|
الركلات و الهروات للضعفاء ، و للأقوياء ما أرادوا
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 07:23
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
عندما نقول إنه خائن ، فإننا لا نحتاج لأدلة، فكل يوم يأت هو بدليل جديد على ذلك ، و كأنه لا يريد أن تبرح هذه الصفة - التي عرف بها - أذهاننا ، و أذهان شعوب المنطقة ، بعد أن يغادرنا هو و أسرته . فأفعاله الشائنة لا تقف عند الشعبين المصري و الفلسطيني ، بل مع كل شعب و نظام تداخل معه ، سواء في السودان أو العراق أو ليبيا أو سوريا أو إيران أو مع الأكراد . إذا لا جديد في هذا الوصف .
كذاب ، و هذه الصفة و إن كانت أيضا غير جديدة ، إلا إن ما أعلنه اليوم الأربعاء ، الثالث و العشرين من يناير 2008 ، يثبت إنه أيضا كذاب جريء ، إن لم نقل إنه كذاب لدرجة الوقاحة . فإذا كان المحدث مجنون ، فالمستمعين ، على الأقل في معظمهم ، مازالوا عاقلين ، و ذاكرتهم سليمة ، و يعرفون جيداً تطورات الموقف على الحدود المصرية – الفلسطينية ، و يعرفون تماماً تاريخ حصارات آل أبو جيمي للشعب الفلسطيني ، و تابعوا قصة الخيانة مع حجاج غزة ، حين حاول آل أبو جيمي تسليمهم عنوة إلى جلاديهم ، بشكل يدل على إنعدام الإحساس بإنسانية البشر الذين أوقعهم القدر في براثن طاغية خائن مثله .
إنني ، حتى إستمعت لتصريحات أبو جيمي ، و التي قرأتها أيضاً لمزيد من التيقن ، لم أكن أعلم إن الشرطة المصرية باتت تستعمل المتفجرات لفتح الحدود ، مثلما لم أكن أعلم إن لنظام أبو جيمي جرافات تقف على الجانب الأخر من الحدود المصرية ، تنتظر الأمر السامي من آل أبو جيمي ، لتفتح الحدود للبشر المحاصرين ، الذي كان هناك من ينتظر جثوهم على ركبهم .
و يصعب علي فهم لماذا فتح أبو جيمي الحدود بالمتفجرات و الجرافات يوم الأربعاء ، بينما رفض أن يفعل ذلك يوم الثلاثاء حين كانت التظاهرات نسائية ؟ و لماذا ضرب و جرح النساء يوم الثلاثاء ، إذا كان القرار اتخذ في مجلس شرم شيخ المنصر ، بتفجير الجدار الحدودي ، و تسويته ، في بعض المواضع ، بالأرض ، يوم الأربعاء ؟؟؟
لم أكن أعلم كل هذه الحقائق ، و لم أكن أملك إجابات على تلك الإسئلة ، حتى نور أبو جيمي عقلي ، و فتح بصيرتي ، بتصريحاته العجائبية في إفتتاح معرض الكتاب ، و التي يفترض إنه كان يقف إثناء إدلاءه بها ، أمام نخبة من قمة العقول المصرية ، و يوجه حديثه للثمانين مليون مصري ، الذين و إن كان على معظمهم إبتلاع تلك الأكاذيب بسيف الخوف ، إلا إنهم يملكون عقولاً نيرة ، تعرف الكذب من الحقيقة ، و يضحكون ، حتى لو كان ذلك في سريرتهم ، من ضحالة الكذبة .
ضعيف ، و هذا ما أريد التشديد عليه ، و قلته من قبل مراراً ، من أخر تلك المرات ، ما كتبته من قبل في مقال بعنوان : هكذا يجب التعامل مع آل مبارك ، و الذي لخصت فيه الدرس الذي كتبه لنا الحجاج الفلسطينيين ، و كيف إن إصرارهم على هدفهم ، و إتحاد كلمتهم ، و رفضهم لأي محاولة لشق صفهم ، مما أفشل مخطط لآل آبو جيمي لتحويل القضية ، من قضية شائنة تتعلق بمحاولة تسليم الحجاج برمتهم إلى محتليهم ، إلى قضية أفراد . كذلك تصعيد الحجاج لإحتجاجهم ، و إستعدادهم الدائم للوصول لدرجة أعلى من سابقتها ، في تحديهم لسلطات الطاغية و ولده .
أحداث الأمس و اليوم ، مثال طازج على ضعف نظام آل أبو جيمي ، و إهتراءه ، و إن قوته ، ليست إلا كخيال مآته ، و للأسف لا يخاف من سلطته أحد اليوم في العالم ، إلا معظم الشعب المصري ، الذي كان ، و لازال ، أكثر من إكتوى بنار طغيانه الفاجر .
بالأمس إستعرض مرتزقة آل أبو جيمي عضلاتهم على النساء و الفتيات الجوعى ، اللواتي لا يملكن إلا الصراخ - مع بعض المشاغبات بأيدي نسائية أنهكها الجوع - طلباً للعدالة ، طلباً للحق الإنساني الأول في الحصول على الطعام و الدواء ، و لكن لم يقابلن إلا بالهروات و الدفع بالأيدي ، و الركل بالأرجل ، المترافق مع السباب و التهديد .
لم يلن قلب الطاغية و ولده ، و لا قلب مجلس المشورة في شرم شيخ المنصر ، لصراخهن ، و بكائهن ، و تضرعاتهن .
و لكن و بعد أقل من أربعة و عشرين ساعة ، إدعى رأس الطغاة إنه إستجاب لمأساة الشعب الفلسطيني ، و كأن قلبه الفاجر لان لصراخ الأطفال ، و إن إذنه الصماء إستمعت لتوسلات النساء ، و بصيرته الكليلة أبصرت مأساة شعب حاصره .
آل أبو جيمي لا يخضعون إلا للقوة ، و القوة لا تعني العنف دائما ، كما يتصور البعض ، بل ما أعنيه هنا هو الصلابة في الإرادة ، فالحجاج الفلسطينيين ، لم يرتكبوا أي عنف بحق مرتزقة آل أبو جيمي ، و لكنهم أخضعوا العنيد الجبار لمطالبهم كاملة ، و اليوم كذلك لم يرتكب شعب فلسطين في غزة أي عنف مقصود بحق نفس المرتزقة ، و لكنهم مرمغوا أنف أبو جيمي ، و للمرة الثانية ، في خلال أقل من شهر ، في وحل مهانة التراجع ، و هو العنيد ، كما يحلو له وصف نفسه ، و وحل الكذب ، الذي لا يليق بأحد ، و خاصة بمن في مثل سنه .
الغزاويون ، في المثالين ، أثبتوا مجدداً ، أن القوة تأت بنتائج أخرى تماما مع آل أبو جيمي .
الضعفاء ، هم من يسترون ضعفهم بالقول ان التغيير قادم عبر صناديق الإقتراع ، في نظام لا يحترم حقوق الإنسان البديهية .
الضعفاء ، هم أولئك الذين ينتظرون أن يأت التغيير للأفضل من تلقاء نفسه ، في نظام حول إتجاه سير مصر إلى الإتجاه الخلفي ، أمام أنظار الجميع ، و لكن الخوف أعمى بصائرهم .
و لذلك هم فقط من يعتقلون ، و يضربون ، و يهانون .
أما الأقوياء فهم من ينالون ، سواء بأيديهم ، أو بإرغام الطغاة على التنازل .
الأقوياء فقط هم من يرغمون الطغاة على الكذب الفاضح ، لمداراة ضعفهم و مهانتهم .
الركلات و الهروات للضعفاء ، و للأقوياء ما أرادوا
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
بوخارست - رومانيا
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حان وقت إسقاط أسرة أبو جيمي ، و بدون ضوء أخضر من أمريكا
-
هل من المحظور على المسلمين الترشيح لرئاسة الولايات المتحدة ا
...
-
هل يعد ج. د. بوش الإيرانيين برئيس مثل أبو جيمي ؟
-
لقد حطموا الذكاء المصري ، إنهم يريدونا عبيد
-
لن نقف أمام تكايا آل مبارك
-
مخاوفنا مبررة ، فالحرية الإقتصادية ليست مطلقة
-
هكذا يجب التعامل مع آل مبارك
-
نصب تذكاري لضحايا مذبحة المهندسين
-
يعقوب صنوع أديب الحرية
-
الأغنياء و المساتير أيضاً يثورون
-
هم الذين كفروا و صدوكم عن المسجد الحرام
-
لا يا بلد شامبليون، الحضارة المصرية لم تبن بالسحر
-
يا راكب القارب، تعال نصنع أوروبا في مصر
-
حتى لا يساء للقرآن، إبحثوا عن بديل لكلمة إرهاب
-
مبارك و بوتين، الفارق بين من فرط و من إسترد
-
مبارك و بوتين، لا وجه في المقارنة بين من فرط و من إستعاد
-
الجمهورية المصرية الثانية، هكذا ستقوم
-
أحمدي نجاد، لا فارق بينك و بين آل سعود و آل مبارك
-
لماذا أقف مع الأفرو ضد الجنية؟
-
الخطوة القادمة شريحة تحت الجلد
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|