أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - نداء غزة !














المزيد.....

نداء غزة !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2181 - 2008 / 2 / 4 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعاقب حكام اسرائيل على البوح بما يجمل غيضهم وحقدهم على غزة ، وموقع غزة وكثافة السكان في غزة وخصوصية مقاومتها في الجسد الفلسطيني الممدد على سرير المشرحة الاسرائيلية ، عصب غزة يلاعب مشرط اسرائيل ، عصب غزة ارهق اسرائيل ، عصب غزة افقد اسرائيل اعصابها !
تمنى بعضهم ان يبتلع البحر غزة ، او ان تصبح اسرائيل صبحا فلا تجدها ، ان تنخسف الارض بها ، ان يضربها نيزك اعمى فيحيلها الى رماد ، حتى ان بعضهم قال بصوت خافت لو ترضى مصر بان ترجع ادارتها للقطاع وتصبح هي المسؤولة عنها بشروطنا لكان الحال غير الحال !
لقد تفنن جهاز الاعلام الاسرائيلي وخاصة اذاعة جيش الدفاع الاسرائيلي في انزال ابشع الاوصاف واكثرها تحريضية وكراهية بغزة واهلها ومن يقف معهم ـ معقل الارهاب ، قلعة الظلاميين ، تورا بورا فلسطين ، الاصبع الذي يستحق القطع ، أمارة السوء الظلامية ، جسر الارهاب والظلام ! !
هناك مفارقتان في عموم هذه الاوصاف وانعكاساتها ، الاولى انها تؤكد على الظلام في غزة مع ان سياسة العزل والحصار وقطع الكهرباء والايغال في الاذلال والحجر عليها هي المسببات الرئيسية لحالة الظلام المفروض عليها ،، ومع كل هذا فان اهلها استطاعوا ومنذ 1967 تلمس طريق النور فيهم وفيها انه طريق المقاومة ، وهم مستمرون فيه حتى يستعيدون النور كل النور الذي تحجبه عنهم اسرائيل ومن يقف معها ، فالاحتلال الاسرائيلي وحصاره وحجره هو الظلام والظلامية بعينها ، اما المفارقة الثانية فهي استخدام بعض الاعلام الرسمي العربي ومنه بعض الاعلام الرسمي الفلسطيني ايضا ذات الاوصاف الاسرائيلية للنيل من مواقف الاطراف المقاومة فيها ، وهو بذلك يساهم من حيث يدري او لايدري بتكريس سياسة العقوبات الجماعية على غزة وسكانها الذين يعتبرون جناح لايمكن بدونه ان يحلق الطائر الفلسطيني السائر نحو هدفه بالتحرير واقامة دولته التي يريد !
ان الحالة الشاذة التي تحاول اسرائيل فرضها على القطاع تتناغم مع سياستها التقليدية التي مازالت تتعامل بها مع الضفة الغربية حيث مواصلة بناء المستوطنات واحكام جدار الفصل الذي لا يفصل فقط المناطق الفلسطينية عن المستعمرات الاسرائيلية وحسب ، وانما يقطع المناطق الفلسطينية ذاتها ، ناهيك عن السياسة الحثيثة لتهويد القدس تماما ، اما ملاحقة المقاومين في الضفة والدخول الى مدنها دون استأذان فحدث ولا حرج ، وكل هذا يحدث والمتفاؤلون يواقحون بتفاؤلهم بل راحوا يضعون كل بيضهم بسلة لعبة السلام وحكمها غير النزيه امريكا ، والحال على هذا المنوال منذ اتفاق ـ غزة اريحا ـ
حتى ظهور خارطة لطريق وتعديلاتها التي ازدادت وضوحا بزيارة بوش الاخيرة للمنطقة حيث اكد ان حدود 67 ليست مقدسة وان امن اسرائيل كدولة يهودية امر مفروغ منه ، وان مشكلة السيادة على الاماكن المقدسة في القدس يمكن تسويتها ، وكل هذا لا يقدم الى السلطة الا اذا حاربت "الارهاب" الفلسطيني ، وكان نتائج مؤتمر انا بوليس جاءت لتفرض الرؤية الاسرائيلية الامريكية للحل النهائي المستند على الامر الواقع المفروض بالقوة ، ويبدو ان اغراق غزة بالظلام الكهربائي والغذائي والدوائي اضافة الى شل حركة الايادي العاملة وتنقلها للعمل خارج القطاع مع تزايد الضربات الجوية والاجتياحات المتناوبة هو اسلوب حكومة الوحدة لوطنية الاسرائيلية ـ اولمرت باراك ـ لتنفيذ اجندة انابوليس ومابعدها بضوء اخضر من بوش ومن والاه وبتمويه عربي فاضح !
لقد كان رد فعل شعب غزة طبيعيا عندما توجه لحواجز الحدود وتجاوزها معلنا انه لن ينتظرحتى يموت رحمة المحتلين واسيادهم وانه قادر على فضح كل المتسترين على عدوان اسرائيل وحصارها واحتلالها للارض والانسان في غزة وغيرها من الارض الفلسطينية !
اما بعد فان الذي جرى يؤكد ضرورة تصحيح الوضع الشاذ داخل البيت الفلسطيني نفسه ، يؤكد ضرورة تجاوز حالة حصار السلطة لحماس ، يؤكد ضرورة اعادة صياغة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينة بحيث تشمل الجميع ببرنامج عمل يعي كل دروس المرحلة السابقة ويضع المصالح العليا فوق كل اعتبار ، ان الوقوف صفا واحدا بوجه سياسة فرض الامر الواقع الاسرائيلية الامريكية هو مسؤولية السلطة وحماس وكل المخلصين من شعب فلسطين ، عليه فان الفرصة سانحة لتفاهمات جديدة بين حماس وفتح وهي ستكون مسنودة بالتضامن العربي والاحساس المصري بالمسؤولية المتداخلة على طرفي الحدود ، هل ستفعل السلطة وحماس ما يجب فعله ام سيتشبثان بمواقفهما السابقة بانتظار فرج قد لا يأتي !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل المومس والبغي الفاضلة !
- اين النمو من البلدان النامية ؟
- وقفة الامام الحسين بين الرمز والتشخيص !
- القاعدة ليست استثناء !
- متى يكون المثقف متبوعا ؟
- ايها الديمقراطيون ارفعوا اصوات تضامنكم مع مجلة -الاداب -
- الشيوعية العدو اللدود للامبريالية
- حدود وسدود لا تصان الا بتحرير العراق وكسر قيود احتلاله !
- مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !
- حالة الامن والمرأة العراقية !
- المتاهات والبدايات الصحيحة
- التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !
- لماذا الحاجة الامريكية الى اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الع ...
- الغياب ممنوع والعذر مرفوع والرزق على أنا بوليس !
- مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !
- سلامة العراق سلامة لكل جيرانه !
- المثقف الاعور !
- وعد بلفور ووعيد هتلر!
- التطور اللاراسمالي بين الخرافة الفعلية والامكانية النظرية !
- وصفة مجربة :


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - نداء غزة !