أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الدم يزهر وردا














المزيد.....


الدم يزهر وردا


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مذبحة حي الزيتون ,
حيث الدماء الفلسطينية, نزفت مدرارا, وحيث الأشلاء البشرية الممزقة, والأجساد المحترقة, رسمت صورة الواقع بكل قسوته بعيدا عن الأوهام, والراهنات, والأجندات الإقليمية المتسلقة على هامات مأساتنا, والمروية من دمائنا وليس سوى دمائنا

في مذبحة حي الزيتون :
حيث الأكاذيب التى تتلى على مسامعنا حول قوى الاعتدال قوى الممانعة احترقت هي الأخرى , ولم يعد مروجوها بقادريين على أن ينطقوا ببنت شفة , في مذبحة حي الزيتون تكشفت حقائق كثيرة لعل أبرزها أن زمن السجالات الفلسطينية قد سقط إلى غير رجعة , وزمن الانتصارات الفلسطينية الوهمية على الذات قد أصبح عارا يلطخ وجوه المتمسكين به , وان هؤلاء الفلسطينيين لايحميهم شيء في البداية والنهاية سوى صدقهم , وتحرر إرادتهم من الأوهام , ونفض أيديهم من الأحلاف الرخيصة والصفقات المريبة! حيث الكل من هنا وهناك , حاول أن يرفع يافطة فلسطين , وقميص عثمانها , وتوهج دمائها , ونبل موتها , وفاجعة عذابها, ليقول لمن يصادقهم اويعاديهم , أنا هنا , أنا صاحب شأن في القضية , مشارك في امتلاك أوراقها !! حتى إذا جد الجد , وزحف الموت الأسود على حي الزيتون , بالطائرات , والدبابات , والرصاص المحرم , والعربدة والتهديد والوعيد , تراجع المدعون جميعا ,المعتدلون والممانعون على حد سواء , اسقط في أيديهم , وتراجعوا إلى الخلف خائفين وخائبين , وكأنما فريضة الدم والعذاب والموت والألم والخراب هي حكر على الشعب الفلسطيني !! ياللسخرية المقيتة , في زمن التجارة والصفقات والمساومات تصبح فلسطين ارض وقف عربية تارة , وارض وقف إسلامية تارة أخرى , ولكن في زمن المواجهة , والدم , والشهداء , تصبح فلسطين حكرا على شعبها هو وحده يدفع الثمن , ويصبح أدعياء العروبة , وأدعياء الإسلام , بارعين في الحسابات , ..... لايقدمون على خطوة واحدة إلا بألف حساب .

من تجارتنا نتعلم ,
ومن دم الأبناء ندفع الفواتير الباهظة , ومن دمائنا النازفة المهدورة ,.تتبين الطريق , ونحدد الهدف ,ونصوغ المعادلة , ونزهر وردا وفلا .
ماذا قالت لنا مذبحة حي الزيتون ؟
لقد قالت لنا أن انقلابنا على أنفسنا, وانقسامنا وانفصالنا , وسجالنا المستمر منذ شهور وسنوات , وسلاحنا الموجه إلى صدور بعضنا , وسجوننا الممتلئة بالإخوة والرفاق , وإعلامنا الذي نذبح به أنفسنا من الوريد إلى الوريد , وادعاءاتنا ضد بعضنا , والاستقواء بالآخر والسقوط بسهولة في لعبة التصنيفات الإقليمية والدولية , كل ذلك هو بمثابة جريمة الجرائم , ومنتهى الانحدار نحو الهاوية , وتقديم صكوك براءة مجانية لأعدائنا عما ارتكبت أيديهم من جرائم ضدنا .
أتحدى الصارخين أن يقولوا لشعبنا سببا واحدا يستحق مافعلناه بأنفسنا !
اى سبب مهما كان يبرر الانقسام الحاصل والانفصال الحاصل ؟
ليس هناك من أسباب سوى السقوط في دائرة الوهم , او القبول بأن نكون حجارة شطرنج بائسة يحركها اللاعبون كما يريدون !

ألان .. ألان :
في هول المذبحة , وفى وجع الدم , نستطيع أن نرى الحقيقة التى اشحنا بوجوهنا حتى لانراها , حقيقة أن هذا الخلاف , وهذا الانقسام , وهذا الانفصال , لم يكن سوى صناعة إسرائيلية مئة بالمئة !! لأن إسرائيل تستغل هذا الانقسام على مدار اليوم والساعة والدقيقة , هل احد ينكر ذلك ؟ فإذا كنا جميعا نعلم أن حالتنا الراهنة هي من صنع عدونا , وهى رغبة عدونا ,وهي مجال استغلال من قبل عدونا , فلماذا لا نغادر هذه الحالة المهينة ألخاسرة
هل هي عزة النفس الآثمة ؟
هل هي الرغبة في الانتصار على الأخ والانهزام أمام العدو ؟
أم أن إرادتنا الوطنية مربوطة بخيوط الوهم هنا وهناك ؟
يامن تقولون أن دماء الشهداء تعز عليكم ,اجعلوا هذه الدماء تخرجكم من الانقسام وتعيدكم إلى الوحدة .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟
- الموت موجود والدواء مفقود
- الثلث الضامن والأرتباط المعطل !
- التعليم وقاعدة الانطلاق الرئيسية
- رسائل دموية
- اللواء صائب نصار وزمن الثورة
- اوقفوا هذا الانتهاك
- تعالوا نضئ شمعة
- من منكم يملك وساما مثل وسامي ؟
- صرخة من الأعماق
- هل نحن مهيئون للحوار ؟
- الحصار والأسعار والتجار
- يهودية الدولة ....لماذا ,
- قراءة متأنية لمشهد معقد
- الوفاء للرجل الوفاء للهدف
- المفتاح بيد من ؟
- ياسر عرفات اتساع المدى وإيقاع التفاصيل
- أنا بولس اشارات قويه للنجاح


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الدم يزهر وردا