أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أمين مطر - أبدا لم يكن الحكيم حكيما..














المزيد.....

أبدا لم يكن الحكيم حكيما..


أمين مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 01:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


عشرات المقالات كُتبت حتى اللحظة تؤبن الدكتور جورج حبش الأمين العام التاريخي للجبهة الشعبية لتحرير فسطين الذي وافته المنية يوم السبت الماضي في عمان عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاما. كثير من تلك المقالات أسهبت كثيرا في شرح وتسليط الضوء على المزايا النضالية والوطنية الكبرى التي تحلى بها الحكيم في مسيرة حياته التي عاشها متنقلا من محطة الى اخرى دون ان يتغير في الحكيم شيئا رغم كل المتغيرات التي عصفت بالقضية الفلسطينية ومحيطها الاقليمي وكذا المتغيرات الهائلة والكبيرة على الصعيد الدولي .

الذين ارادوا ان يؤبنوا الحكيم رفعوه الى مرتبة الانبياء والرسل والشخصيات العظيمة جدا التي تركت أثرا عظيما في حياة شعوبها وشعوب العالم، دون ان يوضح احدا منهم أي أثر ايجابي وعظيم تركه الحكيم لشعبه وقضيته اللهم اذا كانوا يقصدون خطف طائرات الابرياء، في المرحلة الاولى من عمر الجبهة الشعبية، أو ربما يقصدون مشاركة الجبهة بفعالية في جبهة الرفض ولا حقا في جبهة الانقاذ وبعدها وجود الجبهة في مجموعة الفصائل العشرة، وكل هذه التجمعات كانت عائقا بوجه مسيرة النضال الفلسطيني الذي بدأت تتعقلن كثيرا وتأخذ بالحسبان الواقع وما يسمح لها هذا الواقع بالحصول عليه وخاصة بعد قبول منظمة التحرير الفلسطينية بمبدأ الدولتين وخطاب عرفات في الامم المتحدة، كما ان هذه التجمعات مكَنت انظمة عربية عديدة وخصوصا النظام السوري من التلاعب بالقضية الفلسطينية والتعامل معها كورقة تلعب بها وتساوم عليها في معاركها مع الاخرين، أو ربما قصد هؤلاء المؤبنين الاف الخطب الطنانة والرنانة ومنها الحارق والخارق والمتفجر الذي صدع رأسنا بها الحكيم في حياته وكانت وبالا على شعبه وقضيته الوطنية، وخاصة تصريحه الشهير بأن جبهته ستفجر الارض تحت اقدام قوات التحالف الدولي الذي تشكل عقب غزو الدكتاتور المعدوم صدام حسين لدولة الكويت.

قلة قليلة جدا من تلك المقالات التي كُتبت أتت وبخجل على السيئات الكبيرة التي ارتكبها الراحل بحق شعبه وحق شعوب المنطقة وخاصة الشعب الارني اولا واللبناني ثانيا والكويتي والعراقي ثالثا، وهو ماجاء في مقالة السيد خير الله خير الله المنشورة في ايلاف بعنوان "هل يتعلم الفلسطينيون من تجربة جورج حبش" أما باقي المقالات وهي كثيرة جدا فانها صورت لنا الراحل قائدا مقداما وحكيما معصوما لا يخطأ أبدا ولا يمكن أن يخطأ فيما سيرة الراحل تمتلئ بالاخطاء الكبيرة وهي من عينة "غلطة الشاطر بألف" وهي اخطاء ما زال الفلسطيني يعاني من آثارها السلبية حتى اللحظة، فيما وصفه الزميل توفيق الحاج بالشمس في مقالته المنشورة في ايلاف بعنوان " غربت شمس لتشرق اخرى" ولا أعلم تماما أي نوع من الدفئ أشاعته شمس الحكيم على شعبه باستثناء ربما الدفئ الحارق جدا الذي تركته أفعال الحكيم في جسد شعبه وقضيته.

ذات يوم كنت في زيارة لاحد مواقع الجبهة الشعبية العسكرية في منطقة جبل لبنان، وحدث ان فتح احدهم نقاشا بخصوص الاوضاع في الساحة الفلسطينية، وما ان وجهت نقدا خفيفا جدا لشخص الحكيم وكان نقدا موضوعيا حتى بادر احدهم الى تلقيم سلاحه وتصويبه نحوي مهددا اياي بعدم الاقتراب من شخص نبيهُ المدعو جورج حبش. كان هذا الشخص وغيره من عناصر الشعبية وغيرها من التنظيمات أو بالأحرى "الدكاكين" ضحية لعملية غسيل دماغ مارستها تلك التنظيمات مع عناصرها، وهدف تلك العملية هي عبادة شخص الامين العام وتحويله الى رمز ومركز تتمركز في شخصه كل الصلاحيات وكل الافعال الحميدة وكل الاعمال النضالية الجليلة التي حصلت، وهو مبدأ عملت عليه كل دكاكين اليسار الفلسطيني في برامج عملها الداخلية.

مفارقة عجيبة ان تحتضن عمان الحكيم في سنوات عمره الاخيرة وهي المدينة التي عانت كثيرا من جراء أفعال الحكيم الطائشة والصبيانية المدمِرة، وبغض النظر عن الموقف تجاه القيادة الاردنية فان مافعلته عمان تجاه الحكيم هو فعل عظيم تستحق عليه عمان كل الشكر وكل الاعتذار طالما ان الحكيم قد رحل دون ان يعتذر منها ومن ابنائها، وهي مناسبة ايضا لتقديم الاعتذار لشعوب لبنان والكويت والعراق جراء سياسات فلسطينية طائشة ومتهورة كان الحكيم الراحل في مقدمة صُناعها.

بقي شيئا واحدا وهو المديح الذي لاقاه الحكيم نتيجة لتخليه عن منصب الامين العام للجبهة الشعبية وهو الشيء الذي لم يسبقه اليه أحد آخر، والمطلعين على كواليس الوضع الداخلي للجبهة الشعبية يعلمون تماما ان الحكيم كان أمينا عاما فعليا للجبهة الشعبيه حتى أخر يوم في حياته وتخليه الشكلي عن الامانة العامة يشابه الى حد كبير تخلي الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن قيادة الجيش الباكستاني.



#أمين_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لحق العودة..نعم للتعويض واعادة التوطين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أمين مطر - أبدا لم يكن الحكيم حكيما..