|
الهروب إلى الخلاف؟؟؟
يحيي رباح
الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:05
المحور:
القضية الفلسطينية
علامات على الطريق
في الساحة الغزاوية على وجه التحديد، لأنها الأكثر إكتواءً بآثار الانقسام وتداعياته السلبية، يدور الحديث كثيراً في الندوات والدواوين واللقاءات الصغيرة والكبيرة عن فرصة، مهما كانت صغيرة، للإفلات من الوضع القائم حالياً، وخاصة بعد أن اتضح للجميع بلا استثناء أن الأفق أمام الوضع القائم – إن ظل على حاله- مغلق تماماً، ذلك أن قطاع غزة، ليس أمامه موضوعياً سوى بوابة واحدة، وهي بوابة سيناء المصرية، وسيناء رغم انها تبدو سهلة وواضحة وممتدة بلا عوائق، إلا أنها أرض تيه، ورمالها البيضاء أشد خطورة من بحر هائج بلا شطآن، ومعادلة سيناء غاية في التعقيد، وتوجد في هذه الصحراء العقدة الأمنية الرئيسية بين الشقيقة مصر وإسرائيل، وهذه العقدة التي اقتضت معاهدة سلام هي الأهم منذ ستين سنة في هذه المنطقة، لا تخضع للانفعالات العاطفية، وأكثر عمقاً حتى من الالتزامات الإنسانية، ومن المهم أن نتذكر دائماً، أن هذا الجزء الصغير من الحدود الفلسطينية المصرية، والمعروف بإسم ممر فيلادلفى، وطوله إثني عشر كيلو متراً فقط، هو النقطة الأكثر حساسية في هذه المعادلة الأمنية والسياسية المعقدة!!!. ومنذ يوم الثلاثاء الماضي 22-1-2007م، بدءاً بمسيرة النساء التي نظمتها حماس، ثم تفجير جزء من الجدار الحدودي بالقرب من المعبر الرئيسي، معبر صلاح الدين، ثم قرار فخامة الرئيس المصري بفتح الحدود أمام الفلسطينيين دون أن يتجاوزوا العريش، وما نتج عن ذلك من تطورات سياسية سواء في مجلس الأمن أو مواقف سياسية إسرائيلية ومصرية وفلسطينية، وقرار مجلس وزراء الخارجية العرب، وموقف الاتحاد الأوروبي والإشارات الأمريكية منذ ذلك الوقت والسؤال يتلاحق، كيف نعيد فتح معبر رفح، و ما هو الجديد الممكن في صيغة فتح المعبر، و كيف لا تأثر هذه الصيغة سلباً على معادلة الأمن المعقدة بين مصر و اسرائيل، و كيف نبقي على التوجهات الايجابية دولياً لصالحنا وخاصة تلك التي تدعوا إلى تدفق المساعدات بشكل منتظم، وتلك التي تتوجه لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة؟؟؟ المسألة ليست سهلة، وتحتاج إلى ترتيب الأولويات بشكل دقيق ومسئول بل في قمة المسئولية!!! وحين ندقق النظر في المواقف التي أعلنها الرئيس الفلسطيني أبومازن، سواء قبل الأحداث الأخيرة، أو بعد أحداث الأسبوع الماضي التي جرت على المعبر، أو خلال لقائه مع الرئيس المصري حسنى مبارك في القاهرة، نجد أن الرئيس أبومازن، أعطى إجابات دقيقة جداً، ومسئولة جداً، حول هذه الأسئلة، وقدم التصور الفلسطيني الذي يمكن أن تقبله وترد عليه جميع الأطراف التي ذكرناها إيجابياً!!!. - وأنا شخصياً: كنت أتوقع أن تلتقط حماس هذه الفرصة الكبيرة المتاحة، من خلال الذهاب بجدية، وعقل مفتوح، إلى الحوار الوطني، وإلى المصالحة، ومن هناك، من قلب الحوار الوطني والمصالحة، تعرض صيغتها للمشاركة في معبر رفح، ليس بصفتها حماس، وإنما بصفتها جزءاً من هذا التكوين الجديد الذي سيسفر عنه الحوار الوطني، وتسفر عنه المصالحة الوطنية!!!. - مع الأسف الشديد: حماس لم تفعل ذلك، بل ذهبت إلى المستحيل الذي لا تملك أوراقه، والذي لا تستطيع أن تفرضه على مصر فرضاً، فمصر أدرى بما تستطيع ربما لا تستطيع!!! كما لا تستطيع أن تفرضه على الشرعية الفلسطينية كما فرضت الانقلاب، فالشرعية الفلسطينية مخولة دستورياً وسياسياً بما هو ممكن وما هو غير ممكن!!! ولا تستطيع أن تفرضه مباشرة على بقية الأطراف الدولية!!! والسؤال هو: - ما الذي تعتقد حركة حماس أنها تملكه كأوراق قوية تتيح لها طرح هذه الطلبات المستعصية؟؟؟. هذا سؤال مهم للغاية، لأنه سوف يجعلنا نفهم المرتكزات التي تستند إليها حماس في تفكيرها السياسي، وفي قراراتها السياسية. وحين نراجع المقولات التي يكررها عدد من قادة حماس منذ نشأت أحداث معبر رفح الأخيرة، فسوف نجد أن المرتكز الرئيسي يقوم على تضخيم أحداث معبر رفح الأخيرة، وليس على موضوع الحصار نفسه، ومعاناة القطاع من جراء هذا الحصار!!! وأن الحوار الوطني، ونجاح هذا الحوار الوطني لا يحتل أهمية مركزية في الخطاب السياسي لإخوتنا في حماس!!! وهذا شيء مؤسف للغاية، فمن المفترض ان كل ألم فلسطيني، وكل حراك من أي نوع يجرى على خلفية هذا الألم الفلسطيني، يحرك الإرادة نحو الحل الداخلي، والمصالحة وانتاج صيغة جديدة تؤدى إلى استقرار الحالة الفلسطينية وليس المزيد من تمزيق الوضع الفلسطيني!!!. - في كثير من الأزمات حولنا: نلاحظ أن الذين لا يريدون الحل يهربون دائماً إلى الخلاف عن طريق افتعال نقاط اشتعال جديدة، أو طرح أفكار غير ممكنة، وبالتالي يعفون أنفسهم من المسئولية، عن طريق الهروب إلى الخلاف وتأجيجه والذهاب به إلى أقصى درجة!!!. - إن قطاع غزة: الذي أطلق صرخة قوية ضد الحصار، وأطلق نداء أقوى تجاه الحوار والمصالحة، مهدد الآن بالعودة إلى الحصار جديد، ومهدد أيضاً أن يكون مسرحاً للتشنجات وعمليات الشد والرخى التي قد تتجاوز المعايير المقبولة!!! ونحن ندعو إلى مزيد من الحكمة والتبصر، حتى لا نجد أنفسنا في موقف سلبي مع أشقائنا المصريين، بوابتنا الوحيدة، الذين يفتحون لنا طاقة على الأمل كلما ضاقت بنا الأرض على رحبها!!!. ويجب أن لا نظهر كما لو أننا نريد توريط الأشقاء المصريين فيما لا يريدونه ولا يقدرون عليه، فحينئذ ستكون خسارتنا الفلسطينية مضاعفة. [email protected]Yahya [email protected]
#يحيي_رباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هنا القاهرة
-
اول الوطن ام اول الكاؤثة
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|