|
يا رافد فياض الجبوري : أعِدْ قصيدتي رجاء ً !!
يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 09:21
المحور:
الادب والفن
أن يسرق دعيُّ شعر بيتا أو بيتين من قصيدة غير منشورة لشاعر ما ، فأمرٌ مألوف لكثير من أدعياء الشعر ... وأن يقرأ مثل هذا الدعيّ ، قصيدة غيره في جمع من معارفه زاعما بكونه شاعرها ، فأمر لا غرابة فيه ... لكن الغريب واللا مألوف ، هو ، أن يسطو مثل هذا الدعيّ على قصيدة كاملة ، منشورة في ديوان وفي اكثر من منبر اعلامي وأدبي ، فلا يكتفي بنشرها في صحيفة أو قراءتها في جمع من معارفه ، إنما ينشرها في كتاب يطلق عليه مسمى " ديوان شعر " يحمل اسم القصيدة المسروقة ذاتها ...
عام 1998 صدرت لي مجموعة شعرية بعنوان " أطبقت أجفاني عليك " ومن بين قصائدها قصيدة بعنوان " القضية " كنت قد نشرتها قبل ذلك في المجلة العربية عام 1997 ... فإذا بي أقرأ في احدى الصحف عرضا لمجموعة شعرية بعنوان " القضية " بقلم الأديب الصديق خالد شويش قطان ، مركزا في مقالته على قصيدة " القضية " دون غيرها ، لأكتشف أن القصيدة هي قصيدتي ، وأن السارق قد نقلها من المجلة العربية بحذافيرها ـ بما في ذلك الخطأ المطبعي ـ دون أن يكلف نفسه عناء تغييرجملة شعرية واحدة ...فكانت الفضيحة ، حين نشر الصديق خالد شويش مقالا في ذات الصحيفة تحت عنوان " سرقة في وضح النهار " بعد اطلاعه على مجموعتي والمجلة العربية .... غير أن ذريعة السيد رافد هي أنه قد طبع كتابه كي يثبت لمفوضية اللاجئين كونه شاعرا معارضا لنظام صدام حسين ، والدليل قصيدته " القضية " وبالتالي فهو يستحق اللجوء السياسي ... و : ( رجاء اغلق موضوع القصيدة واحسبها في سبيل الله ... )
الان وقد تمّ ردم المستنقع الصدامي ، فإنني أناشد السيد رافد فياض الجبوري أن يعيد لي قصيدتي من خلال اعتذاره عن سرقتها و حماقة طبعها في كتاب يحمل عنوان القصيدة ...
ها أنذا الان أعيد نشر القصيدة ـ فعسى أن يقوم بالردّ عليّ والإدّعاء بأنه شاعرها ..
القضية قضـِيّـتي أني بلا قضِـيّة ْ
في وطن ٍ
يمتدُّ من قـُبـَّعَة ِ الشرطيِّ
حتى غـُرَفِ الأقبية ِ السريّـة ْ ..
حيث ُ البكاءُ شـُـبْـهَة ٌ
والصلواتُ شـُبْـهَة ٌ
وشـُبْـهَة ٌ أنْ لا يؤدّى شـَرَفُ التحِيَّـة ْ
للوثن ِ المُـطِـلِّ من دفاتر ِ الدرس ِ
ومن نوافذ ِ البيوت ِ..
أبواب ِ الحوانيت ِ ..
ومن أرصفة ِ الشوارع ِ الخلفيّـة ْ..
من كلِّ شيء ٍ ـ ما عدا " المرافق الصحيَّـة ْ "
وشـُبْـهَـة ٌ أنْ لا يكون الرأسُ سنديانة ً لخوذة ٍ
واليدُ مشـْـجَـبا ً لبندقيـّـة ْ ..
وشبهة ٌ أخطرُ أنْ تقولَ :
إنَّ الله وحدهُ الذي حُـقـّـتْ له ُ
عبادة ُ الرعيـّـة ْ ..
وشـُبْـهَـة ٌ أن ترفضَ الخرابَ والدمارَ
والتدجينَ في " المفاقس ِ الحزبية ْ "
قضيّـتي خسَـرْتها
من قبل ِ أنْ يبتدئ الرهانُ يا سيدتي
وقبلَ رمي ِ الزار ِ في " الطاولة القومية ْ "
في وطن ٍ يُسْـلـَخ ُ كل َّ ليلة ٍ
يخسَـرُ كلَّ جولة ٍ جيلين ِ من كرامة ٍ
باسم ِ البطولات ِ التي تـُمَجِّـدُ الطاعون َ
والفتنة َ ..
أو تكفرُ بالماء الذي يورِق ُ عشبَ النور ِ ..
والطين ِ الذي تعشقه ُ زهورنا الطريّـة ْ ..
قضيَّـتي خسرْتـُها ..
لا فرق َ بين وحْـل ِ فوضويّـتي
وكوثر ِ الحريَّـة ْ
ما دامت ِ البيْـعَـة ًُ " تكريتية ً"
وصالة ُ المزاد ِ " عفلقيَّـة ْ "
في وطن ٍ تحكمُـه ُ الخوذة ُ
لا يملكُ أنْ ينفضَ عن عيونِـه ِ
أكياسَـه ُ الرمليـَّـة ْ !
**
خطيئتي أني بلا خطيئة ٍ
سوى انتباذي العَـسَـل َ المُـرَّ بأكواب ِ الأناشيد ِ
وتكذيبي الشعارات ِ التي تفوحُ عنصريَّـة ْ
وخطبَـة َ " البَـيْـعَـة ِ " عن " رسالة ٍ "
تـُـوَحِّـدُ " البصرة َ " بـ "القدس ِ"
وماءَ " النيل ِ " بـ " اليرموك ِ "
و" النخلة َ " بـ " الزيتون " ..
كنتُ حالما ً.. واستيقظتْ روحي :
رأيتُ النخلَ شـَـحّـاذا ً كفيف َ السَـعْـف ِ
و" اليرموك َ " لا يسقي سوى الحدائق ِ " العِـبْـرِيَّـة ْ"..
وكانت ِ البصرةُ في ملجَـئـِها
تـَسِـف ُّ في عيونِـهـا الرمالُ ..
والفراتُ " زمزميَّـة ْ " !!
رأيتُ ميراث َ " صلاحَ الدين ِ " في المزاد ِ :
سيفٌ نائمٌ في غِـمْـدِه ِ مُحُنـَّطـا ً
ومهرة ً معْـصـوبة ً شـُدَّتْ إلى مركبة ٍ داخلـَـها البلادُ ..
داخلَ البلاد ِ أمَّـة ٌ سـبيئـة ٌ..
أردْتُ أنْ أصرخ َ .. خفت ُ شـُبْـهـَة َ الذعْـر ِ ..
كتمتُ صرختي
فاختنقتْ ربابتي ..
وانتحرَ العصفورُ في حديقتي الصوفِـيَّـة ْ ..!
وها أنا أطوف ُ في البريَّـة ْ
مُـضـَـرَّجا ً بالخوف ِ يا سيدتي
وليسَ من عصا بها أنش ُّ عني غربَـة ً وحشِـيَّـة ْ
آخرُ ما عرفتُ عن مدينتي :
أنَّ عَصيدَ التِـبْـن ِ صار َ أكـْـلـة ً شعْـبـِيَّـة ْ
وما تزالُ الصحفُ اليوميَّـة ْ
تـُبَـشـِّـرُ الجائعَ بالجنـَّـة ِ ..
والغريقَ بالياقوت ِ في قاع ِ بحار ِ الحزن ِ ..
و " العانسَ " بـ " الحبِّ الرفاقيِّ " ..
وما تزالُ في مدينتي الإذاعة ُ الرسميّـة ْ
تضخ ُّ من صنبورها سَـيْـلَ الأناشيد ِ
عن " الآصرة ِ القوميَّة ْ " ...!
آخرُ ما عرفتُ عن مدينتي
أنَّ بنيها يبحثون الانَ عن هويَّـة ْ
ما بين " بابليّـة ٍ " ضاعوا و " سومريَّـة ْ " ..
آخر ما عرفتُ يا سيدتي
أنَّ الصباحات ِ بها ضريرة ٌ
وأنها في زمن الرِدَّة ِ
قد تعودُ جاهليَّـة ْ !!
***
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمات متقاطعة
-
انفجارات .. وطفولة .. وسنابل
-
حبل ٌ من الآهات
-
أسئلة ساذجة جدا ً
-
ما قاله التاريخ ...
-
وهم الحالمين بعودة حزب البعث الى السلطة
-
رغيف من خبز المحبة إلى مائدة - النور - في عيدها
-
لو تحسن الوسادة الكلام
-
مقاطع من قصيدة ضائعة
-
الأبالسة
-
أجّلتُ ميلادي
-
إنهم يقتلون النخل
-
سبايا
-
إلى ناسكة
-
كل عصر ٍ وله ربٌّ جديد
-
طاوي الديار
-
جنون
-
المنطقة الخضراء
-
على الجهات المنتهكة تقديم الاعتذار .. وعلى المدى رفع دعى قضا
...
-
عمو بابا أهم من طلاب الأزهر يا سيادة النائب
المزيد.....
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|