أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل شيخ فرمان - منعوني من لقاء الوالي ...2... ؟














المزيد.....


منعوني من لقاء الوالي ...2... ؟


عادل شيخ فرمان

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 11:08
المحور: كتابات ساخرة
    


في مجلسنا وبينما كنا نقوم بالترتيبات اللازمة لإحياء إحدى الامسيات التي تعودنا أن نلقي الشعر فيها ونطرب أسماع المستمعين برنينه كما تعودنا أن نستمع الى الاغاني التي تمسح الاحزان من القلوب ،

وأن نمتع ناظرنا بتموجات الابدان الرقيقة في بحر الرقص الشرقي الذي تتفن فيه الفاتنات فيأسرن بذلك النظر ويحصرنه بين تموجات خصورهن ونضارة صدورهن ، في ذلك المجلس وفي تلك الاثناء دنى مني رجل مسن وهمس في أذني ليخبرني أنه ذاهب الى الحج غداً وأردف يسألني إن كنت أريد مرافقته الى مقصده فأومأت موافقاً وأضفت أن ذلك فريضة على كل انسان وأن من الواجب تأديتها علّ ذلك يمسح شيئاً من ذنوب حياته.وتابعنا سهرتنا ونحن نرتع نصيبنا من اللذات ومن الجمال فما أحسسنا بأنفسنا الا بعد أن قضت جلستنا وقبل أن يذهب كل الى سبيله ، شاهدت الشيخ المسن يقترب مني ليؤكد على موعد لقائنا في الغد فقلت له بأني لا أخالف إن وعدت وما دمت وعد أن أرافقك فسأكون في الانتظار في الموعد المحدد.أخبرته
بأني إن قلت شيئاً أفعله وإن قصدت أمراً لا أتراجع عنه مهما كانت الظروف ومهما تطلب الامر لأن التاريخ يحترم من يصنعه وأنا لا أحب أن يتحدث عني التاريخ بما لا يعجبني ولن أعطي له الفرصة ليتحدث عني بما يخالف مرادي وقبل أن أصافح الشيخ مودعاً أياه ومتمنياً له ليلة سعيدة قلت له بأني من سينتظره في الغد الباكر فاستغرب الشيخ من كلماتي وأفترقنا فذهب كل منا الى حيث يريد.
وعندما أقبل الصباح كنت أنتظر الشيخ المسن في المكان المتفق عليه وكم كانت دهشته كبيرة حين اكتشف بأني كنت قد أمضيت الدقائق في انتظاره فما كان منه الا ان القى التحية وباشرنا الطريق الى الحج.وفي الطريق تطرقنا الى أمور الحياة المتشعبة ثم دار الحديث عن الوالي فسألني الشيخ المسن عن رأيي به فتوقفت لبرهة وقلت له قبل أن اجيب على سؤالك احب ان اعرف رأيك فيه خاصة وانك قد قطعت في الحياة شوطاً طويلاً ولابد ان يكون لك في الناس رأي سديد ، فنظر الي واشار بيده الى السماء وقال بأن من يعطي لله حقه كما للعباد حقهم هم الفقراء ليس غيرهم وحين كان الوالي من بينهم كان يعرف الله أكثر منك وأكثر مني..! ثم فكر الشيخ ملياً وكأنه يجول بفكره في عوالم الحكمة وقال لو أنه أعطي الفرصة ليحكم فربما حكم ظلماً ولكنه عبر عن عدم رغبته في ذلك وتحسر قليلاً ثم سألني عن رأيي مجدداً فما ترددت في الاجابة وقلت بأني أكاد أراه المسيح في خلاصي فسكت لبرهة وقال لي لابد انك تحمل في قلبك هماً كبيراً فقلت هو كذلك ولكنني أحمل للوالي حلماً كبيراً ولكنني أخاف أن يفسره بغير تفسيره وأن يفسر الحلم على أنه كابوس وهذا ما أخشاه لأنني أريد له كل الخير وما يشدني اليه هو أنه أول والي فقير يحكم الولاية وأول والي يعرف معنى الجوع والعوز ومعنى البرد والعطش والاهم من هذا وذاك أن والده كان من شيوخ زمانه فما بخل على أولاده يوماً فأغدق عليهم من مناهله الحكمة والمعرفة والعلم ، وسألت الشيخ إن كان يشك في كلامي مؤكداً على كل كلمة بيد أني لم أقتنع بجوابه وسألته السؤال ذاته ولكن بصيغة مغايرة فأجابني بأن المال يغير الناس وأن الله لا يعطي الا لسبب ، فلا يعطي المال الا لسبب ولا يعطي السلطة الا لسبب والحكمة في ذلك عند الله وقال لي : هل رأيت غنياً يعمل الخير وهل رأيت حاكماً يحكم بالعدل..! إن تلك ارادة الله وما علينا الا ان نتعلم من هذه الحكمة.وبعدها تنهد الشيخ المسن وقال لي ها أنا اتجاوز الثمانين من عمري واعطيك زبدة ما تعلمته من الحياة ومن اخذته عن ابي وعن جدي فخذ مني وتعلم وعندما نظر الي ولاحظ هالة الكآبة على محياي ، ابتسم حينها وقال لي ربما تبتسم لك الحياة وتفتح لك ابوابها فالله يعطي لمن يشاء من عباده ووضع يده على كتفي وقال لي: انني ارى النور في عينيك واضاف قائلاً لو ان الله استجاب الى دعائي فسوف يحقق لك ما جئت تصبوا اليه..ورغم انني شعرت بالراحة لما قاله ولكن حديثه لم يغير في الامر شيئاً لأن ما أحمله في قلبي وما أريد ارسائه وتحقيقه والوصول اليه هو ما يريده كل من حولي وما يريده الله قبلنا جميعاً ولكن يبدوا ان لكل شيء حكمة فالى اين ستصل بي الحكمة يا ترى..؟
وهنا أقول للقارىء لنا لقاء ....



#عادل_شيخ_فرمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منعوني من لقاء الوالي ..1..؟
- أمازالت الديمقراطية كما كانت بالامس..؟
- تركيا تستعرض عضلاتها ..والبقية يتفرجون!!!
- المصالحة الوطنية ..من أين تبتدأ ؟
- على العراق السلام
- هل ستبقى سنجار تحت رحمة الحكومة ام مطرقة الاخرين ؟؟؟
- حوار طهراني / عادل شيخ فرمان


المزيد.....




- هل تفقد أفلام جيمس بوند هويتها البريطانية؟ بروسنان يعلق على ...
- الكاتبة والصحافية العراقية أسماء محمد مصطفى تقيم أول معرض فن ...
- مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي ...
- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
- بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف ...
- الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي ...
- تعزية في وفاة الفنانة الكبيرة نعيمة سميح
- تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في -تحت سابع أرض-
- وفاة المطربة المغربية الشهيرة نعيمة سميح


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل شيخ فرمان - منعوني من لقاء الوالي ...2... ؟