أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ناصر عجمايا - تللسقف مدينتي الاصيلة














المزيد.....

تللسقف مدينتي الاصيلة


ناصر عجمايا

الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 03:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


(1)
تللسقف مدينة قديمة , يعود تاريخها قرون عديدة , قبل الميلاد , مدينة تاريخية عريقة , فيها آثار لم يتم التنقيب فيها لحد الآن , في موقع التل من القسم الجنوبي للمدينة.
تبعد عن مركز مدينة الموصل تحديدا 30 كم شمالا , لوصولها تدخل مدينة تلكيف ثم باطنايا وبعدها باقوفا حتى تدخلها بمحاذاة الطريق الواصل الى قرية الشرفية ثم القوش شمالا.
يمكن اعتبارها مركز المنطقة في قضاء تلكيف القريبة من الموصل , نظرا لموقعها الاستراتيجي الوسط لمدن وقرى القضاء .
فيها المحطتين الكهرباء والماء رئيسيتين تغذي القضاء بكامله .
تعتبر حاليا سوق تجاري كبير في المنطقة , يرتاده غالبية اهل المنطقة لسد الأحتياجات اليومية الاساسية وحتى الكمالية .
تقدر عدد العوائل القاطنة فيها حاليا ب(1800 عائلة) من ضمنهم عدد النازحين اليها نتيجة الظروف الطارئة بعد 2003 يقدر ب(800 عائلة).
تللسقف منطقة زراعية ديمية فسيحة , تحيطها قرى الاخوة اليزيدية سريشكة , دوغات منطقة الكند شمالا وحتارة الكبير في الشمال الغربي , تلسين , مسقلاة غربا . كرسحاق , كانشرين , باطنايا جنوبا. وشرقا باقوفا ووادي الخوصر..
كتب عنها المعلم المتقاعد والقس فيما بعد الاستاذ قرياقوس حنا, مشكورا على جهوده قبل اكثر من ثلاثة عقود يمكن للقارىء الرجوع اليه كما الاطلاع على المعلومات الواردة عن المدينة في موقع تللسقف الاغر , لاغناء المعلومة.
تللسقف مدينة زراعية منذ القدم ولازالت , معتمدة على الامطار, تتطلع الى مستقبل واعد بمشروع اروائي عن طريق التغذية من سد الموصل, وهي واحدة من مئات القرى المشمولة بالانجاز المرتقب منذ عقود خلت , دون تنفيذ . بسبب ذلك الفلاحين يعانون كثيرا لظروف الطبيعة القاسية بعدم انتظام سقوط الامطار , مما يولد خسارة كبيرة لهم ومن دون النظر اليهم لتقدير الخسائر وجفاف الحياة وصعوبة العيش , من جميع الحكومات المتعاقبة والى اليوم , ملكية ام جمهورية, ناهيك عن الابتزاز الحاصل للفلاح للسيطرة على الحاصل والتصرف به من الحكومات المتعاقبة , دون وجه حق خاصة في عهدي الاستعمار العثماني القذر والنظام الصدامي الاقذر, والاشد عنفا وصلافة , لأنني أتذكر مقولة عزة الدوري في الموصل يوم قال (من يملك كيلوين حنطة في داره يملك قنبلتين ضد الحكومة عقوبتها الاعدام) .
كان فلاحي تللسقف يهتمون بتربية الاغنام والمواشي والماعز وحيوانات العمل والتنقل لسد الاحتياجات اليومية والاكتفاء الذاتي من ماكل وملبس يصنعون كل الاحتياجات بايديهم ويصدرون الفائض الى القرى المجاورة او الموصل من التصنيع الزراعي وكذلك الصناعات البسيطة الاخرى كالغزل والحك والتطريز بحياة مشتركة وتعاون قل نظيره بين الرجل والمرأة والاولاد فاشتهروا بصناعة الخزف وأواني الماكل والمشرب جميعها باياديهم وفنهم الراقي .
متحدين قساوة الطبيعة وظروفها العجاف .
كان فيها آبار كثيرة تستخدم للانسان والحيوان وللصناعة قاطبة تم انشائها حسب الاحتياجات المطلوبة , وبالتعاون الكبير الذي قل نظيره حاليا.
كثير من العوائل لقبت بحسب شهرتها بالصناعات المعينة كالنجار والنعال والغزال والفخار ..الخ
كانت هناك صناعات مقتصرة على الرجال فقط لصعوبة ممارستها من قبل النساء والتي تتطلب جهد وقوة كبيرة لا تتوفر في سيكولوجية المرأة مثال ذلك النداف ومن ثم صناعة المداد من الصوف الخالص والتي تحتوي على نقوش ملونة غير مزيل , كان هو الفن بعينه..
أما اللحاف الذي يستخدم في النوم شتاء للوقاية من شر البرد القارص جدا , تقوم المرأة بصناعته لوحدها واحيانا يساعدها الرجل ان تطلب الندف ..
كان الاكتفاء الذاتي سيد العائلة بعكس اليوم تماما , كما كان منتوجهم البيتي يسد كافة الاحتياجات اليومية من البيض والدجاج واللبن والجبن والحليب الطازج من الغنم والبقر ولحوم الابقار والاغنام والماعزكلها تتكامل انتاجيا للوصول الى المقولة (أستخدام الموجود والمتوفر من الطبيعة لقهر الظروف الصعبة والمحن العسيرة في الحياة لنطورها لصالح الانسان).
الى نهاية العقد السادس من القرن العشرين كانت المدينة تفتقر للكهرباء والى منتصف العقد المذكور تفتقر الى الماء الصافي . مما خلق معاناة ليست يسيرة في عالمنا المتحضر.
الحياة كانت بسيطة ومفرحة وغير معقدة والمتطلبات قليلة والتعاون موجود بين الافراد والجماعات , والاحترام المتبادل موجود بين الجميع كما العطف والحنان والعلاقات الاجتماعية مترابطة ومتينة والبطالة شبه معدومة . والذين لا يملكون الارض والغلة لسد الحاجة يلجئون الى المدن مؤخرا فنذ أربيعينيات القرن العشرين تقريبا وهكذا بدات الهجرة من القرية الى المدن للعيش والتمدن وطلب العلم والدراسة لصعوبة تواجدها في القرى النائية.
الزراعة نباتية وحيوانية كما اسلفنا . لكن المدينة اشتهرت بالبطيخ والترعوز والشمام في فترة الصيف وكذلك توسعت اضافة للحنطة والشعير حتى شملت العدس والباقلاء والحمص والسمسم .
والذرى وعباد الشمس وحتى الرقي الديمي . كان هناك فائض انتاجي يضع على قارعة الطريق للبيع , واحيانا يستخدم للبذور نظرا لمعوقات النقل وكثرة الغلة وانخفاظ السعر حسب العرض والطلب .

يتبع



#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرقة مسرح شيرا بين الإبداع والإخفاق
- الواقع الحالي وسبل معالجته
- حكم عادل , أقرار صائب , تنفيذ قاصر
- الواقع المستجد والحل الموضوعي الآني للعراق -2
- الواقع المستجد والحل الموضوعي الآني للعراق-1
- ذكرياتي.. (4) .ابو فؤاد في قلوبنا جميعا.. جوقي سعدون هو الرف ...
- ذكرياتي.. (3) ..ابو فؤاد في قلوبنا جميعا.. جوقي سعدون هو الر ...
- الى الشهيد البطل توما صادق توماس
- ذكرياتي.. (2) - أبو فؤاد في قلوبنا جميعا .. جوقي سعدون هو ال ...
- ذكرياتي.. (1) ..ابو فؤاد في قلوبنا جميعا.. جوقي سعدون هو الر ...
- 2-2 المساهمة الموضوعية .. للاغناء المسودتين .. للبرنامج والن ...
- 1-2 المساهمة الموضوعية .. لاغناء المسودتين للبرنامج والنظام ...
- الارهاب وسبل مكافحته
- النور والحياة
- كلمة مختصرة ..لحوار هاديء
- الرفاق الاعزاء لمحلية نينوى الحزب الشيوعي العراقي - من خلالك ...
- البرامج الموضوعية.... وأزدواجية العمل
- التطور الفكري للحزب الشيوعي الاردني
- ذاكرتي وعيد العمال العالمي
- لا.. ياعراقنا الجريح.. في ظل الطائفية والقومية!!


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ناصر عجمايا - تللسقف مدينتي الاصيلة