عيد الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 2187 - 2008 / 2 / 10 - 10:04
المحور:
الادب والفن
1
ليس مدهشاً أنك غير جميل،
أنك قلم الرصاص الذي يمر فوق جسدي بهدوء
مانحاً بعض الظلال.
المدهش أنك تتركز هنا
حيث الألم بكثافة،
الدوامات التي لا تنقطع ولا يجف ماؤها
فوهة الغليان والأرق،
الأرض الهامدة التي لا تنتج سوى قصب أسود.
2
كم تساقطنا دون أن نلفت الانتباه
ولو التفتت إلينا العيون
فأي عزاء تهبه التفاتة
أي إصغاء سيصل
وسيحنو.
3
دون ألم،
دون نأمة،
دون حنين،
دون شجرات،
دون أنفاس طويلة تُحتبس
ننزع القميص عن حياتنا القصيرة
فلا نجد شيئاً.
4
أهذا أنتم؟
قذاراتكم وأشواقكم
عواطفكم الحصينة التي بليت من تقليبكم لها
أرواحكم الفائضة عن الحاجة.
... أهذا كل شيء؟
5
ما الذي يبقى؟
ما الذي يفيض؟
ما الذي يزيد عن الحاجة؟
ما الذي نحتاجه وبشدة؟
لمَ نتألم،
نخون،
و نمشي؟
لمَ نكون خفيفين،
قساة،
و.......بقايا.
6
نتلصص على أعضاء لا تخصنا،
نستخدم مشاعر تلقى في الطريق
لا يتبعنا أحد حين نشير إلى خفوتنا
ولا يبلغنا سوى هذا الضجيج لآلات غريبة
تنشيء المغيب.
7
أخاف أن أموت
أخاف أن أنتهي
أخاف أن يلمسني غريب
أخاف أن أتبعثر
أخاف أن يطأني التراب
أخاف أن تمشي علي الدقائق ببطء
أنا لحظة عابرة
أنا عتمة لا تبدأ ولا تنتهي.
8
دقيق
كطرف
حياة
نلمسها
بالكاد.
نخبيء أسرارها
نختبيء فيها.
دقيق
وجارح
يسكنه العابرون
بأصابعهم.
9
يطير في الهواء
لأنه طفولة عظامنا.
10
كائنات وحيدة
ومتشردة
تتلصص على رؤوسنا بخفة
الريش.
11
وكائنات أخرى
بخفة الرماد.
12
شاسعٌ
طويلٌ
تجري فيه أنهار
وتحلق حوريات
يرتدين الأسود.
13
يلتم
وينفرج،
...يتباعد،
.. يتشجر،
.. يخفت
ويطيش.
ليسرَح عنا فقط.
14
بهذه الهيئة
لأنه يكون ساهماً
ويتحدث مع نفسه.
15
براه الهواء
و
أنفاسنا صيرته طائراً عليلاً.
16
دقيق
ولا
يحدق.
ينغمر
في العالم
كله.
17
يغوص في رطوبة الجذور
يذهب
يختلط،
ويتشابك.
لا تميز نبرته العيون
ولم تذق ألوانه الاصابع
18
عابرٌ يقف في مدينة غريبة
ولا يتساءل.
ليس له يدين .
ولاتتبعه آثار.
19
ذاكرته لمساتٌ لا تخصه
وحده .
تعبره،
تتخلله
مع حشود لا تعرفه وهو يجهلها.
* *مقاطع من نص بعنوان( حشد)
* شاعر من (السعودية)
#عيد_الخميسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟