أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة : منع روايات محمد شكري تفتح الجدل من جديد :














المزيد.....


ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة : منع روايات محمد شكري تفتح الجدل من جديد :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة :
منع روايات محمد شكري تفتح الجدل من جديد :

أعاد القائمون على المعرض الدولي للكتابا بالقاهرة المصرية الجدل حول منع روايات الكاتب المغربي الراحل محمد شكري ، بحيث حطم المعرض الرقم القياسي في المدة التي لحقت روايات الكاتب المغربي فاقت ثلاثة عقود . لقد شكلت روايات وكتابات محمد شكري نقاشا حادا بين العديد من النقاد والكتاب العرب في كل البلاد العربية لأن هذه الكتابات عرف عنها جرأتها ودخولها عالم المحظورات في التعاطي مع الكتابة في عالمنا العربي . ورغم القناعة العميقة بضرورة إيجاد مساحة من الحرية للمبدع والكاتب لإنتاج كتب وروايات ودواوين تثري المكتبة العربية بها رفوفها الشبه فارغة نتيجة للعديد من الأمور الأخرى المتعلقة بسوق النشر والتوزيع وبمستوى القراءة في العالم العربي عماوما ، لكن مطالب احترام الحد الأدنى من الأخلاق في الإبداع والكتابة كانت بالمرصاد لمثل هذه الكتابات والإبداعات . وقد وجدت هذه المطالب قدرتها على التواجد القوي في مصر خاصة ، بحيث ظهرت توجهات تفرض نمطا معينا من الرؤى الفكرية والأدبية التي يجب أن يستحضرها أي كاتب أو مبدع ، ولم يسلم العديد من المفكرين والمبدعين من عقوبات واعتداءات معنوية ومادية جراء تجرئهم على تخطي هذه الخطوط المرسومة عليهم من طرف لوبي ديني قوي متمثل في الأزهريين وبعض أقطاب الحركات الإسلامية والسلفية في مصر . ونذكر كمثال هنا ما وقع للمفكر والكاتب اليساري والعلماني نصر حامد أبو زيد الذي تعرض للكثير من المضايقات تمثلت في مطالب بتصفيته وتطليق زوجته ، وأيضا ما وقع للأديب الكبير نجيب محفوظ في الاعتداء الشهير الذي أفقده القدرة على الكتابة بيديه لسنين طويلة .

إن القاريء لروايات وكتابات الراحل محمد شكري سيجد أن هذا الكاتب يسلك دربا وحيدا وواحدا في خطه الأدبي لا يكاد يخالفه في أغلب كتاباته . بحيث أن أغلب إبداعاته تنحو منحى نقديا لواقع مجتمعي مهمش ، بل يريد من خلال أدبه أن يفضح واقعا مجتمعيا غارقا في الفساد والشذوذ والأمراض الاجتماعية الكثيرة الموجودة فقط في مخيلته ، وكأن أي مجتمع عنده لا يمكنه أن يتميز بما يخالف رؤيته هذه . لقد كتب محمد شكري أغلب كتبه ورواياته في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ( ق . 20 ) ، وهذا القرن لم يكن يعرف كل هذه الأمور التي ذكرها محمد شكري ، بل كان قرنا مازالت المجتمعات العربية لا تقبل كل هذه الأمراض والتجاوزات الأخلاقية ، بل إن روايته ( سيرته ) " الخبز الحافي " والتي بعد قراءتها يحس المرء وكأنه يعيش في مجتمع غارق في كل هذا الدرن والفساد الأخلاقي والاجتماعي ، بل نقل لنا واقع أسرة مغربية ( أسرته هو ) من ستينيات القرن العشرين مفككة وغارقة في كل أنواع الرذيلة . وبهذا لا يمكننا أن نذهب معه في هذه الرؤية ، فحتى لو وجد شخص أو أكثر في أسرة ما فاسدا فهذا الأمر لا يمكنه أن ينطبق على جميع أفرادها .

إن كتابات محمد شكري تكاد تكون متشابهة في رؤيتها الأدبية للمجتمع المغربي المعروف بمحافظته المفرطة ، ولذلك نراه قد جنى على هذا المجتمع الذي ينتمي إليه هو ، وما عمله هذا المفرط في النقد اللاذع سوى فعل يريد من ورائه شيئا آخر قد ندخله ضمن طلب الشهرة والمال والجاه في عالم يبحث عن مثل هذه الخرجات وهذه الكتابات التي تضرب قيم المجتمع ودينه وأخلاق أفراده . ولقاريء روايات محمد شكري أن يتبين هذه الأمور ، وحقيقة فبعد قراءتي لأغلب رواياته وجدت أن محمد شكري لم يكن منصفا في رؤيته للمجتمع المغربي في زمان كان هذا الأخير مجتمعا محافظا ومتماسكا بين أفراده ، وحتى هذه الفلتات التي أتى بها وعلى ذكرها كانت قليلة جدا سرعان ما يتم التغلب عليها ، بل لا يستطيع الخارج عن الأخلاق والقيم المجتمعية والدينية أن يجهر بفعله وإلا حصد حقد الناس جميعا ، وبذلك يمكننا أن ندعي بأن الكاتب قد مارس الخيال في كتاباته أكثر من الحقيقة والنقد البناء لواقع مجتمعه .

ونمر إلى مسألة منع رواياته بمعرض الكتاب بالقاهرة لنقول بأن للقائمين على المعرض أن يروا ما يناسب رؤريتهم القيمية والثقافية والأخلاقية . وفي الحقيقة ورغم كرهي للمنع والحظر على الإبداع لكنني أجد نفسي هنا مضطرا إلى عذر القائمين على هذا المعرض ، بحيث أجد عذري له مبررا مادمت لا أحتمل بقاء رواية " الخبز الحافي " في مكتبتي الشخصية بمنزلي وتزيينها بها لأنها رواية لا ترقى إلى مستوى روايات كتاب مبتدئين تعالج قضايا حساسة ومهمة عوض الحديث عن الشذوذ والدعارة والعادة السرية .... وغيرها من الأمور التي تمرض العقل والقلب .

قد يقول البعض بأنني متزمت في رؤيتي هذه ، ولكن في الحقيقة لا أرى أن هناك تزمت في هذه الرؤية . فلا يعقل لهؤلاء أن يطالبوا بمقاطعة معرض تدنسه إسرائيل بحضورها فيه كمعرض باريس بفرنسا أو بمعرض تورينو بإيطاليا ، ولا يدعمون قرار معرض دولة عربية ( إسلامية ) تريد منع روايات فاسدة فارغة من أي إبداع وأدب حقيقي . ولا يمكن انتقاد رواية لكاتب شاذ كعبد الله الطايع المغربي وقبول روايات لمحمد شكري لا تختلف عن هذه الرواية في موضوعها ورؤية كاتبها . ومن هنا يمكننا تقبل هذا المنع وهذا القرار الذي اتخذته إدراة المعرض .



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :
- عندما يكتب العرب تاريخهم : شعر :
- التلميذ القروي وعلاقته بالمنظومة التربوية المغربية :
- الحكومة المشؤومة وديمقراطية الهمة :
- أبو تريكة يتفوق على حكامنا العرب :
- الأمية العربية ودور الحكومات :
- الجرائم الانتخابية في التشريع المغربي عند الأستاذ يوسف وهابي ...
- أهل الهوى :
- موت القراءة في زمن الكتاب :
- في حاجة إلى كاتب مقتدر :
- عندما يصبح بعض مثقفينا أبواقا للظلم :
- ثقافة المسؤولية السياسية :
- ثقافتنا السجينة :
- النقد الذاتي عند نخبنا المثقفة :
- التقدم عندهم والتخلف عندنا :
- العقل العربي من العقل الزراعي إلى العقل الصناعي :
- عن المؤسسة الدينية مرة أخرى : الأزهر نموذجا :
- لا تبخسوها حقها ...!! :
- الأزهر وقرارته الزائفة :
- ازدواجية في الشخصية


المزيد.....




- ياسمين عبدالعزيز بمسلسل -وتقابل حبيب- في رمضان
- ياسين أقطاي: تركيا والنظام السوري الجديد أكثر دراية بمحاربة ...
- السويد- الإفراج عن مشتبه بهم فى حادث مقتل حارق القرآن
- عمّان.. لا لتهجير الفلسطينيين
- ترمب: بلادنا ليست منخرطة في أحداث سوريا
- لماذا يصر ترمب على تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن؟
- كشف جرائم جنود أوكران بحق مدنيين بكورسك
- مئات اليمنيين يصلون على رئيس الجناح العسكري لحركة -حماس- بعد ...
- البيت الأبيض: واشنطن ستفرض رسوما جمركية إضافية على كندا والم ...
- مصر.. أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة : منع روايات محمد شكري تفتح الجدل من جديد :