|
قطاع غزة الى اين؟ انفصال عن الضفة ام انهاء الاحتلال الاسرائيلي؟
جادالله صفا
الحوار المتمدن-العدد: 2181 - 2008 / 2 / 4 - 08:34
المحور:
القضية الفلسطينية
عندما تقدمت الجماهير الفلسطينية بقطاع غزة باتجاه الحدود مع مصر، وهدمت الجدار واقتحمت المعبر، ردا على قطع الوقود عن القطاع من قبل الكيان الصهيوني، بالتاكيد بهذه العفوية الجماهيرية اكد ابناء غزة على ارادتهم الصلبة في التصدي لهذا الكيان وعدم الانتظار رحمة العالم متوسلا للكيان الصهيوني ليعطف على شعبنا الفلسطيني لفك الحصار، فهذه الخطوة الشجاعة اكدت على اسلوب المواجهة مع هذا الكيان للتصدي لمشاريعه التصفوية، فالقضية الفلسطينية ليست قضية انسانية بحاجة الى تعاطف العالم وشفقته وانما هي قضية سياسية، نضال من اجل التحرير والعودة واقامة الدولة الفلسطينية مع التاكيد على السيادة الكاملة.
أكدت هذه الخطوة الجماهيرية الاولى لاهلنا في القطاع على الحق الفلسطيني بالسيادة على الحدود والمعابر، وعلى اهمية ازالة الحدود تاكيدا على الوحدة العربية، والى استخلاص العبر والدروس من الاحداث الاخيرة التي حصلت بالقطاع، والتي تؤكد على اهمية زج الجماهير بالمعركة، من اجل نيل حريتها واستقلالها وحقها بالعودة، فهل ما حصل بالقطاع هو حالة انسانية ام انتفاضة سياسية؟ وكيف تنظر الاطراف ذات العلاقة الفلسطينية والاسرائيلية والمصرية الى ما حصل بقطاع غزة؟
لا بد من الاجابة بكل صراحة على الاسئلة السابقة المذكورة اعلاه، والوقوف بكل مسؤولية امامها، فمشروع منظمة التحرير الفلسطينية المرحلي يؤكد على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على اي شبر يتم تحريره من الارض الفلسطينية، فهذا العدو علينا ان نفهم كيف يفكر بادارة الصراع وما هي مفاهيمه، بالطبع اتفق مع الرأي الذي يقول ان الكيان بخطوته الاخيره وسكوته على اجتياز الحدود باتجاه مصر من قبل شعبنا الفلسطيني بالقطاع، يسعى من وراء هذه الخطوة الى تحصيل مكسب صهيوني باعادة القطاع الى سيادة واشراف مصري عليه، ولكن هل الحكومة المصرية والاطراف الفلسطينية "للاسف" تفهم ايضا الامور بهذه الطريقة؟ فالاحتلال يتحكم بحركة الخروج والدخول من خلال المعابر ومراقبتها، بالاضافة الى تحكمه بامدادات القطاع من السلع الانسانية والحياتية اليومية، فالمطلب الفلسطيني هو سيادة كاملة بكل مفاهيم السيادة على ارض القطاع بصفته جزءا من الارض الفلسطيني تم انهاء الاحتلال عليه، فحالة القطاع متقدمة اكثر عن حالة الضفة، حيث لا تواجد عسكري مباشر على اراضيه، فمطلوب بالاساس رفض فكرة البحث عن طريقة تواصل بين قطاع غزة والضفة، من خلال التوسل ومناشدة الكيان الصهيوني، فالمطلب الفلسطيني هي حق العودة واستقلال وسياده على اراضيه، فقطاع غزة بعد الخروج الاسرائيلي العسكري والتحكم بمعابره من قبل هذا الكيان، يعني ان المعركة ما زالت مستمرة لاكمال حلقة السيادة الفلسطينية من خلال فصله الكامل عن هذا الكيان وتاكيد استقلاليته وسيادة فلسطينية كاملة عليه ومن هنا جاءت الهبه الجماهيرية بالقطاع.
المطلوب بهذه المرحلة هو التقييم الايجابي لاحداث غزة باقتحام المعبر وفتح الحدود، فلا يجوز اطلاقا ان تكون مصر جزءا من المعسكر المعادي للقضية الفلسطينية نتيجة الضغوط او الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني، فاي انجاز او انتصار بغزة هو بالاساس انجازا وانتصار لمصر وفلسطين وكل الامة العربية ومطلوب استثماره بهذا الاتجاه، فلا يجوز للقيادة الفلسطينية اذا كانت غير قادرة على تحقيق انجازات من فك الحصار عن القطاع، ان تنحاز في مواقفها الى القوى التي تعادي شعبنا الفلسطيني وتطلعاته، فمن الافضل او على اقل تقدير ان لاتنحاز الا للموقف الوطني السليم وتطلعات الجماهير، فهي اختارت ان تكون على راس السلطة من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني بالعودة والتحرر والاستقلالية والسيادة الكاملة، وبدل ان ينصب غضبها على قضايا ثانوية، ان تؤكد من خلال مواقفها العلنية على تحرر هذا الجزء من الوطن وفك كل ارتباطاته مع هذا الكيان، والعمل الفعلي من خلال تصعيد المقاومة ضد هذا الكيان لاستكمال التحرر لباقي اجزاء الوطن حتى يزول هذا الكيان ويتحقق حلم شعبنا بالعودة ودولته على كامل التراب.
وكم هو مهم في هذه المرحلة ايضا الاستفادة من احداث غزة لنقل التجربة الى الضفة الغربية، فلا اعرف الى اين سيبقى الموقف الفلسطيني بالضفة الغربية عاجزا امام كل الممارسات الاسرائيلية واجراءاتها اليومية على الارض، فالجدار ما زال متواصل وبخطى سريعة امام مناشدة الراي العام العالمي للضغط على اسرائيل، فهل مسيرات نعلين الاسبوعية قادرة على ايقاف البناء بالجدار؟ فالعجز الفلسطيني بالضفة يجب ان تفكر جيدا به كافة القوى الفلسطينية من اجل الخروج من هذا المأزق، من خلال التصدي المباشر لهذا الكيان ولاجراءاته اليومية التي يمارسها يوميا، من خلال زج الجماهير بالمعركة، فلماذا لا تدعو السلطة الفلسطينية والقوى الفلسطينية بالضفة الى مسيرات جماهيرية حاشدة تكون بعشرات الالاف بل مئات باتجاه الجدار والمستوطنات، قد يقول من يقرأ هذا المقال هل حقيقة ان كاتبه وصل الى حالة الجنون؟ وانا اقول ان الجماهير الفلسطينية اكدت منذ بداية انطلاقة الثورة الفلسطينية حتى اللحظة، الى احتضانها لهذه الثورة، ومدها بكل المناضلين والشرفاء الذين قدموا ارواحهم واجسادهم دفاعا عن هذا الوطن والشعب وتطلعاته من اجل الحرية والعودة، الجماهير الفلسطينية هي من احتضنت الثورة والثوار بالاردن ولبنان وفلسطين وكل مكان، وما زلنا نذكر الانتفاضة الفلسطينية الاولى التي اندلعت شراراتها 08/12/1987 التي اعادت القضية الفلسطينية الى مكانتها بالصدارة كقضية شعب بعد ان راهن معسكر الاعداء الى انتهائها بعد حرب 1982، وخروج الثورة والمنظمة من بيروت، فاحداث غزة بالتاكيد حركت الشارع العربي والجماهير الفلسطيني بكافة اماكن تواجدها مطالبة بفك الحصار، وحقيقة ان الكيان الصهيوني تراجع باجراءاته اتجاه القطاع تراجعا شكليا، بعد ان لمس ايضا ان امامه حالة تصعيد قد تصل الى مناطق اخرى بالعالم من خلال تاييد شعبي واستنكار دولي رسمي.
فلا يوجد امام قيادة منظمة التحريرالفلسطينية الا النظر ببرنامجها السياسي الذي يعتمد على سياسة المفاوضات مع هذا الكيان، الذي يستمر باجراءات القمعية اليومية وينكر على شعبنا حقوقه الوطنية والشرعية التي اقرتها الشرعية الدولية، والانتقال الى اجراءات عملية فعلية نضاليه، موجهة بالاساس ضد هذا الكيان وجيشه، والتاكيد على حق الشعب الفلسطيني بكل اشكال النضال والمقاومة وعلى راسها الكفاح المسلح في مقاومة الاحتلال والتصدي لاجراءاته وبطشه وقمعه اليومي حتى يزول، ويمارس شعبنا حقه كسائر شعوب العالم على ارضه، في حال استمرار عجز منظمة التحرير وقيادتها من نقل الشعب الى مرحلة متقدمة من النضال لتحصيل حقوقه باعتقادي ان هذه المنظمة قد لا يطول عمرها، وستجد نفسها في موقع سيء للغاية اكثر مما هي عليه الان، فلا يوجد امام القيادة الفلسطينية الا تفعيل مؤسسات المنظمة، واعادة تفعيل التجمعات الفلسطينية في كافة اماكن تواجدها من اجل زج كل الطاقات والامكانيات الكبيرة التي تختزنها هذه الجماهير في هذه المعركة. في حال فشلت قيادة المنظمة بتحقيق ما سبق وتفعيل مؤسسات المنظمة وتصعيد النضال الجماهير والعسكري ضد الاحتلال، بالتاكيد ستكون اسرائيل قادرة على فصل القطاع عن الضفة وستجد الجماهير الفلسطينية بالضفة الغربية وقيادة المنظمة والسلطة الفلسطينية نفسها ضمن حكم ذاتي باشراف اردني، وهذا ما يسعى له هذا الكيان اللعين الغاصب على الارض الفلسطينية بعد اكمال بناء الجدار وترك مخرج واحد باتجاه الاردن. كاتب فلسطيني مقيم بالبرازيل
#جادالله_صفا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموقف الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية ومستقبل الوطن العربي
...
-
الاعلام الفلسطيني بامريكا اللاتينية - الواقع والافاق
-
النشاط الصهيوني بامريكا اللاتينية واثره على القضية الفلسطيني
...
-
هل ستدفع الدول العربية مائة مليار دولار تعويضا لليهود العرب؟
-
الجالية الفلسطينية بامريكا اللاتينية ماضي- حاضر- مستقبل
-
نظرة سريعة على مواقف الجبهة الشعبية
-
مؤامرة سايكس- بيكو تعود بثوب جديد
-
اللاجئون الفلسطينيين بامريكا اللاتينية
-
الواقع الفلفسطيني الراهن والمشروع الصهيوني
-
اسئلة مشروعة للوفد الفلسطيني في مؤتمر الخريف
-
رهانات السلطة والحل الامريكي
-
الى اين ستاخذنا فتح والسلطة الفلسطينية
-
وعد بلفور والحقوق الفلسطينية
-
اليسار الفلسطيني بين حماس وفتح
-
الى اين ستصل العلاقات بين الجالية الفلسطينية واليهودية في ال
...
المزيد.....
-
مصر.. كيف تأثرت القيمة السوقية لشركة حديد عز بعطل في مصنع؟..
...
-
تونس.. البرلمان يصادق على فصل يهم التونسيين المقيمين بالخارج
...
-
جميل ولكنه مؤذ.. مقتل 5 أشخاص إثر تساقط الثلوج في كوريا الجن
...
-
اعتذار متأخر: بوتين يعبّر عن أسفه لميركل بسبب حادثة الكلب
-
أردوغان: مبادرة بايدن الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة م
...
-
السودان.. وفاة 4 أشخاص جوعا في غرب أم درمان
-
سحب ملحق إلكتروني لـ-ساعة آبل- من الأسواق بعد اكتشاف عيب خطي
...
-
المغرب - إسبانيا: تفكيك شبكة لتهريب المخدرات من المغرب بطائر
...
-
قاذفات بي-52 الأمريكية الضخمة تحاكي قصف أهداف معادية في المغ
...
-
تونس: قيس سعيّد يشدد على أهمية إيجاد نظام قانوني جديد لتحفيز
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|