أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا فاضل - رنا جعفر ياسين .. من البكاء على الحجر الى اسطرة الخراب بمسامير الذاكرة














المزيد.....

رنا جعفر ياسين .. من البكاء على الحجر الى اسطرة الخراب بمسامير الذاكرة


رشا فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


بين ضفتين .. الخراب ذاته يتلبس القصائد .. اللوعة المحمومة وهي تهذي بأسم البلاد .. وتردد بحزن الاحلام العجاف اغاني الاطفال .. وتطرق الابواب باصابع الامنيات ..
بين ديوانين تنتصب النصال في قلب الوطن .. فتسيح القصيدة من ثقوب النسيان لترسم في مداد البياض الشاسع هذه الحمرة الداكنة التي حملت قبل عام اسم ) طفولة تبكي على حجر) .. وهاهي نفسها ترتدي جسدا اخر يحمل هذا البكاء في مساماته ليكون : (مسامير في الذاكرة )
وبين الوجعين .. ترتسم الغربة ذاتها .. ويبدو الخلاص شبيها بالعنقاء ..تطارده في الحلم والصحو .. وكلما توهمت بالامساك به تفتح ايديها على حفنة من اوجاع اخرى ..
ربما لهذا نجد ان اللوعة ذاتها تتكرر في المنجزين الشعريين المذكورين للشاعرة رنا جعفر ياسين ، التي ترتل اناشيدها في وجه ليل لم تقاطع ظلمته الشمس حتى بعد اعتناق الرحيل لمدن الشمس ..

انها ذات الشاعرة التي تحمل ظلمة البلاد حيثما حلت :

أما آنَ للموتِ أن ينجلي ؟
و للظلام ِ أن يخلِط َالنجومَ بملح ٍ وخرز ؟

أما آنَ للهِ أن يخضَّ السماءَ ؟
فترسلَ وطنا ً يذيبُ بقايا الدم ِ الجامدِ فوقَ الجباه

قتالاً .. أيها النائمونَ تحتَ الشوارع
قتالاً .. أيها المُعلـََّبونَ في توابيتِ الهوية
قتالاً .. أيها الميِّتونَ فوقَ الرطوبة
و صحواً ..
صحوا ً..
أيها الحاضرونَ في مواقدِ الهلاك .

يرتفع الغضب في صدر السماء حتى يصل الى الاحتجاج مناديا بوطن جديد .. بفجرعاجل يفتح للحلم نافذة اخيرة لاتفوح منها رائحة الدماء ورطوبة الاجساد التي فقدت ملامحها وهويتها ..
اتسائل وانا اعبر القصائد عما اذا كانت الصفحات اللاحقة تخبيء لي قصيدة بيضاء برائحة الشمس ..
لكن املي يتضائل كلما عبرت كثبان جثث تعلوها القصائد ...
ثمة طفلة مطاردة بالعراء ..
ثمة صوت لايعرف ان يعزف سوى الانين ...وانين تحنو عليه الاوراق الذابلة والعصافير التي فقدت اعشاشها .. والموتى المؤجلين حتى اعلان اخر ..
ثمة طفلة لم تعد تعرف كيف ترتل اناشيد عباد الشمس لانها كلما ادارت وجهها للصبح ... باغتها الليل ..

امرأة ٌ ..
جئتُ على طول ِ الهزائم
مُضرَّجة ً
بحشرجةِ الزناد
أنزوي في طقس ِ أحلام ٍ و صمت ٍ
لو أطيشُ برعبهِ
لعمَّدني الخرابُ بوردةٍ
نبتت على حلم ِ البلاد
إذ لا مكانَ إلا للقذائفِ
أساءَني لحمٌ تناثرَ فوقَ ضوئي
حينَ أضرمتُ المسيرَ
فارتديتُ قـُبـَيلَ الانفجار ِ
وشاية

لهذا كانت حروفها مضرجة بالرماد ..
لهذا هجرتها الاغنيات والفرح الافتراضي الذي كان يتراقص فوق ربيع اعوامها التي اختصرت الزمن وعبرت الفصل الاول من ربيع ازهر فيه حرفها.. الى الفصل الاخير في خريف تحول الحرف فيه الى زناد .. والكتابة الى مقصلة اخرى

بأناقة ٍ, أجهشُ بالحرمان ِ
أنقضُّ على خطوي
وأكبُرُ
ما أفعلُ بالأنقاض ِفي عَتمةِ قلبي ؟؟
فالحبُّ كأطفال ٍ غرقى
لهم أنين ٌ كالنبوءةِ
يكتبونَ
يؤرشفونَ خرابهم طيّا ً لأصداءِ الرصاص
يكبُرونَ
وقلبي برغم ِ أشلاءِ الكآبةِ فيهِ
أيضا ًيكبَُرُ


صوت الرصاص يعلو من جديد ..
وعند كل رصاصة وجه يرحل من الذاكرة .. نحو القلب ..
وتبقى الطفلة تجهش باصابعها المحروقة وتكبر بالاسئلة :

رأسٌ بلا جُثـَّة
جسدٌ بلا رأس
قلبٌ بلا مأوى
مأوى بلا أطفال

يااااااااااااه

أنا أكبُرُ على قيدِ اللحظةِ
وهم يُصلـَبونَ على قيدِ الموت
والفاجعة ًُ..
تـُرجفُ حصَّالة َ الأرض ِ
و هي تضيقُ بالأجساد , تخنـُقـُها الأسئلة .

لايتغير المشهد ..
الغربة ذاتها .. منذ الدمعة الاولى المختومة في قلب الحجر ..وحتى المسمار الاخير وهو يدق بجسده في رحم ذاكرة تغص بالاشلاء
.. صورة البلاد التي تمنح ابنائها تأشيرة اغتراب ابدي حتى وانت في قلب الوطن ..
هذا ماقالته الطفلة ذات الاصابع المحروقة حين حاولت رسم وجه الشمس فاكتوت بلهبها ..
وهذا ما التقطته الذاكرة لوجه وطن كلما اوغل في النسيان .. اوغلت في التشبث برائحته المعتقة في الكتب المدرسية .. واقلام الرصاص ...
واذيال وهم كبير بالحرية المستحيلة :

يتصاعدُ الدخانُ
ينتصبُ الرصاصُ
و يغادرُ الشعبُ قبورَ الأرض ِ
عفوا ً..
قصدتُ قبورَ الوطن ِ المسفوح ِ بالتحرير !



#رشا_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اعالي الفردوس
- صلاة الريح
- تعويذه بابليه
- خشخة الحصى ..وشاطيء الحلم
- مدينة البقاء
- صلاة عراقيه
- الى عباس خضر ...الى مدافن الورد
- حين بكى فوق ظلاله
- حين نضيء العالم ...وننطفيء
- الى (رفقه دودين) على جناح وطن يحترق
- قاسم مطرود . . والنص الخارج عن النص
- التحف بكفك . . لأدثّر عراء روحي
- ما ارخص الروح والدمع فيك يا عراق
- بين نونه وحمودي والجواسيس weekend
- زهرة امتنان ومحبه ..للشاعر محمد صابر عبيد
- محاوله اخيره . . في البكاء
- حين . . تصمت
- المهم. . . . . ان تكون
- عذرية الوقاحه).... سيرة الابداع في هذا الوطن)
- كل عام . . واعيادنا مؤجله .


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا فاضل - رنا جعفر ياسين .. من البكاء على الحجر الى اسطرة الخراب بمسامير الذاكرة