أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول














المزيد.....

ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 674 - 2003 / 12 / 6 - 01:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 ليس خافيا على المتابع للأخبار  دور الانظمة و القوى المتحكمة بمصير البشرية في خلق أو دعم قوى الظلام و الرجعية . فالولايات المتحدة كانت أثناء الحرب الباردة تدعم بسخاء القوى الرجعية و خاصة في منطقتنا لمواجهة الاتحاد السوفيتي و اصدقائه . كما كنا على دراية بأن اسرائيل دعمت و ساندت منظمتي حماس و الجهاد الإسلامي لإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية.
و قد اعترف مستشار الرئيس الراحل انور السادات بإن رئيسه كلفه بتعبئة عناصر شابة مؤمنة و مسلمة من الجامعة لتنظيم نفسها ضد الشيوعيين و اليساريين، و السادات راح ضحية سياسته حين اغتاله العناصر التي خلقها بنفسه. وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني و مام جلال شكّل في بداية الثمانينات من القرن الماضي " الجيش الكردي المسلم" ، لكنهم ما لبثوا أقدموا على ابادتهم قبل أن يشتد ساعد صنيعهم فينقلبةا عليهم أعداء أقوياء. و لكن الإتحاد فشل ايضا في سياسته تجاه مجموعات اخري بعد التسعينيات من القرن الماضي ، و هذا موضوع يتطلب دراسة مستقلة .
و هكذا في تركيا ،  ففي حينه و  بعد قيام أحزاب كردية في كردستان تركيا و رفعها السلاح بوجه النظام التركي  سمعت من   قرويين أكراد بأن مقاتلات تركية قد رمت عليهم مناشير تدعو " المسلمين" بعدم ايواء " المتمردين " لمعاداتهم الدين الاسلامي و محاربتهم " دولة الإسلام التركية" و تشاكرهم مساندة " حزب الله" التركي.  وقد كان الرئيس الراحل طورغوت اوزال قد لعب دورا في تأسيس حزب الله التركي و دعمه لمحاربة القوى القومية الكردية. 
فالدلائل كلها تشير إلى سياسة " عدو عدوي صديقي " الفاشلة بل الكارثية التي يدفع ثمنها ناس ابرياء كقتلى العمليات الارهابية أو  عائشين في جحيمها  ، و  هذه السياسة  اتبعنها الحكومات التركية المتعاقبة.
التحقيقات في التفجيرات الإجرامية في اسطنبول رغم اعتراف منظمة " القاعدة" اللإرهابية بتبنيها ،  تبين أن عناصرها كلهم من تركيا ، سواء كانوا أكرادا أو أتراكا.
 فالعنف و الإرهاب الإسلاميين في تركيا تعود جذورهما إلى الستينيات من القرن الماضي حيث بلغ اوجهما في 1990 بدعم من العسكر و الحكومات.
لقد تحالف الإسلاميون حيث كان الرئس اردوغان واحدا منهم   و الذئاب الرمادية الفاشية في الستينيات من القرن الماضي ضد اليسار و الشيوعيين و بدورهم كانوا من أوفي حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية  و ينسقون جرائمهم معا و يترصدون كل تحركات الشيوعيين  ، فعندما تظاهر اليساريون في تركيا عام 1996 ضد قدوم الاسطول السادس الأمريكي إلى اسطنبول أغرق حلفاء الأمس القريب من اسلاميين و قوميين  تظاهراتهم في بحيرة من الدماء.
ففي العقود الأخيرة أقدم الإسلاميون على قتل و إغتيال المئات من المثقفين المتنورين و العلمانيين و ارتكبوا ابشع جريمة العام 1993 حين اشعلوا النيران في تجمع لمثقفين ترك و كرد  تجمعوا لبحث مشاكل العلويين و التعاطف معهم إذ  احترق  37  من المثقفين  وكان اكثرهك كتابا وصحفيين في نيران جحيم حزب الله.
كتب الصحفي التركي ارتوغرول قورقجو في Info Türk
 في نوفمبر 23العام 03بان حزب الله قام بأكثر من 500 عملية قتالية ضد  ب. ك.ك. كما ينقل عن الجنرال التركي حسن قونداغجي قوله: " كنا نلاحق ب.ك.ك بكل قوانا بدون أن يؤثر على معنويتاهم و يضعفهم ، فاضطررنا الى اللجوء الة تكتيك آخر و هو حزب الله الذي خبرناه جيدا. كانت مهمة حزب الله  الأولى هي السيطرة على الجوامع و بعدها اصبحوا فعالين حول اطراف الجوامع ايضا ، لكنهم لم يقدموا علة مواجهتنا"

"بينغول"   قصبة  ذات  أكثرية  كردية يبلغ تعداد سكانها 60 ألف نسمة  يمكن اعنبارها قاعدة لحزب الله التركي و مسقط رأسه.  سكان القصبة توجهوا في الاسلام وجهة متظرفة بتأثير من شيوخهم و مرشديهم الروحيين  و ان هناك عديد من اهالي تلك المنطقة تلقوا تدريبات قتالية في دول الخليج و باكستان  بتمويل من المسؤولين على الأوقاف الدينية  في قصبتهم . و نتيجة الفقر و البؤس السائدين في المنطقة ، يلجأ الشباب الى الانخراط في اعمال التهريب و العصابات العالمية أو المتاجرة بالمخدرات و خاصة الهيرويين عن طريق باكستان و ايران ، و من الطبيعي أنه بالتالي يتعاطون مع تنطيم القاعدة و المنطمات الارهابية الأخرى بسهولة حيث مصدر العيش يكون في متناولهم بسرعة .
 فالمجرمون كانوا الى وقت قريب يدعون الى الاسلام الثوري و اعلنوا عداءهم للمجموعات الإنفصالية مثل حزب العمال الكردستاني ، مما اصبحوا يحظون بدعم الدولة المركزية حتى العام 1999 . فالمتطرفون الاسلاميون الاتراك اصبح لهم ايضا نفس مصير طالبان  افغانستان بعد ان اعلن ب. ك.ك و قف اطلاق النار فلم تعد الحكومة التركية بحاجة اليهم فاصبحت مشكلة التخلص منهم عسيرة و الاسلاميون المتطرفون  بدورهم اصبحوا يبحثون عن مصادر مالية جديدة و حماة جدد.  فالمجرمون الانفجاريون الذين فجروا كنيسين يهوديين و القنصلية البريطانية في اسطنبول و البنك الدولي ج اس بي سي فيها ، كانوا جميعا أتراكا و ثلاثة منهم من اهالي مسقط رأس حزب الله " بينغول".

يستنتج المرء مما تقدم أن الفقر و البؤس مصدر الشر و الإرهاب ، و أن القوى التي اعتمدت و تعتمد على قوى الظلام و الشر غير قادرة على اجتثاث جذورها . ففي العراق  نعيش حالة خطيرة و هي عجز القوة العطمى الوحيدة في العالم على اجتثاث جذور البعث الفاشي و التي دعمته بكل امكانياتها من قبل  ، بل الأخطر أن تلجأ إلى المساومة و التعاطي مع الإرهابيين البعثيين والقوميين تحت مسميات جديدة . فاجتثاث جذور الإرهاب هي مهمة المناضلين في سبيل الإشتراكية و كرامة الإنسان . 



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح في سماء -السليمانيّة- إلى ف
- الريح القدس
- شارلي شابلن بفيلمه - الدكتاتور- انتصر على النازية
- أمام الجدران
- قصائد للشاعرة چنار نامق حسن
- الشاعرة الأمريكية -أميلي ديكنسون
- الشاعرة السويدية كارين بوية
- ماه شرف خان كردستاني
- وفي قلوبهم للطغاة عروش
- أمواج الأحلام
- قصائد للشاعرة الفنلاند سويدية أديث سودرغران
- بؤساء- -هوغو- و بؤس الثقافة العراقية
- قصائد للشاعر السويدي آرتور لوندكفيست
- العنصرية البليدة في فكر صباح ديبس
- اربع قصائد
- يجب أن يكتمل الأمل ، وتحية إلى حركة العاطلين عن العمل
- همسات داكنة
- حجارة الوند
- أزرق الهجيع الأخير
- سحر الشعر


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول