أحمد بهاء الدين شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 11:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
الذين شاهدوا فيلم " الأرض " , من إبداع المخرج المتفرد " يوسف شاهين " , عن رائعة الأديب " عبد الرحمن الشرقاوي " التي حملت الإسم ذاته , لابد وأنهم يتذكرون المشهد الختامي الفذ الذي أداه ببراعة فائقة الفنان الراحل محمود المليجي , مجسدا ً دور الفلاح المصري (الجدع) , " محمد أبو سويلم " , الذي رفض الانصياع لإرادة كبار مُلاك الأراضي , والمدعومين بسلطة الحكم وقوات قمع النظام , الطامعين في أرض الفلاحين الفقراء , فتصدى لهم بقوة , وَحَّرضَ أخوته وجيرانه وأهل بلدته من الفلاحين, على المقاومة والصمود , في وجه القهر والعنف والعدوان على أرضهم الطيبة , لكن " موازين القوى " أجهضتت انتفاضة الفلاحين في مواجهة طغيان ملاك الأرض الأغنياء , وحوصرت القرية بقوات " الهجّانة " المكونة من أهالي النوبة والسودان الطيبين , الذين أُجبروا على قهر أشقائهم الفلاحين , فتم فرض حظر التجوال على القرية , وعُذب الفلاحين المتمردين , ورُبط " محمد أبو سويلم " , بأوامر " الباشا " قائد القوة العسكرية , إلى مؤخرة حصان جامح, سحله على أرضه الطيبة لكي يرويها بدمائه الطاهرة , وبينما ينتهي الفيلم على لقطة مكبرة لوجه الفلاح الأصيل " أبو سويلم " المحتضر وهو ينزف دما ً , وعلى جسده الفارع الذي يجره الحصان فوق أرضه الجريحة , وعلى يديه القويتين وهما تتشبثان بجذور نباتاته الخضراء التي زرعها بنفسه, وبأعواد شجيرات الذهب الأبيض التي عاش يحلم بها .. كانت أغنية الجموع الحزينة تعبر أبلغ تعبير عن قيمة الماء والأرض للفلاح المصري, ولكل فلاح على أرضه البسيطة :
" الأرض لو عطشانة .. نرويها بدمانا " .
•الأرض أرض الفلاحين (1)
مقولة " هيرودوت " الشهيرة : " مصر هبة النيل " ليست صحيحة بصورة مطلقة , فالنيل يمر بأراضي العديد من الدول الأفريقية , لم تشهد واحدة منها حضارة كحضارة مصر ولا إنجازات العائشين فوق أرضيها , الأصح أن مصر هبة فلاحيها , الذين مارسوا الزراعة منذ فجر التاريخ , وأبدعوا حضارة زاهرة لازالت علاماتها باقية على مر الدهور , ولأن الفلاح المصري عاش طوال قرون عديدة تحت وطأة القهر والاستغلال والفقر , علمته هذه المراحل الطويلة من المعاناة فضيلة الصبر على المكاره, واحتمال الأذى والبطش , غير أنها أيضا ً علمته أن الثورة واجبة عند اللزوم , حينما ينفذ معين صبره ولا يرى مفرا ً من التمرد , مهما كانت التكاليف وأيا ً كانت النتائج , ثار الفلاحون المصريون في الأسرة السادسة ( الفرعونية ) فيما عرف بأول ثورة ( طبقية ) في التاريخ , وثاروا على الغزاه من كل الأنواع , الذين وجدوا في مصر وفلاحيها البقرة الحلوب , التي اعتصروا ضروعها بلا رحمة أو شفقة , وفي التاريخ المعاصر ثاروا على الولاة والمماليك والعثمانيين والفرنسيين , والإنجليز تلبية لنداء عرابي عام 1882, ثم سعد زغلول عام 1919 , وكانوا قبلها قد ثاروا على الاحتلال البريطاني في " دنشواي " , وعُلقوا على أعواد المشانق انتقاما ً لثورتهم , ثم ثاروا في " بهوت " و " كفور نجم " على الإقطاع قبل يوليو 1952 وبعده في " دكرنس " , ودوت صيحات غضبهم في كل الأرجاء .
تمتع الفلاحون المصريون بوضع أفضل نسبيا ً بموجب إجراءات ثورة يوليو وقوانين إصلاحها الزراعي . إذ وزعت أراضي كبار الملاك على الفلاحين المعدمين فأمنت لهم حدا ً مقبولا ً من ضمنات الحياة , كفلت لهم تطويراً نسبياً لحياتهم , وتعليما ً مجانيا ً أرقى لأطفالهم , وعلاجا أفضلً لمرضاهم , وهو ما كان أحد مستهدفات النظام الانقلابي الساداتي ـ المباركي , الذي راوغ وداور لسنوات طويلة حتى استطاع استصدار قوانين ارتدادية , نفذت منذ العام 1996 , بموجبها تم نزع الأراضي التي صادرتها ثورة يوليو ووزعتها على الفلاحين الفقراء , قبل نحو أربعة عقود , وإعادتها إلى أصحابها من أغنياء الريف , ومنذ ذلك التاريخ أخذت أوضاع الفلاحين المصريين في التدهور , إذ طردوا من بيوتهم , وحرموا من محاصيلهم , وتشردت أسرهم , وفـُُرض عليهم ـ مجددا ً ـ بقوة القهر أن يحرموا من أرضهم التي اعتاشوا على أديمها لأربعين عاما ً كاملة ً .
•عطشان يا صبايا .. دلوني على السبيل (2)
كان لهذا الإجراء وقع الصدمة على الفلاحين المنتزعة أرضهم ,ولأن الفلاحين كانوا محرومين من الوعي بالتنظيم , وبلا اتحاد للفلاحين يقود نضالهم ضد مغتصبي حياتهم وحركة المعارضة السياسية في البلاد ضعيفة وغير موحدة , جاء احتجاجهم هشا ً ومرتبكا ً , ورغم سقوط الجرحى والشهداء في معارك ضارية مع قوات الأمن المنحازة للأغنياء لم يستطع أن يوقف هجمة السلطة الغادرة , التي تلتها هجمات أخرى عديدة , تمثلت في رفع القيمة الإيجارية للأراضي المستصلحة المؤجرة , ورفع أثمان البذور والأسمدة الكيماوية وخدمات الزراعة الأخرى .. , وهو ما أثر سلبيا ً على مستوى معيشة الفلاحين , وأدى إلى تفشي عناصر التمرد والغضب داخلهم , ثم كانت الطامة الكبرى بتفجير " أزمة العطش " التي ترتبت على قصور فادح في إمداد الفلاحين المصريين بمياه الشرب , وكذلك مياه الري للأراضي المزروعة , في بلد عنوانها وشريان الحياة فيها " نهر النيل " .
•البحر عطشان مابيضحكش ! (3)
الإحصاءات الرسمية , حسب تقارير وزارة الدولة للتنمية المحلية ـ تشير إلى أن نصيب الفرد من مياه الشرب في مصر , قد تراجع بصورة واضحة خلال القرنين الماضيين على نحو ما يوضحه الجدول التالي :
العام نصيب الفرد من المياه بالمتر المكعب
1800 2200
1950 2376 [ الزيادة بسبب إنشاء السدود وتحسن وسائل حفظ المياه ]
1980 1500
1993 1035
1997 900
2007 470
وبالطبع فإن فقراء مصر , وسكان الريف بالذات , كانوا هم أول من عانى من ثبات معدلات تدفق مياه النيل , في الخمسين عاما ً الأخيرة , مع ازدياد المواليد , وتضاعف أعداد السكان , من نحو 20 مليونا ً , في منتصف القرن الماضي , إلى نحو 76 مليونا ً هذا العام , لكن السبب الأساسي الذي فاقم من " أزمة المياه " في مصر , مؤخرا ً , هو الاستخدام الترفي السفيه للمياه المحدودة , من قبل شريحة الأغنياء واللصوص وناهبي المال العام , وأثرياء الاحتكار والمضاربة في الأراضي , و" محاسيب " السلطة , الذين راحوا يقتسمون تركة الشعب المصري , بجشع غير مسبوق , و أدى هذا الوضع إلى حرمان أكثر من ربع المصريين من المياه أغلبهم من الفلاحين الفقراء , فالفيلات الفاخرة والقصور المنيفة , بحدائقها الوارفة الهائلة الاتساع , ونوادي " الجولف " التي يستخدمها نفر محدود من صفوة الصفوة , والمنازل الفاخرة بحمامات السباحة وما تستهلكه من كميات ضخمة من المياه , والمدن والقرى السياحية , والمشاريع الضخمة الفاشلة , كمشروع " توشكى " الذي بدد المليارات من الدولارات , و الملايين من أمتار المياه المكعبة , بلا مردود حقيقي .. ألخ , امتصت ماتبقى لمصر من رصيد مائي , هو أقل من الحاجات الأساسية للبلاد أصلا ً , الأمر الذي كان يستوجب ترشيدا ً واعيا ً للمياه , واستخداما ً حصيفا ً لها تبعا ً للأولويات الرئيسية .
وهناك آراء أخرى لها أرجحيتها , تستند إلى الخبرة الشعبية المتراكمة , تضيف إلى الفشل الإداري في مسألة توفير المياه للمواطنين المصريين , استهداف السلطة , من وراء " تأزيم " وضع مياه الشرب والري في الريف المصري التمهيد لـ " تحرير" مياه الشرب والري , و " خصخصة " شركاتها , وبيع المياه إلى الفلاحين المصريين , بزعم الحاجة إلى تغطية تكاليف تطوير شبكات المياه , وتحسين خدماتها ونوعيتها , وهو ما أعلنته وزارة الإسكان , بطرحها مناقصة عالمية للشركات , لإنشاء محطات لمياه الشرب والصرف , حيث أشارة الوزارة إلى أن نظام الامتياز الجديد سيعطي للشريكات الأجنبية , الفائزة بالمناقصة , مسؤولية إنشاء المحطة وتشغيلها , ومن ثم الإنفاق عليها وتحديد قيمة الخدمة المقدمة لـ " الجمهور " . [ جريدة " الأهالي " , 25 / 7 / 2007 ] .
• عطشان يا صبايا ... دلوني ع السبيل ! (4)
دراسة علمية حديثة , نال بها باحث شاب , أمين إبراهيم , درجة الماجستير في جغرافية المياه , من كلية الآداب ـ جامعة طنطا , قامت بمسح وضعية المياه في إحدى المحافظات التي تفجرت فيها عملية الاحتجاج على نقصها مؤخرا ً , محافظة " كفر الشيخ " , توصلت الدراسة إلى أن 64% من مراكز وقرى كفر الشيخ ( منها 1121 عزبة ) محرومة من مياه الشرب , لذا لم يكن مفاجئا ً أن " ثورة العطش " تفجرت أول ما تفجرت من " مركز البرلس " , بهذه المحافظة , التي يتولى موقع محافظها " صلاح سلامة " , الرئيس السابق لمباحث أمن الدولة , حين تظاهر أكثر من أربعة آلاف مواطن , وقطعوا الطريق السريع , لمدة عشرة ساعات , حتى أجبروا السلطة على توصيل المياه لري أراضيهم ومن أجل الشرب أيضا ً , وبعدها تدفق طوفان الغضب بسبب نقص المياه في أغلب قرى ومحافظات مصر , فهذه المرة لم يستكن الفلاحون المصريون لهذا الضربة القاتلة الغادرة , فالماء هو سر وجود الفلاح , ليس في مصر وحدها وإنما في كل مكان في العالم , وبدونها تستحيل الحياة , ومن هنا كان رد الفعل المباشر للفلاحين ( والمفاجئ للبعض ) قويا ً وهادرا ً , إذ بدأ المواطنون يحرضون أهالي قرية " دمرو" على التظاهر احتجاجا ً على انقطاع مياه الشرب بصفة دائمة , ومحاولة انتزاع 1000 فدان ( الفدان الواحد 4200 مترا ً مربعا ً ) من أجود أراضي القرية لإقامة مشروع حكومي عليها , وتجمهر مزارعوا محافظة الدقهلية احتجاجا ً على رفض بنك التنمية والإئتمان الزراعي تسلم محصول القمح , واتهموا " الحكومة " بالتحريض على عدم زراعة القمح , واتجاهها لاستيراده مما يهدد بالقضاء على زراعته [ مصر واحدة من أكثر دول العالم استيرادا ً للقمح .... الأمريكي ! ] , وفي محافظة " سوهاج " بجنوب الوادي , توصل تقرير لجنة لتقصي الحقائق إلى أن خمسة وسبعين مصابا ً بالتسمم , نقلوا إلى المستشفيات , بسبب تخزين مياه الشرب بحظائر المواشي واختلاطتها بالصرف الصحي , وهو ما أدى إلى تفشي حالة الغضب بين المواطنين , ويوم الحادي عشر من شهر يوليو ( آذار ) الحالي اعتصم ثلاثة آلاف مواطن بقرية " بشبيش " بالمحلة , احتجاجا ً على نقص مياه الشرب , وهدد عشرات الآلاف من قرى مجاورة بالانضمام إليهم , فيما احتشد المئات من فلاحي " رشيد " , بدلتا النيل, مهددين بالاعتصام والإضراب عن الطعام احتجاجا ً على عدم وصول مياه الري إلى أراضيهم , وفي نفس الوقت شهدت قرية " بلقاس " بمحافظة الدقهلية , اعتصاما ً كبيرا ً أجبر السلطات على بدء العمل في تطهير الترعة التي تنقل المياه إلى أراضيهم , وبعد يوم واحد تظاهر أكثر من خمسة آلاف فلاح في ذات المحافظة , ضد العطش ونقص مياه الري , مهددين بالإضراب عن الطعام إذا لم تحل هذه المشكلة , فيما تظاهر خمسة عشر ألف مواطن , بمحافظة دمياط , حاملين " الجراكن " البلاستيكية الفارغة , مطالبين بحقهم في مياه شرب صالحة للاستخدام الآدمي , وتظاهر ثلاثمائة مزارع في مدينة " بلقاس " , طلبا ً لسماد " اليوريا " , الذي اختفى من الأسواق ورفع التجار سعره لأثمان خيالية ! , وهدد المزارعون ـ العطشى هم وأراضيهم ـ في محافظة " الإسماعلية " بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام إذا لم تحل مشكلة إمدادهم بالمياه , وعاد نحو 120 ألف مواطن بمحافظة الدقهلية يهددون بإضراب مفتوح بسبب بوار 11 ألف فدان نتيجة لحرمانها من مياه الري , فيما تواصلت أزمة مياه الشرب , وإكراه المواطنين على تناول مياه الصرف الملوثة بدلا ً من الموت عطشا ً , وأصيب تسعون فردا ً بسبب التدافع على المياه في نفس المنطقة , حيث اعترف المسئولون فيها أن مياه الشرب ملوثة بمياه المجاري , بينما هدد سكان أربعة قرى بمسيرة احتجاجية حاشدة أمام مجلس الوزراء , وواجه مواطنو محافظة " بني سويف " بصعيد مصر , العطش وبوار الأرض ـ على نحو ما كتبت الصحف ـ بشعار " الاعتصام هو الحل " , إذ هدد نحو عشرين ألف مواطن بقرية " السعدية " , بالاعتصام ضد العطش بسبب انقطاع المياه , معلنين أن " الاعتصام هو الحل الوحيد للحصول عليها " , وتجمهر المئات من مواطني قرى " الجهاد " و " التضامن " و " المنشية " التابعة لمركز " سمسطا " (محافظة بني سويف) , بسبب انقطاع مياه الشرب , وإصابة بعضهم بأمراض الفشل الكلوي نتيجة تلوثها , فيما واصل مواطنو قرية " كفر غنّام " , التابعة لمركز " السنبلاوين " اعتصامهم المفتوح ـ لليوم السادس على التوالي ـ احتجاجا ً على تجاهل المسئولين لمطالبهم بتوفير مياه لإنقاذ 1200 فدان , من البوار , بعد جفاف الترعة الرئيسية بالقرية ,وفي محافظة " دمياط " اعترف محافظها , الدكتور محمد البرادعي , أن المصرف الذي يلوث مياه الشرب في العديد من قراها يعد " كارثة بيئية " ! , على حد وصفه , وأعلن المواطنون في المحافظات العطشى يوم الأول من شهر أغسطس (آب) القادم , موعدا ً للتظاهر , بالفؤوس و " جراكن " المياه الفارغة , أمام مجلس الشعب بالعاصمة المصرية لتقديم ما أسموه " وثيقة العطش " إلى المسئولين , بعد أن احتشدوا رافعين لافتات مكتوب عليها " عطشانين في بلد النيل ", منتقدين ارتفاع نسبة الأملاح في مياه الشرب وانتشار الطحالب فيها , الأمر الذي أدى إلى تفشي الإصابة بالفشل الكلوي بين المواطنين .
•الشعب هو الباقي حي (5)
هذه عينة من مظاهر " ثورة العطش " التي تجتاح " وادي النيل " هذه الآونة , وهي تعكس ملمحا ً من ملامح صورة مصر الراهنة , المليئة بالغضب وعناصر التوتر والانفجار وهي " الثورة " التي تضاف إلى تحركات العمال الذين زلزلت إضراباتهم واعتصاماتهم مصر من أقصاها إلى أقصاها طوال العشرين شهرا ً الفائتة , والمثقفين الذين خاضوا صراعا ً داميا ً ضد السلطة ـ منذ أن ألقت حركة " كفايه " حجرها في البئر السياسي الراكد , مع نهاية عام 2004 , فحركت دوامات الاحتجاج المتسعة دوما ً , والقضاة , وأساتذة الجامعة الذين أعلنوا جميعا ً رفضهم للنظام , وأدواروا الظهر لسياساته المعادية , ولبرامج " تحرير " الاقتصاد التي ضاعفت معدلات إفقارهم وتبعية بلادهم .. مؤكدة أن مصر دخلت مرحلة جديدة سيكون من المستحيل على النظام الحاكم , أو أي نظام قادم حكمها بنفس الاسلوب الذي كانت تحكم به من قبل .
لقد أدى تجاهل صيحات " المعذبين في الأرض " المنتشرين على امتداد الوادي , وتراكم عمليات الإفتقار على مدى العقود , وإهمال أوضاع الفلاحين , وسائر طبقات المجتمع الكادحة في مصر , إلى تدهور مريع في أحوالهم المعيشية , فبحسب تقرير للأمم المتحدة , استعرضه د. عثمان محمد عثمان , وزير التخطيط , في حكومة د. أحمد نظيف , مع أنطونيو فيجلانتي , الممثل المقيم للأمم المتحدة في القاهرة [ مارس 2005 ] , فإن نحو 34% من سكان مصر يعيشون تحت حد الفقر [ يرفع بعض الاقتصاديين الثقاة في مصر , كالدكتور نادر الفرجاني والدكتور إبراهيم العيسوي , وآخرين هذه النسبة بدرجات كبيرة متفاوتة ] , 68% منهم يقطنون في صعيد مصر [ حيث تتراكم مسببات ومظاهر التخلف و تدهور الأوضاع المعيشية ] , ويعيش 16.7% من السكان بأقل من دولار واحد يوميا ً , فيما لا يحصل أكثر من 10 ملايين مواطن على إحتياجهم الكافي من الغذاء , وتنتشر أمراض سوء التغذية في 21% من قرى صعيد مصر , وتزيد نسبة الأمية بين الفقراء عن 52 % .
فقد يتكلم مثقفو مصر فتتجاهل آذان السلطة الاستماع لأصواتهم , وقد يصرخ المهنيون فلا تجد صرخاتهم آذانا ً صاغيا ً لدى أهل الحكم وصناع القرار أما إذا تحدث الفلاحون , أو تحرك العمال , فلابد للجميع أن يرهفوا السمع , لأن صوت الشعب أقوى من كل محاولة للتجاهل أو الخداع أو السيطرة .. فالشعب , كما يقول شاعره " أحمد فؤاد نجم " :
" هو الباقي حي
هو اللى رايح
هو اللى جاي
طوفان شديد
لكن أكيد
يقدر يعيد
صنع الحياة ! "
#أحمد_بهاء_الدين_شعبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟