محمد تامك
الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 03:02
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
وراء الأسوار أناجيها.. كلمة/عروس.. تفضلها عن كل الكلمات.. نغمة فريدة.. الكل يهواها.. هي الأمل.. مقدسة.. الكل يبحث عنها.. أين يجدها؟ الأبواب موصدة من دونها.. الأسوار العالية تحجبها.. والأغلال تمنعنا من ملامستها.. إنها كلمة بسيطة.. معشوقة إذا سلبت منا.. لكن لا تنزعج.. فهي آتية لا محالة.. مادام في العمر بقية.. آتية رغم انف الجلاد والسجان.. رغم انف المحقق والمخبر لا تقلق فاسمها الحرية.. ولأنها كذلك فقدرها إنها تأتي دائما.. شامخة كالجبال.. ساطعة كالشمس.. إنها تاج فوق رؤوس الأحرار.. تحسها وأنت مغلول اليدين.. وأنت معصوب العينين.. تعرف انك ملاقيها شهيدا أو حرا.. إنها قدر الكل لا يستطيع لصدها المحتل سبيلا...
لا تقلق.. رفيقي.. ولا تنزعج قد أموت هنا خلف الأسوار.. قد أموت مغلول اليدين.. وقد أموت معصوب العينين.. قد ينهشوا لحمي.. ويمتصوا دمي.. قد وقد.. ولكن أبدا لن ينزعوا حبها من قلبي وعقلي.. أنا عاشق الحرية.. ومستعد للموت من اجلها ف"ميت مشكور" خير من "حي محقور (محتقر)"...
لهم رفيقي أن يملئوا السجون.. والمعتقلات.. وان يخفوا آثار جرائمهم في مقابر جماعية.. ولكنهم حتما سيزيدوننا إصرارا على المضي قدما نحو غايتنا النبيلة الحرية والاستقلال.. نعم رفيقي أنا حبيس الجدران الضيقة.. وراء الأسوار العالية.. خلف القضبان الحديدية.. أناجي معشوقتنا الفاتنة التي سالت من اجلها دماء طاهرة.. لكن لا تقلق ولا تنزعج مهما ارتفعت أصوات زورهم وبهتانهم.. فبتضحياتك الجسام أخرست صوت رشاشاتهم وهدير دباباتهم.. وبصبرك أنت قادر على إخراس ادعاءاتهم ودعاياتهم الكاذبة..
نعم أنا هنا.. أرادوني أن أكون مجرد رقم: 11307، ولكني رغما عن انفهم ما زلت صحراويا.. أقول لك أيها الرفيق.. في الشارع.. في الخيمة.. في صحرائنا العزيزة .. في الزنزانة المجاورة.. اصبر صبرا جميلا و "لنمد أجسادنا جسرا فقل لرفاقنا أن يعبروا" نحو فجر الحرية والاستقلال .
#محمد_تامك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟