أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - قريش لا يهمزون














المزيد.....

قريش لا يهمزون


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2173 - 2008 / 1 / 27 - 10:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تردني عير بريدي الإلكتروني كثير من التساؤلات حول بعض كتابتي لطريقة كتابة الهمزة , ومنهم من يقول أنني لا أعرف كتابة الإملاء ويتهكمون أحيانا على بعض أخطائي الطباعية , علما أنني أخطء أحيانا طباعيا وهذا وارد عندي وعند غيري ولكنني هنا سوف أقوم بتوضيح كتابة الهمزة وقواعدها :
وقيل للشاعر : إبراهيم بن هرمة الفهري المدني وهو آخر شاعر يستشهد به على شواهد النحو العربي : إن قريشا لا تهمز , أي لا تكتب الهمزة ولا تلفظها , فقال لآتين بقصيدة كلها همزة فكتب قصيدته الشهيرة ومطلعها :
إن سليمى والله : يكلؤها
ضنت بشيء ما كان يرزؤها.
ومنهم من يكتب يكلؤها بألف قبل الواو ومنهم من يكتبها على الواو فقط لا غير , أما الرأي الأول فقد كان مستعملا ولكنه شاذ وضعيف ولكن قلة إستعمالها لا يعني أنها غير مستعملة .
وبما أن قريش لا يهمزون فكيف بالله نزل القرآن عليهم وكيف كانوا يقرأونه, فقد كانت قريش تميل بلهجتها إلى الإمالة في الهمزة مثال ذلك: يلفظون مأمون ب مامون ومؤمن ب مومن والهمزة هي اللهجة الأكثر مدنية حيث يرتخي الفك العلوي ويتدلى دلعا ونعومة وميوعة في اللفظ مثال ذلك من شواهدنا الحديثة :
كلمة قال يلفظها سكان المدن ب آل وقلت يلفظونها ب ألت ...إلخ .
وكلما إبتعدنا عن العرب الأقحاف كلما زاد سماعنا لكلمات يرتخي فيها الفك وكلما إقتربنا شيئا فشيئا من المدنية كلما إزدادت المنصوبات وقلت المرفوعات والشاهد على ذلك قديما أن المنصوبات هي أكثر من المرفوعات في لغتنا الكلاسيكية والشاهد من لهجاتنا الحديثة ما يلي :
تميل أكثر المجتمعات مدنية إلى لغة النصب أكثر من لغة الرفع لأن في الرفع خشونة صوتية تدل على دفاشة المتحدث وخشونته ويباسة عقله وتجمده أما لغة النصب فهي تدل على نعومة المتحدث وطراوة لسانه وحلاوة الفاظه وبالمثال على ذلك:
يستعمل القرويون الرفع في كلامهم بقولهم :أذانه , حين يريدون الإشارة لأذني المشار إليه , أما المدنيون في المدن وخارج الأرياف فيقولون : ذنيه , وذنيه هنا أكثر نعومة من لفظة أذانه وهي تدل على ميوعة ونعومة المتحدث.
والرابط في الموضوع هنا هو الهمزة التي تعني النعومة في الألفاظ وحديثنا عنها جرنا للحديث عن( الآل والقلنا ).
وتكتب الهمزة إذا كان بعدها مضمر على نبرة إذا كانت مكسورة وعلى الواو إذا كانت مرفوعة وعلى الألف إذا كانت مفتوحة .

وإذا كانت وسطا تكتب على الواو حتى وإن كانت مضمومة أو مكسورة أو مفتوحة , وهنا يخلط في الأمر الذين يعتمدون على القاعدة التي تعلموها في المدارس وهي أن الهمزة تكتب على الوا إذا كانت مضمومة وعلى الياء النبرة إذا كانت مكسورة وبالمثال على ما سبق :
أكمؤك ورأيت أكمؤك ومررت بأكمؤك...إلخ .
وإذا إنضمت أو إنفتحت وقبلها كسرة تكتب على ياء النبرة نحو قولنا :يقرئك السلام ,وينبئك السلام .
ومن الجائز كتابتها على عدة أوجه وكله صحيح إذا جاء بعد الهمزة واو فمنهم من يكتبها على الواو ومنهم من يكتبها على ياء النبرة وبالمثال على ذلك:
(يقرئون )فمنهم من يكتبها يقرؤن أما الرأي الأول فيعود للمدرسة البصرية وهو كتابتها بدون واو ومنهم من يكتبها على رأي المدرسة الكوفية بالواو .
وفي الحالتين جائز أما أنا شخصيا فإنني أستعمل رأي المدرستين وأكتبها مرة على الوا ومرة على النبرة دون الواو .
وهذا ليس من الشواذ بل مستعمل عند العرب على الوجهين وكلاهما صحيح .

أما بخصوص كتابتي للهمزة على الواو المضمومة مرة بواو واحدة ومرة بواوين فهو جائز على الوجهين والمثال على ذلك : شؤون , فمرة أكتبها هكذا : شؤن ومرة أكتبها شؤون وكذلك كلمة مشؤوم فمرة أكتبها مشؤم ومرة أكتبها مشؤوم عامدا متعمدا وكلاهما صحيح .
وأما العرب الأقحاف فإنهم يستعيظون عن الهمزة بالعين فيقولون ويلفظون كلمة مسؤول بلفظة ( مسعول) وهذا جائز أيضا ولكنني لا أستعمله لأنه ثقيل على اللسان أما المصريون في أعلى صعيد مصر فإنهم يميلون إلى العين بدل الهمزة وكذلك البدو في الحجاز العربي وما زالوا على هذه العادات حتى يومنا هذا ل، العرب في الأصل لم تكن تهمز بكتابتها والهمز هو تقعيد المدنيين والحضر .

وكذلك تردني رسائل عديدة حول كتابتي لكلمة (يسأل)و سئل, فقد وردت في اللغة كتابتها بغير الألف على النبرة هكذا (يسئل) والأصح أن تكتب على الألف لأن ما قبلها مفتوح ولكن العرب إستعاضوا عنها على النبرة بدل الألف لكثرة تداولها في كتبهم إختصارا , ولا يوجد في اللغة العربية إختصارات إلا في هذه المسألة وفي النسخ الثرآني في كقير من الحالات .
أما بخصوص رفعي للمنصوب بعد ضمير العماد ونصبي له في كثير من الأحوال فهو جائز على رأي المدرستين الكوفية والبصرية وحتى الوسطية البغدادية وبالمثال على ذلك :
أكتب ما يلي : يقمعون الفكر العربي وهم المدافعون ...إلخ
وأحيانا أكتبها هكذا بالنصب وهو جائز لا محالة : ويقمعون حرية الرأي والتعبير وهم المدافعين ...إلخ .
وفي كلا الحالتين جائز والرأي الأول مرفوع بخبر على إعتبار أن الضمير مبتدأ وبالتالي فالجملة كلها مبتدأ وخبر .
أما بخصوص نصبي للخبر فهو جائز وورد في القرآن وإن كنت مخطئا فهذا يعني أن في القرآن خطء لغوي وهذا ما لا أستطيع الحكم به فقد جاء في القرآن نصب الفعل بعد ضمير العماد والشاهد على ذلك :...كنت أنت الرقيب عليهم . والرقيب هنا منصوبة بالفتح الظاهر على آخره.

أرجو أن يكون السائل قد إستفاد من رأي المجيب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قداسة البابا أدريان السادس( بورغو)1522م
- الحب والسياسة
- الإكتئاب الثقافي:قصة سلطان مع وزير مثقف
- هل تفقد الطيور حاسة السمع حين تفقد أجنحتها ؟
- السلفية مرحلة إصلاحية
- هل تعلموا أن المسيح كان يحيي الموتى!؟
- صاحب دار نشر لا يقرىء ولا يكتب
- إبنك يا حجه بدخن ؟
- معجزات عربيه وآسيويه وشمال أفريقيه
- رجل تقي ضيع زوجته
- الدول العربية لا تستحق الدعم الأمريكي
- الجنس والدين والسياسة
- قالوا: تأدب. قلت : مؤدب
- نوح لم يعش 990 سنه
- الليبرالية العربية ليبرالية قديمة
- ثقافة شرقية أم إسلامية ؟
- صفات الملوك
- تذكرتك يا غالية
- القراءة بين السطور
- المرأة التي تكره الرجال والرجل الذي يكره النساء


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - قريش لا يهمزون