|
أخيراً بدأت أفهم !!
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:26
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
التقيتها مصادفة، امرأة تتميز بالرقة والجمال، وعيون تشوبها الحذر، تأملت ملامحها الداخلية التي أحسست بها وهي تقول لي: أقرأ لك دوما! يا لهذه المرأة التي يسكنها الحزن، رغم ما تبدو عليه من رقة وجمال وأناقة.. جلست بجانبي متسائلة: هل أقول حكايتي.. شجعتها مجيبة.. كلي آذان صاغية، فاسترسلت في الحديث.. حكايتي يا عزيزتي يحيط بها قهر المقربين اناثا وذكورا كلهم يطوقني ويخنقني وحكم عليّ بالاعدام.. وان لم يقتلوا جسدي فقد قتلوا روحي وكل معالم الفرح من داخلي.. كنت طفلة لم أتعد السادسة من عمري حين أخذ خالي (شقيق امي) بالتحرش الجنسي.. كان يداعب جسدي بيد وهو يناولني قطعة الشوكولاته التي أحبها بيد اخرى، يلعب بشعري ويقبلني بصورة لا أفهمها.. لكني رغم سنوات عمري الصغيرة كنت أشعر انه يغتنم فرصة عدم وجود أحد في البيت.. تكررت محاولاته معي حتى بدأ ينزع عنه ثيابه ويجردني من ثيابي.. حين سألته لماذا تفعل ذلك، امي لا تقبل.. حذرني من أن أقول لاي أحد وان ما يفعله مجرد لعبة.. كنت لا افهم شيئا مطلقا وهو يعبث في كل انحاء جسدي الصغير لتدخل والدتي علينا فجأة، تصرخ في البداية ثم تخرس صرختها وتنهال عليّ ضربا بينما الخال الشهم يخرج مذعورا.. تكورت على نفسي وأنا لا اعرف لماذا تضربني امي كل هذا الضرب.. ولماذا لا تضرب خالي إلا انه هرب.. اسئلة كثيرة متلاحقة تسألني (دون أن أفهم) أخذت تفحص فحصا دقيقا لكل زوايا الجسد وأنا لا أفهم.. صرخت من الالم (دون أن أفهم) بكيت كثيرا ولم أفهم. كان بودي ان أفهم ما الذي حصل ولماذا، ولم تستطع عينا امي ان تغفل عني.. كلما كبرت وازددت انوثة وجمالاً ومن بين الايام الممتدة في شريط عمري كانت بين فترة واخرى تعيد الى خاطري تلك الذكرى الاليمة وكنت ما زلت ببراءة اسألها لماذا ضربتني بهذه القسوة ولم تضربي خالي ولم تكن تجيب. حقدت عليها وعلى شقيقها وأنا أراها تأخذه بالاحضان حين تستقبله وهو عائد من السفر أو حين تزوج.. كنت الوحيدة التي أشعر ضده بالاحتقان وارفض هداياه وانا أراه يزورنا مع زوجته ويداعبني (هذه المرة) بحنان الخال قائلا: اصبحت امرأة جميلة حظ من سيتزوجك. في المرحلة الاعدادية بدأت أفهم بعضاً من خيالات حكايتي وأفهم سر غضب امي وخالتي.. لكن لم أفهم سر عقابي وحدي؟! كثيرون خطبوني لكن امي كانت تجد حججا كثيرة لمنع زواجي كنت أسمعها تردد وهي تتقصد أن أسمعها (الله يستر من الفضيحة) ولم أكن أفهم ما معنى الفضيحة لو تزوجت؟! لكن حين طلبني للزواج أحد الشباب المميزين جدا من وجهة نظر والدي أصرّ والدي على الموافقة ورغم الفارق الثقافي بيني وبينه إلا ان والدي كان لا يرى في هذا عيبا فالعريس ابن عشيرة غنية وفلوسه تغطي كل عيوبه.. لكني حين رأيته وهو ينظر اليّ بعيون منهمة تخيلت انني لمحت عيون خالي فخفت ورجوت امي ان تعلن رفضي لهذا الزواج لكن والدي رفض والغريب في الامر ان خالي كان احد المشجعين لاتمام الزفاف وأكثر الناس تقول انه رجل مناسب والمسألة (ليست بكيف البنت)!! منذ اللحظات الاولى للزواج وأنا أشعر بالنفور وتوجيهات امي تملأ رأسي بأشياء كنت لا أريد تصديقها أو أفهمها، كانت خائفة على شقيقها اكثر مني.. لم يكن زواجا صدقيني كان اغتصابا وحتى لا اكون ظالمة يبدو انني كنت السبب في أن يغتصبني عريسي في ليلة الزفاف. لم أشعر بالتحول من حياة الرعب في داخلي الى حياة الطمأنينة كنت كلما اقترب زوجي مني أشعر ان امي وراء الباب ستدخل وتوجعني ضربا.. لم أفهم ولم أكن أريد أن أفهم تقوقعت على ذاتي وحاولت أن أمتنع في ان أكون تلك الزوجة التي يريدها الزوج ويبدو انه كان (ساديا) فلجأ الى ضربي ضربا مبرحا ليأخذ حقه مني. بعد شهور قليلة اخذ الجميع يطالبونني بالانجاب ويتساءلون عن عدم حدوث الحمل، وبدأ التقول بأشكال سريالية عجيبة غريبة، ولان زوجي أحد قادة العشيرة اعلن ان من حقه ان يتزوج ثانية امرأة تفهم معنى ان تكون زوجة مطيعة.. ولانني لم أفهم سوى أن أكون وجعا للآخرين لخالي وامي وابي ولزوجي.. انهال وجعي من داخلي كمطر مفاجئ سببته ريح شمالية شديدة البرودة.. صرخت وانتفضت في بحثي عن حياة اكثر امانا واكثر دفئا.. تمرد من داخلي شيطان ثورتي على نفسي وعلى كل من حولي واجهت امي وهددت بان افرغ ما بداخلي من بئر الذكريات المؤلم.. وليكن ما يكون طلبت أن تساعدني امي على الطلاق كما ساعدت خالي على الهروب من المأساة التي وضعني بها دون أن ادرك ابعادها. حين تمردت خرست كل ألوان القمع التي كانت امي تمارسها ضدي وبهدوء وببعض الالم والاقتناع وافقت على ان تكون عوني في طلاقي. اخيرا نلت حريتي، وفككت اسر مأساتي الاولى واجهت خالي وحرمت عليه بيتي. وها أنا اعيش من جديد بشخصية جديدة وبدأت أتلمس خطواتي وافهم ما يجري حولي.. اخيرا بدأت أفهم!
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يكذب الرجال؟
-
إذا حكت شهرزاد
-
حزمه ندم !!!!!
-
إغتصاب أجنحة الأمل !!
-
العشق العجب !!!!!!!!
-
أمنيات العام الجديد وآه يا عراق
-
المرأه بين وهج الأعلانات
-
الشتائم في حياتنا !!!!!
-
حين تتحرش المرأة بالرجال !!!!!
-
صرخة الحياة !!!!!
-
ما ذنبي أنا ؟!!
-
إغتصاب !
-
حين تتوه الحياة!!
-
الرجل حين تضربه المرأة !!!!!!!!
-
هل نكره الرجال ؟؟
-
المرأة المثقفة عقدة للرجل الضعيف!
-
لحظة واحدة تكفي !!!!
-
وتعطلت لغة الحياة !!!
-
حين عشقني زوجي !!
-
حب على أجنحة الألم !!
المزيد.....
-
البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال
...
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|