أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - مجلس الدكتور سرور














المزيد.....

مجلس الدكتور سرور


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


طالما لفت انتباهي أداء الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، وهو يلعب دور البرلماني المحنك والقانوني الجهبذ الذي يتصدى للدفاع عن الحكومة في مختلف المسائل الحرجة بخطاب، إن لم يكن مقنعا في أغلب الحالات، يتميز بالتماسك من ناحية الشكل، وينطوي على ألغام سياسية أو فراغ يرقى إلى مستوى اللامعنى واللامعقول من ناحية المضمون.

ولكن يبدو أن أدوات الرجل قد شاخت أو أنها لم تعد بالمرونة الكافية حتى أنه في الآونة الأخيرة مال إلى استخدام الأساليب البيروقراطية وحدها في مواجهة المسائل المحرجة للحكومة من قبيل التصويت على إغلاق باب المناقشة أو تأجيل النظر في بعض القضايا وطلبات الإحاطة والانتقال إلى جدول الأعمال … إلخ. صحيح أن هذه الأدوات البيروقراطية لم تغب يوما عن جعبة رئيس مجلس الشعب منذ تولى مهام منصبه وحتى الآن، ولكن الحادثة الأخيرة المتعلقة بمطالبة بعض النواب بوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل – خاصة وأنها تحاصر الفلسطينيين وتسببت في أزمة حادة على الحدود المصرية مع قطاع غزة – كشفت عن الطبيعة الحقيقية للبرلمان المصري على عكس ما يرغب الدكتور سرور.

والحادثة كما روتها جريدة المصري اليوم في عددها الصادر يوم الخميس الماضي تتمثل في رفض الدكتور فتحي سرور مناقشة مطالبة نواب الإخوان لوزير البترول سامح فهمي بوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل عندما أعلن النائب سيد عسكر اعتراضه على استمرار إمداد إسرائيل بالغاز في ظل الحصار المفروض على غزة، وانتقد الدكتور محمد البلتاجي تصدير الغاز لإسرائيل بأقل من الأسعار العالمية ووصف الدكتور حمدي حسن إمداد إسرائيل بالغاز المصري بأنه جريمة. والمفاجأة كانت في رد الدكتور سرور على ذلك كله قائلا أن تصدير الغاز إلى إسرائيل موضوع سياسي وليس معروضا للمناقشة على المجلس!

ماهو دور المجلس إذن إذا لم يكن مناقشة الموضوعات السياسية؟ الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصري يعرفون تماما أن مجلس الشعب لا يلعب إلا دورا مسرحيا في تراجيكوميديا النظام السياسي المصري. لكن الحكومة تصر على أن مصر دولة مؤسسات، وأنها تمتلك جميع المؤسسات التي تميز الديمقراطية الحديثة من برلمان، وقضاء مستقل، وحكومة وصحافة وجمعيات أهلية ونقابات وأحزاب سياسية. والغالبية العظمى من أبناء الشعب المصري يعرفون أيضا أن كل هذه المؤسسات قائمة فعلا ولكنها أشكال بلا محتوى، وهياكل من ورق لا أساس لها ولا عمد.

كان رئيس مجلس الشعب محقا عندما أخطأ وقال إن مسألة تصدير الغاز إلى إسرائيل مسألة سياسية لا يختص بها مجلس الشعب الذي يقتصر دوره واختصاصه على استكمال الديكور الديمقراطي لنظام مستبد في جوهره، تماما كما كان رئيس الوزراء أحمد نظيف محقا عندما أخطأ واعترف ضمنيا أن النظام السياسي المصري بعيد عن الديمقراطية وإن كان ذلك في سياق تبرير الاستبداد بقوله إن الشعب المصري لم ينضج بعد لتطبيق الديمقراطية.

الشعب المصري ليس غائبا عن هذه الحقائق التي يعترف بها المسئولون سهوا، ومع ذلك فإنني أعتقد أن من حق هذا الشعب أن يعرف من هو المسئول عن هذه الأمور السياسية التي لا تطرح على مجلس الشعب. من الذي يتخذ القرار فيها؟ وما هي مرجعيته في اتخاذ تلك القرارات؟ وهل يحق له أن يتخذ قرارا باسم الشعب المصري ترفضه أغلبية هذا الشعب؟ أم أنه يعيش في بقعة أخرى لا هي في السماء ولا في الأرض فلا يستطيع أن يدرك المشاعر الحقيقية والرغبة الحقيقية والمصلحة الحقيقية للشعب الذي يقرر باسمه؟ ربما يأتي اليوم ويفتينا الدكتور سرور بأن هذه الأسئلة أمور إلهية لا يجوز لنا طرحها، أو حتى مجرد التفكير فيها. ولكننا بالتأكيد سوف نستمر في طرحها ولن نتوقف عن التفكير فيها.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلفطة
- النظام والفوضى في مجتمع مقهور
- أوهام الأرقام وحقائق الواقع
- الإصلاح السياسي ورقص الصالونات والفنادق الفاخرة
- نقابة للصحفيين أم جهة إدارية
- نقابة الصحفيين تتحول لجهة إدارية تعاقب الصحفيين على سلوك الإ ...
- الصادرات المصرية حصان خاسر في سباق التنمية
- الانتخابات البرلمانية 2005: فزع السلطة وفزاعة الإخوان المسلم ...
- الاشتراكيون الثوريون تحالفوا مع الإخوان … يا لهوي!
- أزمة النظام الحاكم في مصر واحتمالات الانتفاضة - 1
- العمل المشترك بين اليسار مشروط بوحدة الرؤيا والهدف
- لن يموت فينا الأمل … ولكن!
- خرافة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الحكومات المستبدة
- كفاية ظاهرة إعلامية وخطابها مسخرة، وأسعد التعيس سعيد باغتراب ...
- كفاية – دجل الرؤية الذاتية للتغيير وجدل الواقع
- الوجه الآخر للحرب الأنجلو-أمريكية ضد العراق وأفغانستان
- عام على الاحتلال الأمريكي للعراق نهاية الحرب الباردة والإمبر ...
- رسالة سندباد اليانكي – أيها الراعي، لابد أن تنسى
- الأزمة في هايتي وخرافة الديمقراطية الأمريكية في العراق - تصح ...
- أوهام وحقائق مشروع الشرق الأوسط الكبير


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - مجلس الدكتور سرور