ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 06:59
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بكينا الفلوجة والبصرة وبعقوبة وشوارع بغداد والنجف والكوفة و..و..و... واليوم نبكي الموصل . تائهون لا ندري حتى الآن مَن نلوم ، وعلى أية جهة نحسب كلّ الدمار الذي يحصل . ولكن بكاءنا لن يكون تزكية للنظام السابق وتبرئة له من الدمار الذي أحدثه فينا خلال العقود الأربعة التي تسلّط فيها على الحكم . نحن لم نرَ في تاريخنا حكماً عادلاً ، ولذلك لا نعرف معنى العدل ولا معنى لِحَقّ الإنسان في الحياة الحرة الكريمة !!
بمناسبة التفجير المهول للعمارة المسكونة بالناس الأبرياء في منطقة الزنجيلي في الموصل كتب الزميل الجميل نداءً يترجم فيها مئات الرسائل التي وصلته ، نداءً يستصرخ ضمائر المسؤولين العراقيين والأمريكان لوضع حد للمآسي التي تحدث ، وعلى أسس ( وطنية ) و( تشريعية عادلة ) . ولكن رغم أني أرى أن النداء قد صيغ بأسلوب خجول وعلى شكل ( مجرّد أسئلة ) فإنه على كلّ حال صرخة عالية للشعب المنكوب ، موجهة إلى آذان موقورة لا تسمع ، لإنشغالها بأمر وحيد يهمها إسمه ( الكرسي ) . فلا حياة لمن تنادي . وللحقيقة القول أنّ خطة لئيمة مدروسة بعناية يقوم بتنفيذ مشاهدها في العراق ممثلون ، هم أعداءٌ في الظاهر ولكن نهاية التمثيلية هي نهب العراق من قبل المستعمرين . جميع الممثلين يقومون بأدوار مرسومة لهم وتذكيرهم بقضايا من خارج نص التمثيلية التي حفظوها يعتبر صوتاً نشازاً .
وقع أبناءُ الشعب في مصيدة الإنتخابات ( الحرّة ) التي أجريت ، سواء بحسن نية أو جهل ، فمنهم من صدّق الكذبة التي بُثت في حينها أن مَن لا ينتخب القائمة الفلانية تحرم عليه زوجته ، ومنهم مَن إندفع مع التيار الغوغائي الذي ينادي بالطائفية المذهبية أو العنصرية زوراً ، فكانت نتائج تلك الإنتخابات والإستحقاقات التي أفرزتها الطامّة الكبرى ، وحُسبت أنها من صنع الشعب ( الحرّ ) .
لو كانت المآسي التي تحدث في العراق في كلّ يوم قد حدثت في واحدة من الدول المتحضرة ، ولدى الحكام فيها الشعور بالمسؤولية تجاه شعبهم لإستقالت الوزارة وجرى التحقيق في أسباب وقوعها وتشخيص الموجبات والفاعلين والمقصرين ولنال كل متورّط جزاءه ، إلاّ أن الذي يحدث لدينا بفضل التواطؤ الذي يسمى تأدّباً ( التوافق ) فإن كلّ هذه المآسي تُسدلُ عليها السُتر، بحجة عدم الإساءة إلى ( الوحدة الوطنية ) !!
صحيح المثل المصري القائل ( اللي إغتشوا ماتوا )
هذه الفئة الموجودة ميؤوسٌ منها فعسانا نتعلم الدرس ولا ننتخبهم ثانية .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟