|
الفدس تريد الأفعال لا الأقوال
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2181 - 2008 / 2 / 4 - 08:34
المحور:
القضية الفلسطينية
بدون مؤاخذة :
مع كل الملاحظات على كيفية الاعداد والادراة والتنظيم والدعوات، وكيفية تشكيل اللجان للمؤتمر الشعبي الوطني للقدس الذي عقد في رام الله يومي 26 و 27 كانون الثاني الماضي ، والتي لم تستطع الخروج من عباءة سياسة المحاصصة والهيمنة التنظيمية التي لم تساهم في انقاذ اي شيء في القدس . فإن المرء يتذكر هنا الحكمة الصينية القائلة :" اذا اردت ان تخرب مشروعا شكّل له لجنة " فما بالكم ان المؤتمر خرج بست وعشرين لجنة قابلة للزيادة؟ . وفوقها مجلس ادارة مكون من اربعة عشر شخصا ، عدا عن المرجعية الرسمية . وهنا لا يملك المرء الا ان يدعو الله ان ينزل شآبيب رحمته على روح امير القدس وفارسها الراحل فيصل الحسيني ، الذي ولدفي العراق- غريبا عن المدينة، ومات – في لبكويت - غريبا عنها ، الا انه حمل همومها وآلامها ، وأبى الا ان يدفن في أقدس بقعة فيها ، في راوق الأقصى المبارك، بجانب روفات والده الذي روى بدمائه ثرى القدس . فقد عمل الرجل بصمت وعلانية للحفاظ على عروبة المدينة حتى قضى نحبه ، فافتقدته القدس ، وافتقده المقدسيون ، وافتقده الشعب والوطن. والقدس ليست عاقرا ، فهي التي انجبت الراحل فيصل الحسيني قادرة على انجاب غيره . فهل أنجب المؤتمر الشعبي خليفة للراحل فيصل الحسيني ؟؟ وفي الواقع فإن مرحلة ما بعد فيصل ، ورغم أن القدس في وجدان وقلب كل فلسطيني غيور، الا أن القدس بقيت بدون مرجعية قادرة على التعامل الحقيقي والعقلاني مع قضية القدس، والظروف المفروضة على المدينة ، وجاء المؤتمر الشعبي لتعويم القضية، من خلال عدم حصر المسؤولية في شخصية واحدة نظيفة اليد ، نقية السيرة والمسيرة ، ومع الاحترام لكافة شخوص الأمانة العامة للمؤتمر الا أن هذا العدد الكبير سيكون تشتيتاً للجهود ، وضياعاً للمسؤولية، وتبرئة للذمم التي يجب أن تحمل هذه المسؤولية ، مع الملاحظة أن التوجه الذي ساد المؤتمر كان لتكريس وجوه بعينها ، دون حتى السماح بظهور وجوه جديدة مشهود لها بالنقاء والتفاني في العمل المخلص والدؤوب ، وكأن قضية القدس قضية غنائم يتم التسابق على اقتسامها . ومع ذلك فإن القدس وما تمثله بالنسبة للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والاسلامية ، ولكل المؤمنين في الارض ، تستحق منا الكثير ، وتستحق عيوناً ساهرة وعقولا متفتحة وأيادي نظيفة ، وكلنا أمل وثقة في رئاسة المؤتمر وأمانته العامة، واللجان المنبثقة عنه بتكثيف الجهود وتوحيدها لتكون عوناً للقدس لا عليها ، وذلك من خلال وضع البرامج الطموحة والقابلة للتنفيذ، للحفاظ على فلسطينية وعروبة القدس العاصمة الروحية والسياسية للدولة الفلسطينية العتيدة ، كما أكد على ذلك سيادة الرئيس محمود عباس في كلمته الافتتاحية للمؤتمر
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هدى
-
الموقف من التراث
المزيد.....
-
بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف
...
-
أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا
...
-
باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط
...
-
Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس
...
-
يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا
...
-
بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
-
بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
-
إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو
...
-
لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري
...
-
حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
المزيد.....
|