أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - استقرار أم استضرار؟














المزيد.....

استقرار أم استضرار؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:25
المحور: كتابات ساخرة
    


نتحدث عن الاستقرار، لكن ما هو الثمن الذي يدفعه أغلب المغاربة من أجله؟ وهل ظروف الاستقرار الحالي تشكل في واقع الأمر استقرارا فعليا، أم أن المسار ظل هو تجميع شروط استمرار "الاستضرار"؟ علما أن التنمية في حاجة إلى استقرار وليس إلى "استضرار"؟.
إن أغلب المغاربة متضررون اجتماعيا واقتصاديا، وأن "الشوكة وصلت لعظم أكثرهم"، أصابهم الضرر بفعل سوء الحال واستضرّ بهم.. إنهم متضررون من قسوة وشدة المعيش ومن الضيق المالي والنقصان في مختلف المجالات.
كيف يمكن الحديث عن الاستقرار ونحن نسمع في كل مكان " هذا المغرب الجديد..مغرب لغلاء والتشريد"، أو " لا سلم ولا هدنة.. والمواطنة في محنة".. أو "زيدونا فالخلصة باركا من الخوصصة"... هل هذه الشعارات تدل على استقرار أم استضرار؟
إن شعور المغاربة بأن المغرب بلد أمن وأمان أمر جميل جدا، لكن ينبغي أن لا يكون مبنيا على استضرار مسترسل ينعته القائمون على الأمور بالاستقرار.
يكفي النظر إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية .. ويكفي التفكير في الشباب الجامعي الذي يبحث عن عمل لسنين ولا يجده.. هل فكّرنا في أن هؤلاء وغيرهم من الجيش العرمرم من المقصيين والمهمشين، هم قنابل موقوتة، كما قال الكثيرون، يمكن أن تنفجر في أي وقت وتهدد السلم الاجتماعي، فهل هذا مؤشر للاستقرار أم للاستضرار؟
كم هو عدد المغاربة الذين يعيشون بأقل من 2500 أو 2000 درهم شهريا، أي ما يعادل 70 أو 50 درهما في اليوم؟
إنهم يعدون، ليس بالآلاف وإنما بالملايين، وهم الفئات التي تعيش بمصروف يومي بين 70 و 00 (صفر) درهم، علما أن 70 درهما يوميا لا يمكن أن تفي بالمسكن والمأكل والمشرب والملبس والتطبيب و"البلية"، مادام لكل منا "بليته"، مشروعة كانت أو غير مشروعة، لكنها تفترض مصروفا.
فإذا كان الاستقرار يتقوى بالحركية الاجتماعية كيفما بلغت حدتها أحيانا، فإنه يضعف إلى حد الاندثار مع ارتكازها (الحركية الاجتماعية) على السخط والإحباط الدائمين المستمرين، وبذلك يتحول الاستقرار إلى "استضرار" وذلك مع شيوع الاحتجاج والتنديد والتظاهر في كل مكان بدون جدوى وبدون تحقيق أي مطلب، أليس هذا الحال تعبيرا عن تكريس "الاستضرار" باسم ضرورة الحفاظ على الاستقرار؟
لازالت الحكومة تُمنِّي نفسها أنها تستهدف تقليص نسبة البطالة إلى 7 بالمائة نهاية مشوارها في سنة 2012، وجميع المؤشرات وآفاقها تبين أنه هدف بعيد المنال، لأنها تبني تحقيقه على الوصول إلى نسبة نمو لا تقل عن 6 بالمائة سنويا، وهذا أمر هو كذلك مستعصي التحقيق إذا ظل الوضع على ما هو عليه، أي اعتماد الانفتاح دون التوفر على استراتيجية محددة الأهداف ومعلومة المقاصد.
في حين إن الدراسات الأكثر نزاهة وموضوعية تفيد أن نسبة البطالة ستظل سائرة نحو الارتفاع لتبلغ 16 بالمائة مع حلول سنة 2012، وهذا مؤشر من بين المؤشرات التي تفيد أن الحكومة الحالية سوف لن تكرس إلا "الاستضرار" عوض إعادة تجميع شروط الاستقرار.
فرغم إقرار الدولة باتساع ظاهرة الفقر إلا أنها عملت جاهدة على الالتفاف على مسؤولياتها عنه وكذا إخفاء حدته باللعب على الإحصائيات، فمن جهة لا تعتمد معايير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على علاته، ومن جهة أخرى تخلت عن القياس الفردي واعتمدت القياس الأسري، والهدف كان دائما هو تقليص حدة الأرقام، وذلك بغية الدفاع عن نجاعة سياساتها والإجراءات التي تطبقها في إطار محاربة الفقر، علما أن الأرقام التي تقدمها هي نفسها تفضحها، وتكشف قصور سياساتها على تلبية حاجيات شعب غالبيته من الفقراء، وللتدليل على هذا القول، إدعاء تقليص الفقر بين 1984 و 1990 بنسبة 50 بالمائة، وقيل إن سبب ذلك هو اعتماد برامج التقويم الهيكلي، لكن العكس هو الحاصل، ارتفاع نسبة الفقر بأكثر من 58 بالمائة والمعرضون للفقر 35 بالمائة بين 1990 و 1998، مجتمعيا أكثر من 17 مليون من المغاربة، فهل السياسات المعتمدة حتى الآن تقلص نسبة الفقر أم تولده؟ إن الجواب على هذا السؤال كاف وزيادة ليكون مؤشرا على الاستضرار وليس الاستقرار.
ثم انظر إلى الفساد والفوارق الاجتماعية الصارخة، والتي وصلت حدا لا يمكن قبوله، بظهور فئة قليلة غنية أكثر مما يتصوره أي مغربي وشرائح واسعة من الفقراء والمعدمين، هذا في وقت يتحدث فيه القائمون على الأمور عن محدودي الدخل، علما أن عليهم الحديث عن معدومي الدخل، أليس هؤلاء مصدر تهديد للسلم الاجتماعي؟ والحالة هذه، هل نحن أمام استقرار أم
"استضرار"؟



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة -المشهد السياسي بعد انتخابات 2007 وآليات حماية المال ال ...
- نكافح انتشار السيدا أم نشجعه بالمغرب؟
- طرائف-البروتوكول الملكي-
- هكذا تكرس المواطنة عندنا
- مازالت أزمتنا أزمة مركبة
- برافو المخزن
- لصوص القصور بالمغرب
- هكذا كون الحسن الثاني الثروة الملكية
- حوار مع محمد الحنفي/ فاعل سياسي وجمعوي
- كان الحسن الثاني ينقل الأموال إلى الخارج
- دردشة مع فاعلين جمعويين حول تكوين ثروة الملك الحسن الثاني
- ليس تشاؤما..وإنما هي مرارة السؤال
- توزيع -تركة الوزير اليازغي
- تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تقوى عوده خلال سنة 200 ...
- ملفات غير مكتملة تنتقل إلى عام 2008
- انتشار الجريمة بالمغرب
- مختلف الطرق المؤدية إلى مراكمة ثروات الحسن الثاني
- لصوص الملك و لصوص باسم الملك
- بداية نهاية عهد الامتيازات
- أتهم فؤاد عالي الهمة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - استقرار أم استضرار؟