أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - البريق الثقافي والبريق السياسي














المزيد.....


البريق الثقافي والبريق السياسي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 09:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البريق السياسي أقل لمعانا من البريق الثقافي , فالبريق السياسي يظل لمعانه ساطعا لمدة محدودة من الزمن ما تلبث أن تتلاشى بمجرد زوال المؤثر عنه , فالوزير يظل محتفظ بلمعانه طالما أنه جالس على كرسي الوزارة ويزول عنه لمعانه بمجرد نزوله عن كرسي الوزارة .
ويقول فاروق حسني وقد كان وزيرا للثقافة المصرية : بريقي الثقافي أكبر لي من بريقي الوزاري أو السياسي.
فالمثقف يظل محتفظ بلمعانه طالما هنالك على وجه الكرة الأرضية كائنات حية , أما الذين يتنازلون عن مشروعهم الثقافي ليدفنوا أنفسهم في مقاعد وزارية أو غير وزارية فإنهم سرعان ما يفقدون قدراتهم على الخلق والإبداع والإبتكار وبالمثال على ذلك كمال الطويل الذي ترك الموسيقى والتلحين وذهب خلف الوضائف الدبلوماسية وبهذا فقدنا ألحانه وإسطواناته ومعزوفاته الجميلة .
وكذلك المتنبي الذي أرهق روحه وهو يمسح أحذية الحكام العرب لكي يصبح أميرا وحين فشل بذلك هجا كافور بأقذع أنواع الشعر بقصيدته المشهورة في كافور :
من مبلغ الضبة
وأمه الطرطبه .
وبذلك توعده كافور بالقتل فقتله الإخشيدي الذي هجاه أيضا وبهذا مات المتنبي وذهب ضحية لعبة سياسية حقيرة .
ومن منا لا يعرف المتنبي وشعره الذي يستشهد به حتى اليوم في النحو والبلاغة والفصاحة وقوة البيان وتأثير سحره علينا , ولكن المتنبي ركض خلف مشروع سياسي تافه جدا ولو أصبح المتنبي أميرا لذهبت جماليات فنه وإبداعه الأدبي .
وكثيرون هم الفنانون الذين فقدناهم حين أصبحوا وزراء وأمراء لأن بريقهم السياسي جعلوه يطغى على بريقهم الفني علما أن بريقهم الفني هو أعظم بكثير من كراسيهم السياسية المخلعة الأرجل.
إن المثقف يفقد 99% من جماله الفني والثقافي حين يركض ويهرول خلف الكراسي السياسية .
ولقد طلب ذات يوم الخليفة الأموي من عمر بن أبي ربيعة أن يمدحه بقصيدة تسير بها الركبان ناشدة فقال له :يا مولاي بصراحة أنا لا أمدح إلا النساء.
ومن المعروف أن عمر بن أبي ربيعة شاعر غزلي لا يشق له غبار ولم تلد العرب مقله إلا نزار قباني وكان نزار قباني كعمر بن أبي ربيعة رفض طوال عمره أن يمدح ملكا أو رئيسا أو أميرا .
وكان أحمد شوقي أمير الشعراء يحلم بلقب باشا ومات الباشا أحمد شوقي وبقي الشاعر أحمد شوقي أميرا وشاعرا عربيا كبيرا ليس كمثله شيء .
وكان الفيلسوف الفرنسي فودلير (بودلير)يقول : إذا كان للسلاطين صولجان فإن صولجاني هو قلمي.
فأقلام الكتاب والمبدعين أكثر قوة من سيوف الأمراء والملوك , وأوتار الملحنين الموسيقيين هي أكقر تأثيرا بالناس من أموال الملوك والحكام فاللحن الموسيقي الوطني الجميل يزيد في الناس حبهم للوطن وقائدهم أكقر مما يدفعه القادة من ذهب وأموال لشراء الولاآت.
واللوحات الفنية كانت في الكنائس تثير الأشجان الدينية أكثر من الإنجيل نفسه والقصائد والأشعار والترانيم هي أيضا كذلك .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قريش لا يهمزون
- قداسة البابا أدريان السادس( بورغو)1522م
- الحب والسياسة
- الإكتئاب الثقافي:قصة سلطان مع وزير مثقف
- هل تفقد الطيور حاسة السمع حين تفقد أجنحتها ؟
- السلفية مرحلة إصلاحية
- هل تعلموا أن المسيح كان يحيي الموتى!؟
- صاحب دار نشر لا يقرىء ولا يكتب
- إبنك يا حجه بدخن ؟
- معجزات عربيه وآسيويه وشمال أفريقيه
- رجل تقي ضيع زوجته
- الدول العربية لا تستحق الدعم الأمريكي
- الجنس والدين والسياسة
- قالوا: تأدب. قلت : مؤدب
- نوح لم يعش 990 سنه
- الليبرالية العربية ليبرالية قديمة
- ثقافة شرقية أم إسلامية ؟
- صفات الملوك
- تذكرتك يا غالية
- القراءة بين السطور


المزيد.....




- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
- 10 شهداء في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ببلدة طمون بال ...
- إسرائيل تعترف باستهداف فلسطينيين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق ...
- تحول تاريخي في سوريا.. تشكيل إدارة جديدة وإنهاء ستة عقود من ...
- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - البريق الثقافي والبريق السياسي