|
لقاء بالصدفة، مع صحفية على الناصية
احمد محمود القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:44
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
شابة التقيتها صدفة في ميدان الساعة، بمدينة رام الله، بحدود الساعة العاشرة صباحا، علمت منها فيما بعد بأنها صحفية، ممشوقة القوام، في مقتبل العمر، مظهرها جاد، تشعرك بأنها تقوم بمهمة ما، تحمل في يدها قلما ودفترا صغيرا، لم أتلفت إليها، إلا بعدما طرحت علي السلام والتحية، ودار بيننا هذا الحديث على ناصية الشارع: قالت:مرحبا قلت:مرحبتين، ساد صمت قليل، ثم واصلت الكلام قالت: يظهر انك تبحث عن شيء ضائع؟ قلت: لا، أبدا أنا بانتظار صديق عزيز علي، لم يأت بعد، (اعتبرت كلامها مدخلا لحديث ما، ترغب بإجرائه معي). قالت: هل تحب أن اعمل معك، لقاء صحفيا سريعا ؟ قلت: لا مانع لدي، ولكن عن ماذا سيكون موضوع هذا اللقاء.؟ قالت: عن المرأة، أود أن أعرف رأيك بالمرأة. ؟ قلت: المرأة إنسانة ذات حدين، تجرح من يسيء التعامل معها، وتحمي وتفيد من يحسن التعامل معها. قالت: كيف تفسر لي هذا الكلام.؟ قلت: المرأة يمكن أن تكون انسانة عظيمة، إذا أحسن الإنسان والمجتمع معاملتها والاستفادة من طاقاتها، واستغل إمكانياتها، فكما قال عنها نابليون " إن المرأة التي تهز السرير بيسارها تهز العالم بيمينها ". قالت: ثم ماذا لديك بعد، يمكنك قوله عنها.؟ قلت: أما إذا حاول أي فرد في المجتمع أن يسيء إليها، فإنها لن تسكت على ذلك، فقد تغضب وتحقد، وإذا ما غضبت وحقدت، فإنها تستطيع أن تحرق الأخضر واليابس أمامه، دفاعا عن كرامتها وشرفها وشخصيتها، ودفاعا عن وجودها ودورها في الحياة. قالت: بماذا توصي إذن.؟ قلت: إنني أطالب بفهمها جيدا، والتعامل معها بلطف وحنية، وبإزالة الأغلال من يديها وقدميها، وشد أزرها والأخذ بيدها، والوقوف إلى جانبها، مساعدين لها، وليس منافسين، وموجهين، وليس أيضا معلمين أو واعظين لها من الأعلى، وإعطائها فرصتها بالحياة الحرة والكريمة، حتى تستطيع، أن تعبر عن كيانها ووجودها، وعن وجهة نظرها كأي إنسان بالمجتمع، دون زيادة أو نقصان، لأن الكثير من حقوق المرأة تم سلبها، عبر عصور التاريخ، لانتشار شريعة الغاب، في بعض تلك الأزمنة الغابرة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، من وضع سيء ومزري، ومن سلب وقمع واحتكار واستغلال لدورها وحقوقها في بعض المجتمعات العربية. قالت: وبكلام مختصر، ماذا تود أن تقول غير ذلك.؟ قلت: يجب إعطاء المرأة حريتها الشخصية كالرجل تماما، و كأي شخص آخر بالمجتمع، وحريتها بالاختيار، وحريتها في التعبير عن خلجات نفسها، والمشاركة بكافة المجالات العلمية والتعليمية والاجتماعية وخلافه من مجالات، واستشارتها في الكثير من الأمور، وبالعمل وبالعيش، بالطريقة التي تراها مناسبة، حسب شخصيتها وقدراتها وثقافتها وعلمها وعاداتها وتقاليدها، وما ترتأيه مناسبا لها، ويتوافق مع ذوقها وحريتها الشخصية، وطبيعتها كامرأة ذات تركيبة فسيولوجية خاصة بها، ومحاسبتها، عندما تخطيء، كأي شخص آخر يخطئ في المجتمع. قالت: وماذا تتوقع أن تكون النتيجة بعد ذلك.؟ قلت: مضاعفة الإنتاج وزيادة العملية التنموية في المجتمع، وتقدمه بشكل أفضل، وظهور إبداعات المرأة الخلاقة بشكل أفضل و خلاق، وبشتى المجالات والميادين، وهذا سيغني المجتمع بإمكانيات المرأة الكامنة، وغير المستغلة لحد الآن، لأن المرأة تمثل نصف المجتمع، ومن العار علينا كمسئولين ومشرفين بالمجتمعات كافة، إنكار دورها الإبداعي هذا، وأن يكون هذا الجزء الكبير منه، معطلا، وغير مستغل، بشكل ايجابي وبناء. قالت: وهل تؤمن فعلا بقدرات المرأة الخلاقة والإبداعية ونجاحاتها؟؟ قلت: سوف أعطيك بعض الأمثلة، كنماذج فقط لا للحصر، ومن ثم عليك أن تحكمي أنت بنفسك. قالت: هات ما لديك وما عندك من إثباتات. قلت: لنقرأ عن بعض النساء عبر التاريخ ومنذ خمسة آلاف عام تقريبا وحتى يومنا هذا، فالمرأة أمثال كليوباترا وسميرا ميس ونفرتيتي وبلقيس وزنوبيا وآسيا زوجة فرعون و مريم بنت عمران و الخنساء وشجرة الدر وهدى شعراوي ولطيفة السيد وماري تريزا وآمنة بنت وهب و خديجة بنت خويلد وعائشة وسكينة بنت الحسين وأسماء بنت أبي بكر، وفكتوريا وكاترين وآن بولين وغيرهن كثيرات، لمعن واشتهرن في التاريخ العابر والمعاصر، وما زال ذكرهن على كل لسان، كرائدات من رواد المرأة عبر العصور، بل كرائدات عن الإنسانية جمعاء.
قالت: لماذا يمنع على المرأة حتى قيادة السيارة إذن في بعض الدول العربية؟ قلت: هناك دول عربية كثيرة، تقود المرأة فيها السيارة، و تقود سيارات الأجرة أيضا، والطيارة و التراكتور الزراعي والشاحنات، وتعمل في سلك الشرطة والجيش، وتتبوأ أعلى المراكز السياسية في الحكم، وتعمل في كافة الأعمال التجارية والصحية، وفي الجامعات والمعاهد، وفي كافة المجالات الرياضية، و الكثير من أعمال الصيانة والمعدات المعقدة، ولم نسمع أنها واجهت مشاكل تذكر من أعمالها هذه، أو إساءة من قبل الرجل، كونها امرأة، ألم تحكم جمهورية الهند امرأة مثل انديرا غاندي لمدة أكثر من عشر سنين، الم تكتشف مدام كوري الراديوم المشع!! الم تحكم شجرة الدر مصر من خلال زوجها ومن ثم من قبل نفسها مباشرة، الم تحكم الملكة بلقيس، مملكة سبأ في اليمن، الم تحكم الملكة زنوبيا مملكة تدمر في سوريا، الم ترأس تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا، المملكة المتحدة، وهي المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، كذلك ألم تحكم ميجاواتي سوكارنو جمهورية اندونيسيا الإسلامية؟ وكذلك رئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدامئير، ورئيسة وزراء سيلان سيراماكو بندرانيكا، ورائدة الفضاء السوفييتية فالنتينا تيريشكوفا التي صعدت إلى السماء وتقود مركبة فضائية، الم تخترع هيلين كيللر لغة بريل الخاصة بالعميان، ألم تحكم المرأة الفلبينية كارازون اكينو، جمهورية الفلبين، ومن بعدها الرئيسة راو، ألم تحكم بنازير بوتو رئاسة وزراء الباكستان الإسلامية، وهناك الكثيرات في كافة أنحاء المعمورة أثبتن وجودهن عبر عصور التاريخ. إذن، لماذا نقلل ونستهين بشخصية المرأة، وقدرتها الفائقة على التصرف والمواجهة، مع أننا نراها في مواقع قيادية عديدة في كافة أنحاء العالم، وأثبتت فيها نجاحات كبيرة، وهناك الكثير، من رواد الحركة النسائية المطموسين إعلاميا، ولكنهم قدموا الكثير، والكثير من الخدمات للمجتمع العربي والإنساني، ولكنهن غير ظاهرات، ومغيبات في المجتمع ألذكوري الذي نعيشه. قالت: وماذا تقول أيضا؟؟ قلت: لماذا في دول أجنبية أخرى المرأة تقود الكثير من الأشياء ومن المواقع القيادية الهامة والحساسة، وتشارك في المعارك الحربية، وحتى تقود الرجل، منذ عشرات السنين، ولا نسمع أي مشاكل عندهم. قالت: لماذا إذن الرجل العربي، يعارض المرأة في كثير من مواضعها ومواقفها؟؟ قلت: البعض من الرجال، عندهم قصور فكري وأخلاقي، وقد يكونوا فاهمين الحقيقة، أو أنهم لا يريدون فهمها، أو قد يكونوا على مستوى ضئيل من العلم والثقافة، وأنا اعتقد أن المرأة التي تهز السرير بشمالها، تهز العالم بيمينها، كما كان يعتقد نابليون بونابرت القائد الفرنسي الشهير، كما أنني أرى، انه إذا كان هناك وراء كل رجل عظيم امرأة، فانا أرى انه أيضا، وراء كل امرأة متخلفة رجل، فنحن نعيش في عصر الذكورة، ونود فقط أن تكون لنا المرأة لعبة، كي نلعب ونتسلى بها كما نشاء، حسب احتياجاتنا و نفسياتنا، فلا نقبل لها أن تساوينا في الحقوق والواجبات، وهذا هو الخطأ الذي يرتكبه بعض الرجال في نظرتهم إلى المرأة، والازدواجية في المعايير، أليست المرأة مثل الرجل، لديها أحلام وطموحات وإحساس وعواطف، ولها شخصيتها المتميزة عن الرجل، وكما الرجل. يجب علينا أن نحترم المرأة وخصوصياتها ومشاعرها وطموحاتها وعواطفها، ولكن مع الأسف نحن معشر الرجال تعرضنا لعملية غسيل لأدمغتنا عبر آلاف السنين والى قصف إعلامي مركز، حتى شوهنا صورة المرأة، وكما يقول المثل كذبنا كذبة وصدقناها. قالت: كيف ترى أن الرجل استغل المرأة عبر عصور التاريخ؟ قلت: لقد استغلت المرأة عبر عصور التاريخ فعلا، من قبل الرجل، واتخذها زوجة له بدون تحديد لعدد الزوجات (تعدد الزوجات)، كذلك استغلت من قبل الرجل، عندما اتخذها زوجة لأكثر من رجل واحد (تعدد الأزواج) في العصر الجاهلي وقبل بزوغ فجر الإسلام، وعمل على وأدها أيضا، خوفا من الخزي والعار الذي يمكن أن يلحق به منهن، كذلك كان يضحي بها في المناسبات الدينية، قربانا من القرابين من اجل إرضاء الآلهة أو الرب المزعوم، كما كان يحدث في مصر الفرعونية والإمبراطورية البابلية، وكانت تحرق فداء لزوجها عند موته في بعض الأحيان، في بعض الديانات الغير سماوية في بعض المجتمعات الموجودة في الهند مثلا، ومع هذا كله، فان الرجل الذي يخجل من المرأة، ويعمل على وأدها ويقدمها قربانا من القرابين، كان يسعى دوما لإرضائها، و الحصول عليها من اجل متعته الخاصة، ومن اجل أن تنجب له الأبناء، الذين كانوا يذودون عنه وعن حماه وممتلكاته، فكيف له أن يوفق بين احتياجاته للمرأة! وفي نفس الوقت، كان يعمل على وأدها؟؟!! فمن أين سيحصل الرجال على النساء إذا وأد كل رجل بناته!!! قالت: وماذا عن الديانات والمرأة؟؟ قلت: لم تعط كافة الأديان السماوية (عدا الديانة الإسلامية) والغير سماوية المرأة حقها، ولم تحفظ كرامتها كما حفظها الدين الإسلامي، فالمرأة، كانت ألعوبة بيد الرجل قبل الديانة الإسلامية في عصر الجاهلية، يملكها كيفما شاء، وعندما يشاء، فكان بإمكانه بيعها وشراءها وتزويجها وتطليقها ووهبها وتوزيعها في الإرث حسب رغبته، كما يمكنه اتخاذها أئمة أو سراري خلاف الزوجات، على قاعدة (بما ملكت إيمانهم) وحسب القدرات المالية والجسمية والجنسية، وحسب النفوذ والسلطان، التي يتمتع بها، كما كانت تقدم في الخلافات والشجار بين القبائل للفصل (فصلية). قالت: وهل هذا هو رأيك الشخصي في المرأة كما تعتقد؟ أم هو رأي عامة الناس؟ أو بعض الرجال مثلا ؟ قلت: أنا هنا اعبر لك عن رأيي الشخصي و قناعاتي الذاتية، وقد يكون رأيي هذا يلتقي مع آراء بعض الناس من كلا الجنسين، وقد يختلف مع رأي البعض الآخر منهم أيضا من كلا الجنسين، ويعتمد هذا على ثقافة الأفراد والمجتمعات وعاداتهم وتقاليدهم بالمجتمع المتواجدة فيه المرأة، ومدى تطور هذه المجتمعات وتقدمها الصناعي والاقتصادي، وقناعاتهم بدور المرأة العظيم والرائع، واعتقد جازما أن الفئة المثقفة بالمجتمع، والتي تؤمن بالمساواة والعدالة، وحقوق الآخرين وحريتهم الشخصية والإنسانية، و بتطور الحياة وتقدمها، وتؤمن بحق الإنسان بالتعبير عن رأيه بالحياة، بالطريقة التي يراها مناسبة ومقبولة، وبكل حرية دون تمييز، لأسباب تتعلق بالعرق أو الجنس أو الدين، تؤمن بهذا الرأي أيضا. قالت: ألا تعتقد أن قلة من الرجال والشباب يعتقدون بما تعتقد، ويفكرون كما تفكر. قلت: لكل فرد في المجتمع قناعته وأفكاره الخاصة به، سواء كان رجلا أو امرأة، وما طرحته أنا من أفكار محدودة بالنسبة للمرأة، قد لا تعجب البعض من النساء أو الشابات أيضا، مثلما لا تعجب البعض أو الكثير من الرجال والشباب أيضا، ولكن الذي ينتصر بالأخير، الإنسان الذي يحمل الأفكار التقدمية، التي تساير المجتمع وتقدمه وتطوره ولا تتناقض معه، وتخدم الإنسانية جمعاء بشكل أفضل وراقي وإبداعي ومميز، وبكلمة موجزة في الأخير لا يصح إلا الصحيح. قالت: تعني أن مثل هذه الأفكار، وان كنت تدافع بها عن المرأة وحقوقها، ليست بالضرورة أن تتبناها كل امرأة، وان تدافع عنها، فقد يكون الإنسان ضد نفسه أحيانا دون أن يشعر بذلك. قلت: الجاهل عدو نفسه والمجتمع، فالإنسان الذي يرفض أن يدافع عن حقه بالحياة بشرف، ويرفض حقه بالعدالة والمساواة، وان يكون له دورا فاعلا بالمجتمع " بالعملية الإنتاجية " هو عدوا لنفسه وللإنسانية أيضا. قالت: هل لك أن تقول لي لماذا يرفض الكثير من الرجال وحتى المتعلمين منهم حق المرأة بالمساواة، وبممارسة حريتها الشخصية كما يمارسها الرجال.؟ قلت: هناك مجموعة من الرجال غير المثقفين، وغير المتعلمين، الذين لا يعرفون حركة المجتمع وتطوره وتقدمه، يقفون ضد حركة تحرر المرأة في المجتمع، وتطورها وتقدمها دون أن يدروا، والبعض المتعلم والمثقف منهم، يقف عمليا ضد قناعته أحيانا، لأنه لا يستطيع مواجهة المجتمع، خوفا من أن يتهم بأنه خارج عن عاداته وتقاليده، وخوفا من أن يوصم بأنه يؤيد الانحلال الخلقي للمجتمع، مع إنني لا أعتقد بأن أحدا يؤيد استباحة المرأة والانحلال الخلقي من كلا الجنسين، ولكن مع الأسف الشديد جدا، فالعادة الدارجة عند بعض الناس المتزمتين في مجتمعاتنا العربية، لأسباب وعادات وتقاليد وأعراف قديمة جدا، أن يوصم الشخص، الذي يدافع عن المرأة وحقوقها الإنسانية في المجتمع، من حيث العمل والتعليم والأجر والتعبير، عن ما يجول بخواطرها من أمور وقضايا تهمها كثيرا، وحريتها الشخصية وإنسانيتها وحقوقها الشرعية والتشريعية والموضوعية، بأنه إنسان منحرف أخلاقيا، وضد قيم وتعاليم الدين، وضد قيم وعادات المجتمع الذي يعيش فيه، مع العلم بأن بعض هذه التقاليد والعادات والقيم، أصبحت واهية، وأكل عليها الدهر وشرب، ولم تعد ملائمة للعصر الذي نعيش فيه، وتحتاج إلى تغيير وتعديل، حتى تناسب عصرنا الحالي، وتتلائم ومتغيرات العصر، والتدفق الهائل للمعلومات والثقافات من المجتمعات الراقية والمتقدمة عنا كثيرا، وعصر العولمة والانفتاح العالمي الجديد. البعض الآخر من الناس، وكل حسب ثقافته ووعيه ومصلحته الشخصية أيضا، يحرص بالدفاع عن مصالحه وقناعاته ومفاهيمه الضيقة أحيانا كثيرة، ولا يرجو أن يتساوى مع المرأة بالحقوق والواجبات ولا يشرفه ذلك، لأنه يعتقد أن النساء ناقصات عقل ودين، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، والرجال قوامون على النساء، وهذا الأمر الأخير بالذات، باعتقادهم يناقض مبدأ المساواة بالمطلق، حتى تكون المرأة، أداة طيعة بين يديه، وكالعجينة، يشكلها كما يشاء، ويلعب بها كيفما شاء، بغض النظر، عن شعورها وإحساسها واحتياجاتها، ورغباتها وثقافتها و قناعاتها، والبعض أيضا يعتقد بأن المرأة تنافس الرجل في مواقع العمل، ولا تترك فرصة للشباب كي يعمل، ويقولون بأن المرأة خلقت للبيت ونحن الشباب خلقنا للعمل، وهذه قناعاتهم ومستوى فهمهم لدور المرأة. قالت: كلمة أخيرة تود أن توجهها للمرأة العربية بشكل عام، وللمرأة الفلسطينية بشكل خاص. قلت: عليها أن تتسلح بالعلم والمعرفة والعمل، وان تحصل على أعلى الدرجات العلمية، لأنها كلما زادت علما، كلما زاد احترام الناس لها في المجتمع الذي تعيش فيه، وعليها أن تمتهن العمل المنتج، وتساهم مع الرجل جنبا إلى جنب، في العملية الإنتاجية، ليست منافسة له، بل مكملة له، ومحفزة إياه على الإنتاج الخلاق والمبدع، بما يخدم الإنسانية جمعاء وتقدمها وتطورها، لأن الشخص المنتج، يلقى احتراما أكثر، من الشخص غير المنتج أيضا، وعليها أن تكافح من اجل نيل حقوقها وحريتها في العمل والعلم والتعبير والثقافة المناسبة، فالحقوق والحريات والمكتسبات، لا تمنح منحا من أحد، بل تنتزع انتزاعا، ولها أثمانها الغالية جدا، من الأرواح والدماء والمعاناة، وعليها أن تقف إلى جانب الرجل في نضالها المشترك، ضد الظلم والاستعباد والاضطهاد الخارجي، وان تكون مكملة للرجل ومنسقة ومتعاونة معه أيضا وليست منافسة، بما يخدم مصلحة الجميع ومصالحها ايضا. قالت: أنا صحفية واعمل باستطلاعات للرأي، فهل لي أن انشر لقائي هذا معك على صفحات الجرائد والمجلات المحلية والعربية.؟ قلت: (ضاحكا ومازحا)، وأنا أيضا صحفيا وكاتبا وباحثا مثلك، فهل لي أن انشر لقائي هذا على صفحات الجرائد والمنتديات ؟ " لقد تفاجأت بكوني صحفيا وكاتبا وباحثا " قالت: ولكن دون ذكر للأسماء، وأنا حقيقة، كنت اعتقد بأنك مواطنا عاديا من عامة الناس، وليس مثقفا و كاتبا وباحثا وصحفيا، وليس ممن يحمل هذا الفكر المتطور نسبيا. قلت: وما المشكلة في ذلك؟ قالت: ما ذكرته لي من أفكار ومعتقدات، هذا لا يعبر بالضرورة عن المجتمع، الذي نعيش فيه بالكامل، فأنت تلاحظ أنه عندنا أيضا، مد أصولي متزمت، وأسر كثيرة محافظة نسبيا، وينتشر هذا المد الأصولي انتشار النار في الهشيم، خاصة في القرى المحيطة بالمحافظات، بغض النظر عن تأييدي أنا له شخصيا من عدمه، فرأيي لا يهمك معرفته، مع أنني اتفق معك في معظم ما جاء بحديثك، وهذا الفكر والذي لا يحمله إلا قلة قليلة من المثقفين على ما اعتقد، في مجتمعنا العربي، وهو باديء بالتوغل والانتشار، والازدياد بشكل كبير وسريع، وخاصة بين الشباب والشابات، والجيل الصاعد وبشكل خاص في الجامعات العربية، بفضل عصر العولمة والتكنولوجيا، والكمبيوتر، وانتشار الشبكة الإلكترونية، في كل مكان، ودخول الكثير من الثقافات والمعارف والعادات والتقاليد من خلالها على مجتمعاتنا العربية، وتفاعلها فيه. قالت: اكتفي بحديثي هذا معك إلى هنا سيدي، وشكرا جزيلا. قلت: وهو كذلك، وأنا أشكرك أيضا، وافترقنا كما التقينا دون سابق إنذار.
#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أصول اليهود واليهودية، وكيف تنامى اعدادهم في فلسطين
-
أصول اليهود واليهودية في العالم العربي
-
النظام الاجتماعي وعلاقته بمشكلة المرأة العربية
-
دور المرأة في الفضائيات وكيف يستغله الرجل
-
التمسك بمنظمة التحرير، وانضمام الكل تحت لوائها هو الحل
-
لا يوجد في الكون شيء ثابت، التطور والتغير والتبدل سمة العصر
-
...وتبقى الأنثى هي الأصل
-
هار مجدون أو جبل مجدو
-
العنف ضد المرأة، صراع بين الذكورة والأنوثة،منذ الأزل، والباد
...
-
وجهة نظر، ردا على من يطالب بإلغاء السلطة وحلها
-
سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، من السيء إلى الأسوأ
-
الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتنافس الجمهوري والديموقراط
...
المزيد.....
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|