روح الفنّان جان كارات
عبرَ بلبل الجزيرة موجات النسيم
انتعشتِ الروح 
     بين أحضانِ السماء
كم من الشموخِ رزعتَ
     فوق صدر المدائن
مغرّداً على إيقاعات القلبِ
     هفهفات السنابل
ملتقطاً من حبق اللحن
     أريجَ الغناء
مرنِّماً على مساحات العمر
      أعذب الأغاني
زارعاً في صدر الليالي
     أبهى أنواعِ اللقاء

رحلَ عنّا عابراً
     معارجَ الإرتقاء
تاركاً خلف شواطئِ الروحِ
غناءً يعانق اخضرار الصباح

غناءً يتهاطل فوق غربتنا
    مثل تواشيح البهاءِ

ترحلُ عنّا يا صديق المحبّة
يا صديقَ البحر
يا بسمةً منقوشة
     على وجهِ الهلالِ
تاركاً خلفكَ حنين المحبة
يتلألأ فوقَ معابرِ العمرِ
     مثل نجيمات الصباح

من هنا
     من سماوات الغربةِ
نسمعُ ألحانكَ الشجيّة
منسابة بين فضاء الروح
     كانسيابِ الماءِ الزلال
فيرتعشُ القلب
     من شدّةِ الأسى
     من اشتعالات الأنينِ

آهٍ ..
يرحلُ عندليب الأغنية المردليّة
بلبلُ الشمالِ
اخضرارُ المروجِ
شموخُ الجبالِ

صديقُ الوردِ
حبقُ السوسنِ
يزهو فوق أعلى التلال

نسغُ المحبّة ينمو
     في أعماقِ البحار

سربلت أغانيكَ
     مساءاتنا البعيدة
مضمِّخةً ليالينا
      بأريجِ النعناع الغافي
     فوق كثبان الرمالِ
تغرِّد في جبينِ الغربة أغانٍ
أبهى ما قيل
     في جموحاتِ الخيالِ

تسقي أغانيكَ عطشُ الصحارى
مرشرشاً فرحَ الطبيعة
     فوق بخورِ الحنان
عابراً شواطئ القلب
مخفِّفاً من رعونةِ الريح
غير عابئٍ
     من خشونة الأيام
     ولا من ضجر هذا الزمان
محلِّقاً في بحيرات المحبّة
ساطعاً مثل الباشق
     في أوجِ  تضاريس المكان

آهٍ .. يا أبا فادي
مَنْ يصدّقُ
أنَّ روحَكَ يا جان كارات
 تسبح الآن
     في هلاهيلِ الهدوء
     ومعابرِ الأمانِ؟

مَنْ يصدّق أن خمائل اللحن
ودّعتْ أبهى ما حملته
     أغصان البيلسان؟

الإنسان رحلةُ عطاءٍ
     فوق بساتين المحبّة
 تتراخى أغصانه رويداً رويداً
     بين معابرِ الشقاء
ثم يغفو بكل هدوءٍ
     بين جفونِ السماءِ

يأتي الإنسان إلى الحياة
فارشاً بسمة الروح
     على أكتاف الليل
ينهل من خيوط الشمس 
     بلسم الحياة
لا يراوده أنّه سيغفو يوماً
     بين تلافيف دكنة المساء

يشعُّ من وجنةِ العمر
     وهجاً من نكهة البهاء
الإنسانُ وميضُ فرحٍ
تنمو بينَ وريقات القلب
     كأنّها بتلات وردٍ
تنشد أعذبَ الأناشيدِ
ثم تسترخي بكلّ إنتشاءٍ
     فوق شطآنِ القصائد!

يتبرعمُ في وجنةِ الروح
أناشيدُ فرحٍ
     من لونِ الوفاءِ
تزدهي فوق بيدرِ الأغاني
     فوق دندنات
          هدير الشتاء

كم من الأغاني تناهَت
     إلى مسامعِ الروح
كم من الألحانِ تنامَت
بكلِّ إنتعاشٍ
     بين قلوبِ الألوف
 أذهلتنا من سكرةِ الوجدِ
     من نضرةِ الوجهِ الصبوحِ

كم من الليالي سهرنا
وفي شقوقِ الليلِ تهنا
كم من الكؤوسِ شربنا
وعلى إيقاعاتِ المحبّة عبرنا
 
مستمتعين حتّى الغرقِ
" بآخ آخ لمن ..
وَلِمني تشكي دردي .."

جاءني الخبر حارقاً
مثل شهقة نيزكٍ
حافراً في تجاعيدِ غربتي
     جراحاً غافية
     بين تلالِ الأنين

آهٍ .. يا غربتي
أين سأخبّيء أحزاني
آهاتي تترصرصُ
      مثل أقوى أقوى البنيان
قصائدي هائجة
تجمحُ
تحومُ حولي مثل الطوفان

تمتدُّ على مساحات المدى
تفورُ مثل البركان

يسمعُ الأحبّة في غرفةِ المحبّة
أغانيكَ المهفهفة
     على إيقاعاتِ الحنانِ
تتناثر ألحانها في أعماقِ الغربة
تنمو فوقَ زهورِ اللوتس
     تناغي أريجَ نيسانِ

يشهقُ أبو عبّود
فارشاً دمعته
     فوقَ بزوغِ الأحزانِ
دمعةُ أسى
تخرُّ فوق معابرِ وجداني

يتوهُ أبو يوسف
     بين ثلوجِ إسكندنافيا
يذرفُ دمعاً
أبهى من حبقِ الريحانِ

يجنُّ جنون سام
على مفارق هولندة
وتنساب دمعة ساخنة
 من مآقي بسيم
ثم يشهق أبو جبران
فارشاً على خدود الغربة
     نداوة الدموعِ
    أبهى من زهرِ الرمّانِ

تتورّم عيونُ النساء
     عيونُ الأصدقاء
     عيون الصديقات
     عيون الأطفالِ
     من أوجاعِ الخبر
يبكي أبو داني مثل غصنٍ
يتدلّى من خاصرة غربةٍ
مشلوحةٍ فوق وِهَادِ الأزمان
فيناجيه أبو فراس
من خلف البحار
وجعٌ ينمو في مهجةِ القلب

أبو كابي وأم كابي
غارقان في إنسيابِ الدمع
ابو ريتشارد
وسيموندة
ترتدي وشاحَ الحداد
وريتشي يذرف دمعاً
وكانّه فقد أبهى فرحةٍ
     على وجه الدنيا
 فتحنو الأمُّ على جراحِ الإنسان
ململمةً شظايا الحزن
ثمَّ تنثر باقات وردٍ
     أثناءَ تشييعِ الجثمانِ

ينوح الليلُ
تغرقُ إزابيل
     في أوجِ حدادها
لا تدري كيف تفرش
آهات القلبِ
     فوق بحيراتِ الأحزانِ
تناجي بيوتي
ولواعجُ القلبِ هاطلةُ
تهدرُ مثل بحرٍ
     فوق هفيفِ المرجانِ

شهقة حزنٍ من فادي
يتلوها أخرى من إزلا
ورنا تغرق في لجين الأحزان
آهٍ .. يا أم فادي
كيف ستودّعين غُصينَ العمر 
تنسابُ دموعكِ
     على وجنةِ الروح
     ثم تغفو فوق ندى السديمِ

أحبّتي
رحلةُ العمرِ نسمةٌ عابرة
ترفرف دوماً
     فوق شهيقِ الإنسانِ 
   
تعبر مايكا بوابات المدائن
تسمعُ أغنيتها المفضّلة
" أشلك في الغربة
الغربة هدّتك
كلّ يوم في موزع
أشني حالتك" 
تتساءل بحرقة موجعة
أيعقل أن تعبر روحكَ يا جان
     هلالات الغمام؟!

تسمع ربروبة الربروبات
     من أعماق الحزنِ حزناً
فتنضح مآقيها
     دموعاً حارقة
تخرُّ  مثل وميضِ الألحان!

غائصٌ في متاهات غربتي
أسمعُ صوتُكَ يتناهى
في صمتِ الليل
"تعمى عين اللي سار السبب
غربة ما كانت في بالي
ضاعوا الغوالي" ..
فأتوه في بحار الأشجانِ
وأحنّ مثل طفلٍ
يقتله الشوق
     إلى أغصانِ الدوالي!

آهٍ ..  يا وجعي المشحون
     بأكوامِ الأنين!
تدمعُ عينا كميل
     وهو يرنو
إلى مآقي صديقة الغربة
فيرى دمعة حزنٍ
تطفح فوق خدودِ سلام

أنْ يودّعكَ عزيز
وأنتَ في ديار الغربة
     غربةٌ مضاعفة
          مكعّبة الأحزان

أن تشهقَ النجوم
     من وطأةِ الرحيل
     من خشونةِ أوجاعِ الفراق
حالةٌ لا تنجو
     من تهدّجاتِ البكاء

أن تنمو غصّة
     في بيادر الروح
أن تندلعَ خيوطاً
     من وميضِ السماء
أن تهجرَ دمعتي
     مرافئ اللغات
أن يعبر حزني
     بآهاتٍ عميقة
     أوداج المساء
آهٍ .. يا غربتي الطويلة
كم من الآهات
     حتّى أمطر الضباب دمعاً
     فوق لجينِ الضياء!

بكوا الغوالي
باسل كرم
شهقةُ حزنٍ
     من لون الوفاء
بهيجة، أمل الآمال
دمعةُ شوقٍ
     تعبر ضفاف الأحبّة
فايز يعثر على رامي
ثم تكبر أوجاع الفراق

جينا وساندي
لانا، شذى ، دانييلا وماريّا
صديقات المودّة
رذاذاتٌ متطايرة
     من شهقاتِ الحنانِ
كابي ورامي وجوزيف
برّية القامشلي
بهنان وطوراني
رموز الطيبة
تسطعُ من بخور الشموعِ 
     من غربة هذا الزمانِ
    
آهٍ .. يا قلبي
من تلال معارج الغربة
دمعةُ الروح خرّت
     على وجنة ليليان
تعاظم الحزن
     فوق بيادر الأحبة
وتناثرت ورود الوداع
     فوق ضريح الإنسانِ

كم من الآهات
كم من الأوجاعِ
     حتّى تصدّعت
          خواصرَ الجبال
تهدّلت أقوى زوايا البنيانِ!

بيادر الروحِ ظمأى
ترتوي من ينابيع الغناء
     من صوتكَ الحنون
     من مواويلكَ الصادحة
مثل بلبلٍ يشدو
     في قباب الأفنانِ!

شموخٌ ساطعٌ
     فوق خدودِ البدر
     فوقَ شناشيلِ الضياء!
هل كنتَ تناجي أرواحنا
أم أنّكَ كنتَ تزرعُ بسمةً
أعبقَ
     من زهرَِ نيسان!

جان كارات
قبلةُ فرحٍ في جبين الأحبّةِ
بسمةُ وليدٍ مبلّلة بنداوةِ المطرِ
بتلاتُ زهرةٍ برّية
     غافية فوق سهول القامشلي
     فوق شمال العمرِ
فوق مرتفعات ديريك
فوق سهول قبور البيض
فوق مروج الحسكة
فوق تلال الدرباسيّة وتل كوجر
فوق عين ديوار
     على تخوم دجلاي
مروراً بعامودة وكل الأريافِ
     حتّى أقاصي الخابورِ

فوق رحاب الجزيرة
جزيرةُ الروح ِ
مساحات تنضح بالمحبّة
أملٌ ساطعٌ في جبهةِ الوليدِ
فادي كارات
باقةُ وردٍ تفوحُ مثل عبقِ الأبوّة
     مثل اخضرارِ الأغصانِ
تصدحُ بكلِّ عذوبةٍ
     أحلى أحلى الألحانِ!

أهمسُ لبيادرِ الروح
     بعد هذا الجموح
إلى جنانِ الخلدِ
يا جان
يا أبهى صوت ينمو
     في أعماقِ الوجدانِ!

ستوكهولم: 7 . 12 . 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 273 ـ 275
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 270 ـ 272
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 267 ـ 269
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 264 ـ 266
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 261 ـ 263
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 259 ـ 260
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 257 ـ 258
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 254 ـ 256
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 249 ـ 253
- مشاهد من الطفولة
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 244 ـ 248
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 241 ـ243
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 238 ـ 240
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 235 ـ 237
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 232 ـ 234
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 228 ـ 231
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 225 ـ 227
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 222 ـ 224
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 219 ـ 221
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 216 ـ 218


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - بلبل الجزيرة في أحضانِ السماءِ