احمد بخيت
الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 08:05
المحور:
الادب والفن
1
رأيتُ الصمتَ
والنسيانَ
يجتهدانِ دونَ ضجيجْ
وأبواباً بلا معنىً
دخولٌ مرةً وخروجْ
فقلتُ
أخلّدُ البستانَ
يا لَيلَى
ببعضِ أريجْ
2
وقلتُ
أعلّمُ الفَخّارَ شيئاً
من ذكاءِ الماءْ
وأوقظُ
غفلةَ الأشياءِ
كي تتكلمَ الأشياءْ
لعلّ زجاجةَ المصباحِ
تحفظُ
حكمةَ الأضواءْ
3
أنا ضيفٌ
على الدنيا
وأوشكُ أن أودّعَها
وُلدتُ
بحِضْنِ قافيةٍ
وأختمُ رحلتي معَهَا
وغايةُ شهوةِ الكلماتِ
أن تغتالَ مبدعَهَا!!
4
أراوغُ
شهوتي للموتِ
منذُ صرختُ
في الميلادْ
وأعبُرُ برزخي
وأعودُ
منتصراً
على الأبعادْ
لكي أصطادَ خُلْدَ الروحِ
قبلَ تحلُّل الأجسادْ
5
وأُمِّي
في صلاةِ الفجرِ
ترفعُ وجهَها للهْ
ليَرْجِعَ طفلَها المخطوفَ
يوماً واحداً
لتراهْ
فمنذُ رأى
عروسَ البحرِ
أصبح شِعرُهُ
منفاهْ
6
لَقَدْ نَدَهَتْهُ جِنّيّاتُهُ
فانساحَ في الملكوتْ
ومسّتهُ الرؤى
فاختارَ
وعدَ النارِ
للكبْريتْ
إذا هجرَتْهُ نارُ الشعرِ
ماتَ
وإن دَعَتْهُ
يموتْ!!
7
أنا
قنّينةُ الفوضى
ولا ترتيبَ
للصعلوكْ
ولا أحدٌ سيجعلُني
أقدّم بيعةَ المملوكْ
حديثي
نصفُ سوقيٍّ
ولكنّ الجِراحَ
مُلوكْ
8
وُلدتُ
على سريرِ الحُبِّ
شأنَ أعزِّ مَن وُلِدُوا
وأُتقِنُ
لعبةَ الأشواقِ
أعرفُ
كيفَ أتَّقِدُ
وأعرفُ ما يُحِسُّ الناسُ
إن وُجِدُوا
ولم يَجِدُوا!!
9
وُلدتُ هناكَ
في صبحِ الجنوبِ
وُلدتُ والأمطارْ
وكانَ الحُبُّ
يستُرُ عُريَهُ
في خرْقةِ الأنوارْ
وطارَتْ
صرختي الأولى
يماماً
يلقطُ الأسرارْ
10
وُلدتُ هناكَ
حيثُ النيلُ
والقرآنُ
والأجراسْ
ودفءُ البوحِ
بوح الدمعِ
دمع الصدقِ
صدق الناسْ
وكلُّ بكارةٍ في مصرَ
لا يبتاعُها النخّاسْ!!
#احمد_بخيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟