أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فادي نصار - حتى تغسل الدماء الشوارع














المزيد.....

حتى تغسل الدماء الشوارع


فادي نصار

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 08:06
المحور: كتابات ساخرة
    


عرض التلفزيون التشيلي يوم الاحد الماضي فيلما وثائقيا عن عمل قوات الامم المتحدة في جمهورية هايتي وبضمنها الوحدة العسكرية التشيلانية ,
وتشكل هايتي هذه مع جمهورية الدومنيكان جزيرة واحدة تبعد عن كوبا بمقدار ماتبعد كوبا نفسها عن الولايات المتحدة الامريكية وهي تستعمر حاليا من الولايات المتحدة الامريكية هايتي ولكن تحت غطاء دولي مستعار من الامم المتحدة وقوات حفظ السلام ذلك بعد ان كانت تلك البلاد مستعمرة فرنسية وقبل ذلك اسبانية .
في البرنامج ذاته تحدث ضابط تشيلي برتبةعقيد يعمل في هايتي عن الفقر والمجاعة والجريمة والتشرد والحرمان الذي تعاني منه شبه الجزيرة ودار بعد ذلك حديث بينه وبين طفل لم يبلغ بعد الحادية عشر من العمر الا انه يتحدث خمسة لغات وذلك دون ان يذهب الى المدرسة ولو ليوم واحد ,كيف؟
الامر بسيط هنا, فالحاجة ام الاختراع ولضرورة التواصل مع الجنود من مختلف الجنسيات طلبا للغذاء والادوية وجب على طفولة ذلك البلد ان تكون ادهى من الشيطان ذاته محكاة منها للجوع والمرض .
ويضيف الضابط ذاته انهم في الوحدة الطبية التشيلانية قد عاينو مرضى لم يتناولو الطعام منذ خمسة ايام خلت وذلك لسبب بسيط الا وهو عدم وجودأي شيء يأكلونه.
كان الضابط كلما توقف الضابط قليلا عن الحديث تداهمه دمعة حنونة لم اعتد على رؤيتها في عيون العسكريون الأخرون.
ويتابع الحديث قائلا لقد رأينا بأم اعيننا اباء يرمون اولادهم في الزبالة وللعلم فقط اكد ذلك الضابط ان 60%من مجموع الشبيبة في هايتي مصابون بالآيدز و90% يعيشون تحت خط الفقر فيما الاخرون يعملون ليأكلون فقط وأن الحالة الصحية والانسانية في ذلك البلد هي أسوء مما هي عليه في افقر البلدان الآفريقية ......
أخيرا تسأل الضابط وأنا تسألت معه . اذا كانت هايتي لاتبعد عن واشنطن عاصمة الديمقراطية والسلام والحب سوى القليل من الكيلومترات لماذا تتحمل جيوش السيد بوش وبيته الابيض الناصع مشقة السفر الى بلاد العربان لنشر ديمقراطيتهم ومحبتهم؟
محبتهم التي حصدت حتى اليوم مليون عراقي وماتزال تحصد اطفالا ابرياء في عزة. محبتهم التي ربت ثعالب الخيانة الذين دمرو الحياة اللبنانية وحولو لبنان من سويسرا العرب الى سيرك للطائفية .هل ياترى هل انهى قراصنة البيض الحنون مهمتهم في نشر السلام والعدل والرخاء في هايتي الان وقد جاء دور الامم الاخرى ؟ ربما. السؤال الاخر الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن لبلد ان يساعد في
اعمار بلد اخر فيما تزال ولاية من ولاياته(نيواورليانز)ترزح تحت الدمار الذي سببه الملعون اعصار كاترينا.
كيف يمكن ان تقدم المساعدات لشعب قتلت منه مليون نسمة في اربعة اعوام,كيف يمكن ان تدعم وتساعد شعوب بعيدة عنها الاف الكيلومترات بعيدة عنها سياسيا وثقافياوحضاريا وهي الان تطرد المللايين من اسيويين ولاتينيين وهؤلاء هم من بنى نصف الولايات المتحدة بسواعدهم وأجورهم المتدنية.كيف يمكن لبلد لوث الكوكب كله وأحدث في الكون ثقب يستحيل أن يأتي ضرر لامم الارض اكثر مما سيجلبه الثقب الاوزوني كيف لذلك البلد ان يساعد شعوب اخرى مغلوب على امرها ,بلد يسلح الهاغانا والسافاك والموساد ,بلد لايكل ولايمل في صناعة الحقد على شعبه ذاته ويميز بين السود في هارلم ومعهم الرعاة في كارولينيا الجنوبية عن البيض في واشنطن ونيويورك ,بلد يستخدم الكنيسة لقتل المسيحيون ذاتهم ويربي اجيال من المتعصبين دينيا كاسامة بن لادن وغيره كي يستخدمه كذريعة لاستعمار دولا وبلدانا ونهب ثرواتها.
في مثال اقرب الى البيت الابيض وفي وقاحة تعتبر طواحين الاعلام الغربي سباقة فيها وعندما اعلن رسميا العام الفائت عن مرض الزعيم الكوبي فيديل كاسترو دفعت السي اي اي مجموعة من الكوبيين في ميامي هم بالاصل ماجورين لها منذ زمن ليس بقصير,دفعتهم الى الشوارع للاحتفال بمرض هذا العجوز الماركسي وبدات محطات التلفزة بالبث المباشر للحدث والمضحك في الامر انهم كلهم يزين صدورهم صليب المسيح رسول المحبة الا انهم اعلنو وجهارا انهم يتمنون ان يموت كاسترو في ذلك اليوم ,نعم لقد بينو انهم سذج لانهم عشرات من اصل الاف ولانهم ليسو بالمسيحية الحقيقية بشيء ,اورد هذا الحدث وانا احترم فيديل واقدره واعلم تماما ان هناك من بين الالاف الكوبية الموجودة في الولايات المتحدة هناك ناس ظلمتهم قيادة الثورة ولن اقول الثورة لان الافكار برأي لاتظلم أحد وان ظلمت تظلم معتنقيها,والحقيقة ان السيد كاسترو يجب ان يتخلى عن هذا المنصب وجميعنا يعلم انه سيحتفظ بمكانة كبيرة في قلوب الملايين .
اتركوا يارفاق المناصب والكراسي , فالشعوب تحبكم, ولكن تريد التجديد, تريد للثورة ان تستمر فهم سقوها بدمائهم ,عندما تنحى جورج مارشيه من قيادة الشيوعي الفرنسي وجورج حبش من قيادة الجبهة الشعبية لم يخسرو من الكبرياء شيء على العكس اقول ذلك وهي دعوة لقادة الاحزاب اليسارية في العالم عموم وفي الوطن العربي خصوصا لانني اعلم ان دعوتي هذه لن تصل الى اذن حاكم ولاني كلي ثقة ان القصة بالنسبة لبعض الحكومات العربية هي كالفالج لاتعالج.
العالم اليوم يشبه فيما يشبه العالم في فيلم قراصنة الكاريبي حيث كل شيء متوحش والشمس تشرق باهتة حزينة والقوي ياكل الضعيف والوحوش تركض وراء الوحوش والنهب والتشريد والقتل امور اقل من عادية عالم غريب تحكم اهله المصالح والشعوب المغلوبة قابعة في ثلاجات الحضارات لاحراك حتى تغسل الدماء الشوارع .عالم خيالي بكل معنى الكلمة كعالم ديزني باشا حيث الابقار تفكر وتتكلم بالسياسة والحمير لها برلمان والتماسيح تبيع الاطفال والنساء تبيع الادوية للمعالجة من مرض المحبة , فيما السيد خنزير عنده من الجيوش مايكسر العين والنظر, عالم فيه الببغاوات تدير شركات عابرة حارقة للقارات والكائنات والطبيعة ,والمصائب كلها على النحل العامل المجتهد لبناء حلاوة تمكننا من تحمل مرارة هذا الكون.النحل الذي يولد ويموت وهويحلم بان يطير في افق ارحب وانقى واجمل أفق ملؤه الحرية والنور.



#فادي_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم لا أملك أحداً
- السلام عليك
- رسائل شتوية
- عالم مختل
- لاحمد الوريد المترع محبة للوطن
- دعوة مفتوحة للشباب
- النيبال.. بلاد الملوك الغادرين
- درس غير ديمقراطي
- بوح سوري بالحب


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فادي نصار - حتى تغسل الدماء الشوارع