أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بسام الهلسه - مديح التفاهة!!














المزيد.....

مديح التفاهة!!


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2173 - 2008 / 1 / 27 - 10:32
المحور: كتابات ساخرة
    


تستحق التفاهة المديح..
ولم لا ؟
لم تعد سلوكاً مستنكراً خاصاً بأناس معينين في حالات معينة كما كان شأنها دائماً..
بل غدت أسلوب حياة ونظاماً شاملاً مكرساً باحترام ومهابة..
نظامٌ له مُنتجوه ومُروِّجوه ومُستهلكوه وحُماته ومريدوه..
تغلغل كالهواء في كل مسامات وجودنا وحياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتعليمية والاجتماعية والأخلاقية.. حتى صار الخلاص منه أمراً دونه البلاء!!
* * *
يكفي أن نلقي نظرة عابرة لنجد تجلياته المحيطة المطبقة، ولنجد شعوباً بأكملها منهمكة فيه كطقس معتاد مستحب..
وبدل التفكُّر في وجودها البائس، تراها ممعنة في التفاهة.. التي أصبحت مطلباً منشوداً –ليس للنُخب التي تنتجها فحسب- بل للغالبية الغالبة من الأمة التي صارت تسعى وتطمح للظفر بها..!!
واستقرت الأوضاع على سوقها: فكل "ما" و"من" ليس تافهاً، "شاذ" يستدعى المعالجة وإعادة التأهيل..
* * *
والأمر طبيعي لا يستوجب أدنى استغراب...
فحين يُلقى بكل إنشغال جاد ومصيري في سلة المهملات تكون النتائج محسومة..
وحين تتوارى الأسئلة الكبرى عن الوجود ومعناه ومتطلباته ومكاننا ودورنا فيه، تحل محلها ذهنية وثقافة: "آدي احنا عايشين يا بيه"، كما يقول أهل مصر...
وحين تنتج الأمم الأخرى وتطور الصناعة والعلم والمعرفة والمؤسسات -ومعها وقبلها- "الإنسان"، فيما نحن نمضغ الوقت –أو يمضغنا.. لا فرق- فما الذي ننتظره يا ترى...؟؟
-هل ننتظر شيئاً آخر غير الاستخفاف الذي نعامل به؟
ومن ذا الذي سَيُعزِنا إن نحن هُنَّا على أنفسنا؟
أم لعلنا ننتظر الشفقة من جمعيات حقوق الإنسان، والعناية بالبيئة، والرفق بالحيوان؟؟
لنسأل أنفسنا أولاً: أفراداً وجماعات وشعوباً وأمة، إن كان ما يزال فينا رمقٌ من "كرامة" تأبى علينا ما نحن فيه..
وبقية من "غيرة" سوية تحث البشر على ما هو إيجابي...
لنسأل أنفسنا عن هذه التفاهة الطاغية التي أفقدتنا الحس بالمسؤولية الإنسانية.. وحولت وجودنا إلى محض وجود بيولوجي لا تتعدى اهتماماته حدود تلبية الحاجات الغريزية الأولية.
قد تحتج "النُخَب" على هذا الكلام...
ولها الحق في هذا.. (وفي هذا فقط)
فحاجاتها الغريزية لا تُشكل شاغلاً لها...
لأنها ملباةٌ أصلاً..
ولكن هذا لا يخرجها من حُكم "التفاهة"..
فهي التي كرَّستها على كل المستويات وبكل الوسائل.. لأنها "المثال" الذي تتطلع إليه الأغلبية..
كرستها بصمتِ بعضها.. وبصوت بعضها الآخر.. صمت البعض الأول عما يجري مداراة لمصالحه، أو خوفاً من المواجهة، أو عن لا مبالاة تحولت إلى عادة راسخة..
ونطق البعض الآخر.. لكن ليس بصوت حر.. واعٍ.. ناقد.. بل بصوت "الببغاء" التي هي من أكثر الكائنات بعداً عن الخصوصية والتفرُّد.. بل يكمن "تميزها" في أنها "مقلدة" لغيرها..
ومثلها فعلت أكثرية النخب، فغيبت أصواتها الخاصة مرددة أصوات المهيمنين، أو مسايرة لشعوب فقدت القدرة على التمييز..
وإن كان أحد لا يلوم الببغاء على "خَلْقِها" الذي لا حيلة لها فيه، فإن اللوم والنقد يطالان النخب على "خُلُقِها" الذي صنعته بأيديها وبوسعها تغييره إن أرادت..
أما الشعب "المستانس" (كما تسمي لهجة العراق والخليج: المسرور)، فليحرص على هذه "الوناسة" السابغة..
وليمعن في حفظها من شر الحاسدين...
* * *
المجـدُ للتّفــاهــة !!

[email protected]
واحة العرب



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأكيدا على ما سبق:عودة الى الهجرة
- ابو العلاء المعري:في لزوم ما يلزم!؟
- وجدتها!؟ تداول الشعوب لا السلطات!!
- تذكار من اليمن..نصر وشوق
- اغتراب؟ ولم لا؟؟
- الشرط البشري
- في ذكرى استشهاده:ورد للقسام
- عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله
- معركة السويس:ذكرى مولد امة
- آنَ لي أن أرحلَ... أن اخرج مني علي!؟
- اللامبالاة.؟؟
- حدائق القلب
- عنترة:ضد العنصرية!!
- ... أن تحيا الجزائر
- مُتنبئيَّات:مختارات من المتنبي
- تنسيق المزاج !!- مختارات شعرية-
- العرب .. والإعراب !؟
- غلبتني -آن-...من موريتانيا درسان
- حبال من رمل !؟
- عن الضجيج، واللغو، وإنتاج الغباء أيضاً!!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بسام الهلسه - مديح التفاهة!!