أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - انا ....المهدي المنتظر!














المزيد.....

انا ....المهدي المنتظر!


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 11:19
المحور: كتابات ساخرة
    


العشرات عبر تاريخنا اللامع (ما شاء الله ) ادعوا أن كلا منهم هو المهدي المنتظر ...فكان بعض الخلق يصدقهم وبعض يزدريهم ..وينتهي بهم المطاف قتلى صلبا أو ذبحا أو ماتيسر من فنون ومهارات القتل والتعذيب التي نحن أساطينها المهرة بلا منازع ...
وفكرة المهدي شائعة ربما عند كل طوائف المسلمين وغير المسلمين أيضا ..بل وحتى عند طوائف الوثنيين والكفرة ...لأنها ببساطة وعد مؤجل بالأمل يقدمه مشايخ وكهنة لشعوب يائسة كبديل عن الخبز والحرية والعيش الكريم ..
فمثلما هنالك وعد بالجنة في السماء العلا ..هنالك وعد بالخير والحبور على الأرض يجيء به المهدي لمساكين الأرض الذين يسرقهم ويمتص دماءهم فجارها من طغاة المؤسسة الدنيوية حكاما وقارونات ...وطغاة المؤسسة الدينية المتنعمين بالمال عن عطالة يكسبون المال بلا شغل ولا مشغلة ( وقد سألني مرة قريب غبي بمدرسته.. عن أفضل ما يصلح له من عمل مستقبلي ..فقلت له كن رجل دين ...تحفظ كتابا أو كتابين طوال حياتك ثم تنام ...فيأتيك الرزق باذخا وتضرب بالعشرة خير الطعام !)
(والمهدي ) صفة لا اسم ..ودلالة ذلك أن هناك مهد يون كثار ...فثمة المهدي الحجة ..والمهدي السفياني ..والمهدي الخراساني ..وغير ذلك كثير
والعجيب أن هؤلاء المهد يون لا يظهرون إلا في أمم فقدت كل مقومات العيش الكريم .بل وحتى اللئيم ..وضاع أفرادها حيارى بزمانهم يأخذهم كاذب ويعود بهم دجال ..فلا يعرفوا خبزهم من أرزهم ..ولا خيرهم من طيرهم ..ولا رزقهم من بقهم ...حتى ليعودوا من الهم والغم يصدقون بان السلاحف تصعد النخيل وان الضفادع تبيض الكهرباء وان الاشتراكية هي الطماطة المشوية ..
ويقولون لك أن المهدي ( أي مهدي من هؤلاء المهديين )لا يظهر إلا بعد أن تمتلئ الأرض جورا وفجورا ....
حسنا إذن !
والله إن هذا هو زمانه في العراق الجديد ..
فقد امتلأت أرضه جورا وفجورا وقبورا وبورا وزورا وعورا وطرطورا ونفورا وجحورا ودمارا وتدميرا ...
فان لم يظهر الآن , وهنا, فمتى يظهر إذن وفقا للاشتراطات التي وضعت لظهوره ؟
خمسون مهديا منتظرا قليل والله لو ظهروا !
فلا تلومون واحدا ....
فان أزعج الحكومات ظهوره ...وبدلا من قتل واعتقال المساكين المغيبين بفعل الفاقة والجوع والمرارة عن عقولهم ...فلتصلح الحال !
عندها سيؤجل الرجل ظهوره ...ويكفي الناس شر الفتن !
ماذا يمنع في ظل غياب الآمال وبؤس الأحوال وإثراء لصوص السلطات ومواليهم على أموال العامة ولوعة الأكثرية من العامة جوعا وحرمانا من ابسط مستلزمات الحياة أن يدعي أي منهم إن الساعة قد أذنت لظهوره كمهدي منتظر مخلص من هذه الكارثة الاقتصادية الاجتماعية الروحية الوجودية ؟!
ماذا يمنعهم وهم يراكمون العام خلف العام آمالا ووعودا ولا قبض إلا ...ضراط الفضائيات !
ظهور مهدي منتظر في ظل هذه الأحوال ليس أعجوبة .....بل إن ظل الوضع على ماهو عليه ( ويبدو انه سيظل كذلك ) فانتظروا من يدعي النبوة ويسير خلفه حشد من الجياع اليائسين ...وربما من يدعي الإلوهية !....فالفقر كافر ..
فهل ستقتلون هؤلاء اليائسين جميعا بحجة الكفر والهرطقة والدعوات الهدامة الضالة ؟
ألا والله إنكم الضالون !...فمن يدفع الناس للضلالة هو اشد ضلالة منهم ..
ومادام لا شرط علميا لصفة المهدي المنتظر ..يعني ليس عليه أن يدخل اختبارا جينولوجيا يصادق على ان جينه هو من جين ذلك المهدي الغائب ولا فحوص شعاعية لتطابق هيكله العظمي مع ذاك ...ولا تحاليل دم او ..
فمن حق أي نافذ صبر أن يدعي انه المهدي المنتظر !
فالأمر لا يتعلق بمعرفة فذة بعلوم الفيزياء الحديثة أو جغرافيا الكون أو تشريح الأعصاب .
بل كتب ونقولات تحفظ عن غيب ..يستطيع كل قارئ حصيف أن يتفرغ لحفظها عاما أو عامين .....ثم يعلن مهدويته !
لا تلوما الناس في مهدوياتها ...ان كنتم غير قادرين على هديها إلى سبل الحياة الكريمة ..
فمن يجد أطفاله جياعا ومستقبله مضاعا ..يفقد بوصلة العقل ويدعي !
وفي التاريخ , تاريخنا اللامع ! ..دعاة كثيرون ظهروا في أزمنة الجوع والطغيان والفتنة
فلا باس أن يدعي يائس انه المهدي المنتظر ويسحب خلفه جيشا جرارا من اليائسين ..
إنا مثلا ضجرت كثيرا
فلم لا أكون إنا المهدي المنتظر؟



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدورة عن الحب والموت
- من يلملم شتات اليسار العراقي ؟
- عن ( خرقة ) اسمها العلم......صوتوا معي لاجل البياض!
- عن خمسين عاما عراقية خالصة لوجه من يقبل التوبة من الحياة باك ...
- يقولون( قيس) في العراق مريض ...
- عام اخر اكثربردا ...اعني اكثر حزنا
- فقراء العالم مدينون للشعب الصيني بحصولهم على مستلزمات التكنو ...
- دخل خليجي ...بطريقة عيش صومالية!
- بي نظير بوتو ...علمانية اخرى على مذبح السلطات الذكورية ..
- والشرف حرب طبقية ايضا ..
- اغلقي الباب ...وارضعيني ..يا زميلة !
- جوابا على معايدة من الديوانية ...كم الساعة عندكم الان ايها ا ...
- ان كان لافتح ..ولا هجرة ..ولا نضال ولا احتلال ..ولا صلح ..ول ...
- اي شيء في العيد ...اهدي اليك ؟
- يا ضاربين الودع !
- سانحة امين زكي ....وبغداد ان روت
- رسالة الى امراة بصرية ....تماسكي يا شمعة اخيرة في الظلام
- كومونستوفوبيا
- نقلة الحصان .....سبيل العراقي لبلوغ مبتغاه !
- هديل مسائي على ضريح


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - انا ....المهدي المنتظر!